دينس هوبر , وفاة رمز من رموز عصر ولي

  • مقال
  • 01:14 مساءً - 6 يونيو 2010
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
دينيس هوبر
صورة 2 / 2:
دينيس هوبر

لكل عصر من العصور رمز من رموزه السينمائية‏,‏ وبالأخص في السينما الهوليودية فنحن لا يمكن أن نذكر جون واين دون أن نتذكر سينما الوسترن الأمريكية في فترة الاربعينيات والخمسينيات‏(‏ بالرغم من ظهوره قبل تلك الفترة‏)‏ فهوتجسيد لأمريكا القوة والسيطرة والانتصار وانتزاع الحق بالقوة‏(‏ طبعا لو اعتبرنا إبادة الهنود الحمر من الحقوق للجنس الأبيض‏)‏ كذلك فإن الممثل سيدني بواتيه‏..‏ اول ممثل زنجي امريكي ينال شهرة في هوليوود هو رمز لفترة مطالبة الأقلية السوداء الامريكية بحقوقها المدنية‏,‏ الممثل والمخرج دينس هوبر الذي وافته المنية هذا الأسبوع من بعد صراع طويل مع مرض السرطان هو رمز لأمريكا الغضب علي النظام القائم‏,‏ أمريكا الهيبز المعترض علي حروب فيتنام وسلوك الولايات المتحدة العدواني الامبريالي جيل أعلن غضبه عبر خلق جو من الحب في مواجهة جو الحرب والقتل‏,‏ جيل نثر الزهور بدلا من اطلاق الرصاص‏,‏ وقد نجح بنوبات غضبه في وقف الحرب ونشر الحب‏,‏ كان ذلك لفترة قبل ان يعود الرصاص من جديد ليحل محل الزهور الذابلة‏,‏ وتحل الروح العدوانية لتسيطر علي امريكا من جديد‏,‏ مات دينس هوبر عن عمر يناهز‏74‏ عاما‏,‏ وقد عرفه العالم من خلال فيلمه الشهير ‏EasyRider‏ الذي صوره بالتعاون مع ممثل شاب في ذلك الوقت يدعي جاك نيكلسون قبل أن يصبح هذا الممثل الكبير الذي نعرفه كلنا ومع هنري فوندا شقيق جين فوندا والتي كانت تعد واحدة من أكبر المعارضين للحرب الفيتنامية‏,‏ عرض الفيلم في كان‏1969‏ ليبين حياة الهيبز المعادين للحرب ويعلن عن سينما مختلفة عن تلك التي كانت تصدرها هوليوود للعالم‏,‏ كتب دينس الفيلم مع بيتر فوندا واخرجه وانتجه بتكاليف قليلة‏,‏ ولكنه نجح نجاحا كبيرا ليصبح الفيلم ميثاق الشباب الرافض لحرب فيتنام ويدخل حوليات السينما من أوسع الأبواب ويحصل علي جائزة العمل الأول في مهرجان كان السينمائي عام‏1969,‏ من بعد جفاء كبير بينه وبين صناعة السينما الرسمية في هوليوود يعطية فرانسيس فورد كوبولا دورا صغيرا في فيلم نهاية العالم الآن ليتفوق تفوقا كبيرا يقارن بالدور الصغير الذي لعبة مارلون براندو‏,‏ انه دور المصور الصحفي مدمن المخدرات الذي ذهب لفيتنام لتصوير الجنرال المجنون الذي أقام جمهورية خاصة به في فيتنام فينضم آلي قواته ويعيش معه كتجسيد قوي لفكرة تأقلم الصحافة مع مجتمع العنف الأمريكي وتحولها إلي جزء منه‏,‏ لا يعلم احد أن دينيس هوبر قدم دورا صغيرا في فيلم جوني جيتار من إخراج نيكولاس راي ولا أنه ظهر بجانب الأسطورة‏,‏ جيمس دين في فيلمه الشهير‏(‏ غاضب بلا سبب‏)‏ من إخراج نيكولاس راي ايضا‏,‏ فلقد كانت ادوار صغيرة لهذا الممثل النحيف القادم من تكساس بل أن هناك صداقة تولدت بينه وبين هذا النجم الأسطورة جيمس دين قبل أن يقضي نحبه في حادث السيارة الشهير الذي اودي بحياته‏,‏ خيم الحزن علي حياة دنيس هوبر وسقط في بحر إدمان الكحول وزاد نقمة علي نظام هوليوود وساءت سمعته في الأوساط ويذكر انه عندما كان يمثل في فيلم وسترن عادي من إخراج هنري هثاواي عام‏1957FromHelltoTexas‏ كثرت اعتراضاته علي توجيهات المخرج فاقسم هيثاواي بأن هوبر لن يعمل ثانيا في هوليوود طالما كان علي قيد الحياة‏,‏ ترك دينس هوليوود واتجه لنيويورك ليعمل في كل المسلسلات التليفزيونية التي بدأت تزدهر في ذلك الوقت لعل اشهرها مسلسل بونانزا بجانب هذا انضم للحركة الفنية النشطة في ذلك الوقت كمصور فوتوغرافي ورسام‏,‏ بل وكتب الشعر‏,‏ عاد إلي هوليوود لكن ليعمل منتجا‏,‏ والغريب انه انتج لهيثاواي الذي طرده من هوليوود فيلما من بطولة جون وان‏(‏ ابن امريكا البار علي ظهر الحصان‏)‏ ولكنه شاهد بعينه انهيار هوليوود في نهاية الستينيات وسقوط الاصنام القديمة‏,‏ وكانت فرصته ليتحول إلي مخرج وهو لم يكن امرا متعارف عليه في هوليوود فجأت فكرة فيلمه الأول‏EasyRider‏ عن فترة الهيبز في الولايات المتحدة الامريكيية ليحقق الفيلم ايراد وصل إلي‏20‏ مليون دولار في حين ان تكلفته لم تتعد نصف المليون‏,‏ لكن فيلمه الثاني فشل فشلا رهيبا مما اغضب منه عالم التوزيع في هوليوود لأكثر من عشر سنوات قبل أن يعود ممثلا مع فرانسيس فورد كوبلا‏,‏ عندما عاد مرة أخري للإخراج قدم نجما توسم فيه بأنه خليفة صديقه الراحل جيمس دين‏.‏ ‏ لعله كان علي حق في ميلاد اسطورة جديدة لكن اسطورة‏..‏ جديدة للتمثيل وليس نجما اسطورة مات دينس هوبر الذي كان رمزا لعصر انتهي سريعا رمزا للخروج عن النظام وقواعد المجتمع‏,‏ مثل اكثر من‏150‏ فيلما مع عباقرة مثل كوبلا وديفيد لينش والألماني فيم فيندرز‏,‏ هؤلاء من صنعوا سينما حقيقية بلا مؤثرات ولا خيال علمي سينما انتهت تقريبا‏,‏ لتترك مكانها لسينما الأبعاد الثلاثية‏.‏

وصلات



تعليقات