داود عبدالسيد: وزارة الثقافة أنتجت المسافر بنفس طريقة مدينتى

  • حوار‎
  • 03:48 مساءً - 29 سبتمبر 2010
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
داوود عبدالسيد
صورة 2 / 2:
العرض الخاص لفيلم رسائل البحر

هو صاحب الرسائل الموجهة والباحث عن الحقيقة فى زمن تساوى فيه المواطن والمخبر والحرامى.. المخرج داود عبدالسيد الذى سوف يذهب إلى أرض الأحلام بحثا عن أوسكار أفضل فيلم أجنبى بفيلمه رسائل بحر. وهو فى حواره مع «الشروق» يكسف رؤيته للحلم وللواقع الذى تجاوز كثيرا من خطوط الحياة.
● اختيار فيلم مصرى للأوسكار فى رأيك بداية للحدث أم نهاية له؟
ــ هو من المفترض أن يكون بداية، فاختيار الفيلم ليس مهما ولكن المهم هو المتابعة وأنا شخصيا لا أعرف كيف يتم ذلك.. لكن المؤكد أن الاختيار لا يجب أن يكون نهاية المطاف.

● كان لك تجربة ترشيح أخرى بفيلم أرض الخوف ولم تكلل بالنجاح؟
ــ الشركة التى أنتجت الفيلم لم تهتم ولم ترسل الفيلم أصلا إلى الأوسكار ولهذا فشل الترشيح ولذلك فأنا أعتقد أن المتابعة أهم من الترشيح وهنا يأتى دور الشركة المنتجة التى يجب عليها أن تتابع الأمر.

● كون وزارة الثقافة طرفا فى فيلم رسائل بحر بسبب الدعم هل يجعلك واثقا من استكمال متابعة الفيلم حتى يصل إلى المراحل النهائية فى الترشيح؟
ــ لا.. أنا لست واثقا من شىء.. المفروض أن تهتم الوزارة وأن تهتم شركة الانتاج فالوزارة مثلا لديها قطاع للعلاقات الثقافية الخارجية ولجنة للمهرجانات والشركة المنتجة للفيلم من الشركات الكبيرة وأتوقع أن يحدث اهتمام خاصة أن هذه المسألة ليس لى علاقة بها فأنا أنجزت الفيلم وعلى الذين يستفيدون من هذا الترشيح أن يسعوا لمتابعته وأنا شخصيا لو طلب منى شىء سوف أكون حاضرا له.

● هل يعنى هذا أنه لم يتم اتصال بينك وبين الوزارة أو شركة الانتاج حتى الآن؟
ــ أنا عرفت بترشيح الفيلم من الصحف ولم يتم تبليغى بشكل رسمى حتى الآن وبالنسبة لشركة الانتاج ف إسعاد يونس منتجة الفيلم عرفت أنها سافرت قبل إعلان النتيجة ومن المؤكد أنها عند عودتها سوف يجمعنى بها لقاء فالترشيح يعنى لها أسواقا جديدة يمكن الاستفادة منها.

● لكنى أعتقد أن دور الوزارة هو الأهم خاصة أن الفيلم ترشح من لجنة وزارية ومدعوم منهم؟
ــ هذا صحيح والفيلم فى النهاية يخصهم وأى انجاز له سوف يحسب لهم وأنا لا أريد أن أفترض أنهم سوف يهتمون بشكل قاطع بالترشيح وما يأتى بعده وأعتقد أننا سوف ندع الأيام هى من تخبرنا بهذا.

