حملة فريزر.. لأول مرة التقليدي هو ما يضحك أكثر بأفلام الثلاثي – واحد

منذ أن ظهر الثلاثي سابقًا أو مؤقتًا (شيكو وأحمد فهمي وهشام ماجد)، وهم بكل فيلم بداية من رجال المستحيل يكون مدخلهم للكوميديا عوالم تتصف بالغرابة التي قد تكون وحدها سبب كافي لأن يشاهد الجمهور فيلم ممتع من البداية للنهاية وإن خافتت ضحكاتهم ببعض المشاهد وهذا ما أراه تحقق في فيلم سمير وشهير وبهير، فبينما يتوقف الضحك تستمر متعة المشاهد برؤية محاكاة ساخرة لشباب العقد الثاني من الألفينيات وسط أزياء وأجواء السبعينات - والأزياء والأسماء الغريبة دومًا ما يستخدمها الثلاثي لزيادة المتعة والضحك- كما كان مدخلهم ببنات العم للمحاكاة الساخرة لتصرفات ودماغ الجنس الآخر قصة القصر الملعون المنتقم من أي شخص يفكر التخلي عنه، وهي قصة تشبه عوالم أفلام الكرتون فتشعر المشاهد بشىء من الحميمية والمتعة خاصة بالجزء الأول من الفيلم، ثم يأتي فيلم الحرب العالمية الثالثة صانعًا المتعة والألفة مرة أخرى من خلال قصة التماثيل الحية بكثير من الأزياء التي تميز كل فنان أو شخص تاريخي يعرفه المشاهد ويحبه مسبقًا، وإن كان هذا الفيلم أكثر أفلام الثلاثي عانى من عشوائية إلقاء الأفيهات فرغم أن أغلبها جديد على الأذن ولكنها كانت كثيرة تصل لحد الإزعاج مما أدى لاختلال إيقاع الفيلم بشكل عام. وفي أول تجربة لشيكو وهشام ماجد منفصلان عن أحمد فهمي، في فيلمهما حملة فريزر كانت اكثر الأفكار غرابة وسخرية من الأخبار اليومية عن تغير المناخ والاحتباس الحراري والبرد القارص الذي أصبح المواطن المصري يشعر به بشتاء بلده الذي لم يكن هكذا منذ عدة سنوات، وهي تحول مناخ مصر للشتاء قطبي شديد البرودة، فنرى الجليد يكسو النيل والمباني والسيارات، وتبدا غرابة الصورة وحدها دون حوار تمتعنا وتضحكنا، عندما نرى الكلاب الهاسكي تجر عربات الكارو وقيطع من البطاريق يسير بالشوارع ورجل يتلحف (بكوفرته) وسط اجتماع رسمي لقيادات الداخلية وأكواب من الشاي الكونو المثلج، كل ذلك رفع سقف التوقعات من تلك القماشة التي تبدو واسعة مليئة بالصور البصرية الجديدة، ولكن بمجرد انتقال الأحداث للإيطاليا -وهو انتقال غير مبرر فما دار بإيطاليا كان يمكن أن يدور بمصر- يخفت الأمل في زيادة المتعة بمشاهدة صورة كالتي بدأ بها الفيلم ويبقى الأمل في تحقيق الهدف الأهم من دخول الفيلم وهو الضحك. تبدأ القصة عندما تقر الداخلية بأن هناك جهاز(البتاع)هو المسئول عن تغير مناخ مصر تملكه المافيا الموجودة بإيطاليا، فيقوم الظابط سراج الدين بعتذر (هشام ماجد) الظابط الواثق من إمكانياته وذكائه والذي يرى رئيسه صبحي بيه (بيومي فؤاد) متنمق غبي، بالسفر للإيطاليا للحصول على الجهاز تحت غطاء تصوير فيلم هو مخرجه، وأعد لبطولته مديح البلوبوصي (شيكو) وهو الممثل المغمور اللذي يحاول أن يحاكي حياة النجوم بكل غرور وغباء وتباهي (نسرين أمين) وهي في الأصل فتاة ليل، وتكون هذه التوليفة التي يعتمد عليها لصناعة المواقف المضحكة فالجميع يثير عصبية سراج بعتذر ودومًا مديح يفشل المهام وتباهي لا تفكر الا بالجنس والمال، وهو نوع من الكوميديا مألوف وكثير جدًا بالسينما المصرية وإن كانت التوليفة فشلت هنا ربما لمحاولتها للتجديد فمديح جمعته مشاهد ليست بالقليلة مع تباهي وصبحي وماريان أحد أفراد المافيا، ورغم الأفيهات التي قيلت بهذه المشاهد وأداء شيكو الممتاز بحركات وجهه وجسده وطريقة نطقه للكلام إلا أنها لم تنجح في إضحكانا بل منها ما كان ثقيل وسخيف، بينما على العكس كانت أكثر المشاهد ضحك التي جمعت بين مديح وسراج فردود أفعال سراج على غباء مديح تجعل له قيمة، وهذا للأسف لم ينفذ بشكل جيد إلا بالجزء الأخير من الفيلم وإن كانت خلطة الكوميديا هنا تقليدية وليست المتوقعة من أفلام صناع اعتدنا منهم المختلف! ويعتمد الفيلم بشكل كبير على مواقف ساخرة من الفهم الساذج والشائع عن صناعة السينما وصناعها، فالظابط سراج الذي يمثل أمام مديح دور المخرج يقنعه أن ما يتم تصويره بإيطاليا سيظهر بالفيلم على أنه مصور بشوارع وسط البلد ويمكنه أن يقلب النهار ليل والعكس وكلها أمور أراها مضحكة وملفتة بالنسبة لمن ينتمون للمجال أو يفهمون آلياته أكثر ما هي مضحكة للمتلقي العادي، فخبرات المتلقي تؤثر على استقباله. وقد تقدم اثنين خطوة بهذا الفيلم من الممثلين، فأجاد هشام ماجد تأدية الدور الذي منحه مساحة أكبر من ما كانت متاحة له بجميع أعماله السابقة عدا مسلسل الرجل العناب -وهذا لطبيعة العمل الفني- فأكد ذلك على موهبته وقدراته وإن كانت الشخصية مقارنة بالشخصيات السابق له تأديتها مألوفة لا تحتاج الكثير من الجهد والتميز، ويعتبر دور نسرين أمين بحملة فريزر أول دور كوميدي حقيقي لها وأفضل أداء لها بعد السبع وصايا وسجن النسا، فجسدت شخصية فتاة الليل بطريقة ذكية تجعل اباحتها مقبولة ومحبوبة بفيلم كوميدي.