فؤاد في «بين إيديك» يقدم هدية ومفاجأة لجمهوره.. وحنين يثير الشجن

  • مقال
  • 11:26 صباحًا - 2 اغسطس 2010
  • 3 صور



صورة 1 / 3:
محمد فؤاد
صورة 2 / 3:
محمد فؤاد
صورة 3 / 3:
محمد فؤاد

يعود محمد فؤاد دون أن يخيب ظن عشاقه، لا يمكن لمحمد فؤاد إلا أن يقدم أغنيات تشبهه وتشبهنا..
يقول كلاما مثل الذي نتبادله في جلساتنا الخاصة، كلاما يشبه القفشات حينا، ويكون عتاباً مستتراً في كل الأحوال، لكنه يلقيه بطريقة ساخرة تماما مثل طريقة أولاد البلد ـ أو تحديدا مثل الفئة الأجمل منهم ـ لذا كان ملائما أن يبدأ الألبوم بأغنية «ابن بلد» التي يقدمها بتوزيع آخر في نفس الألبوم، وهي أغنية أول ما يجذب النظر فيها اللحن المتميز جدا الذي وضعه عزيز الشافعي، علي كلمات صعبة في الحقيقة كتبها أمير طعيمة ببساطة واقتدار، الأغنية قريبة للغاية، وسوف تجد نفسك تستمع إليها أكثر من مرة، أيضا سوف تهتم جدا بجيتار أحمد رجب الذي اختاره الموزع مجدي داوود، ثم واحدة من أجمل أغنيات الألبوم «بين إيديك» التي يحمل الألبوم عنوانها..
إنها أكثر مناطق صوت محمد فؤاد تميزا..
تلك التي تشعرك أن محمد فؤاد فقط يتكلم، لكنه في الحقيقة يغني مستعملا أجمل طبقات صوته، فهي الأغنية التي ينتظرها جمهوره، وأمير طعيمة مرة أخري يثبت أنه قدير، ومختلف، وموهوب تماما، الأغنية تبدأ بداية هادئة ومفاجئة: «كنت فين.. بقي كل ده من عمري فات ومعشتهوش، جوايا لسه كلام كتير مقولتهوش، واللحظة دي محتاجلها، أحلام كتير قبلك سنين أجلتها.. وده وقتها».. أمير طعيمة في أفضل حالاته، ومعه خالد عز يتنقل بآلاته الإيقاعية، والوترية ملحنا، وموزعا، وينطلق معه صوت محمد فؤاد قويا، وحنونا، ومميزا، فقط دقيقتين، وثمانية وخمسين ثانية هي مدة الأغنية..لكن المتعة سوف تستمر معك طويلا..، كمان سعيد كمال التي اختارها الموزع أحمد إبراهيم في أغنية «بسهولة كده» تسافر بك بعيدا في حالة مختلفة جدا يرسمها أمير طعيمة أيضا الذي يضع بصماته علي سبع أغنيات في الألبوم وفي كل مرة يشعرك أنه شخص آخر تماما، رامي جمال كملحن كان ذكيا، وهو يختار لفؤاد لحنا متمردا ليلائم الكلمات التي يقول في مقطع منها: «طب وقلبي لو في يوم سألني عليكي هقوله آه.. هقوله كنا حكاية تافهة في النهاية ملتيها، وكل لحظة حب شافها كدبة كنتي بتكدبيها»، نجح محمد فؤاد في أن ينتقل بنا بين أربع حالات مختلفة في أول أربع أغنيات، ومعه المختلف دوما أمير طعيمة الذي يتحدي نفسه، ويكسبها، الأغنية الرابعة هي «اعتب عليا»، وهي أغنية حب خفيفة، بسيطة لكنها مصنوعة بمزاج، مع تحية خاصة لناي رضا بدير المميز، وللحن وائل عقيد، ولتوزيع أكثر تميزا من أسامة الهندي، ووليد سعيد لم يجتهد كثيرا في أن يضع لحنا مختلفا في أغنية «لو هيحصل إيه» فهو يقدم لنا فؤاد في أضعف حالاته، وإن كانت طبعاً الأغنية مقبولة تماماً، خصوصاً مع فاصل الكمان لمحمود سرور، وناي هاني البدري، الشاعر نادر عبد الله من جهته صنع أغنية سوق، ولم يكن مهموما بعمل إضافة حقيقية لمسيرته، إذن فتوزيع مجدي داوود هو الأفضل هنا، أيضا محمد يحيي كان يمكنه بقليل من التركيز أن يضع لحنا أفضل لأغنية «قلة عقل» التي كتبها أمير طعيمة باستسهال بعض الشيء: «أنا شايل منك من بدري وجوه في قلبي حاجات عايزة أعرف كده ليه قاصد تجبلي إحباط..
بلاش افتري»، أمير طعيمة، ورامي جمال من جديد في أغنية مضبوطة بالمقاس لمحمد فؤاد هي «خبيني».. رامي جمال اختار لها لحنا راقيا، وأمير طعيمة يواصل اختلافه، ليوحي لنا أنه أكثر من شاعر، استمع إلي الأغنية، وسوف تعلم أن الثلاث سنوات التي قضاها فؤاد يحضر للألبوم لم تكن عبثا بأي شكل، أغنية خفيفة الدم يكتبها إيهاب عبده هي «غالي»، يواصل فيها محمد فؤاد قدرته الهائلة علي غناء كلام يسخر فيه من حبيبه دون أن يكون مبتذلا أبدا، لحن محمد مجدي كان به حيوية جعلت الأغنية مناسبة لأجواء الصيف من خلال إيقاعات مرحة لا تحمل مبالغة منفرة، لا يمكن أن يخلو ألبوم لمحمد فؤاد من أغنية عن الحنين.. الحقيقة أن صوته أساسا يثير حنينا ما في نفوس كثيرين، هذه المرة يختتم الألبوم بحنين خاص يكتبه أمير طعيمة ويلحنّه خالد عز في أغنية «ساعات بشتاق». ومن المؤكد أنك سوف تعيد تشغيل الاسطوانة من جديد بعد هذه الأغنية وتضبط نفسك وأنت تمسح دمعة نزلت دون أن تشعر، ولم تكن تتصور أن تثير أغنية بسيطة كهذه داخلك كل هذه الذكريات، لم تكن تتصور أن الحنين سوف يأتيك مكثفاً بهذا الشكل مع مجرد أغنية طرحت في ألبوم من ألبومات الصيف.

وصلات



تعليقات