● يقال دائما إن أى دعم أو محاولة للفوز بجائزة الأوسكار سوف يحصد الفشل لأنها فى النهاية جائزة سياسية ما رأيك فى ذلك؟
ــ من الممكن أن يكون هذا صحيحا فأنا لا أعرف الطريقة التى يتم الاختيار بها ولا يمكن أن أجزم أو أنفى ذلك ولكن من المؤكد أن هناك جوانب تذوق ربما تكون مختلفة عن التى يريدونها فنحن لا نعرف نوعية الأعمال التى سوف يتذوقونها هذا العام إضافة إلى اننا لو عرفنا لا يمكن أن ننفذ ذلك خاصة أننا فى مجتمع لا يشجع على الابداع بل على العكس نحن فى مجتمع يعاقب الابداع فعن أى صناعة سينما تبحث فى بلد الرقابة فيه موجودة على الفكر وهناك مساحات لا يمكن الاقتراب منها أو الحديث عنها، فالرقابة الموجودة على السينما أشبه بالاحكام العرفية على الابداع خاصة أنها شديدة التخلف فالسينما فى مصر تعانى بسبب الرقابة الحكومية والرقابة الاجتماعيــــــــة التــى يفرضهـــــا البعض أيضا.

● فى رأيك أيهما أشد قسوة على الابداع، الرقابة الحكومية أم الرقابة المجتمعية؟
ــ رقابة المجتمع لا يمكن أن تصادر عملا وحتى التجارب التى شاهدتها لمحاولة منع عرض فيلم لم تسفر عن أى شىء بعكس رقابة المصنفات الفنية التى تشل تفكير المبدع وفى رأيى أن الأمر محتاج إلى قانون حقيقى لحماية الابداع من أجل حماية المجتمع.

● من زرع الرقابة على المصنفات الفنية يؤكد أنها موجودة من أجل حماية المجتمع؟
ــ الرقابة التى تحمى المجتمع لا يجب أن تكون على الفكر والسيناريو.. اجعلها على الشريط السينمائى وربما تكون مقبولة وإن كنت أرفض وجودها أصلا فهذه الرقابة لا تقوم بعملها فأنت إذا أردت أن تكتب عن الشرطة أو الجيش مثلا فسوف يحول عملك إلى هذه الجهات لتتحكم فيك وأنت ممنوع من مناقشة جدية مثلا للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين هذه العلاقة التى تشهد كوارث حقيقية وأنت ممنوع من الحديث عنها وهى أشياء ربما تتحدث عنها الصحف والقنوات الفضائية ولا تتاح للسينما دون مبرر واضح.

● ألا يوجد فى الرقابة معايير خاصة بتاريخ المبدع واسمه يمكن أن تجعل الثقة شعارا متبادلا.. بمعنى أن مناقشة موضوع ما مع مخرج مثل داوود عبدالسيد ربما يختلف مع مخرج آخر ليس لديه الخبرة والثقة وهكذا؟
ــ أنت تتحدث عن كيان تفترض أنه واعٍ وهذا غير صحيح فهو جهاز بيروقراطى إلى أقصى درجة يخشى فيها الموظف الصغير والموظف الكبير على كراسيهم ووظيفتهم ويتعاملون مع الأفلام والأسماء كما يتعاملون مع البطاطس ولا يوجد مستنيرون الا فى بعض الحالات وبعض العناصر.

● ولكن الرقابة لم تختف من العالم حتى الآن؟
ــ الرقابة الموجودة فى العالم كله عبارة عن رقابة تصنيف فأنت حر تفعل ما تريد وهم أيضا يصنفونها للمشاهدة سواء للجميع أو لمن هم أكبر من 18 سنة فقط وهكذا.. فهل يعقل مثلا أن تكون وصيا على شخص يتيح له القانون التصرف فى حياته كيفما يشاء خاصة وإنه لم يعد من الممكن حجب الحقيقة عن أحد، الكون كله أصبح مفتوحا للجميع من خلال الانترنت وغيره.. فى رأى أن ما يحدث فى الرقابة المصرية على الابداع مهين للجمهور الذى يظن القائمون على الرقابة انهم صغار ويحتاجون لوصى فى حين أن مشاركاتهم مثلا فى المنتديات على شبكة الانترنت شديدة الثراء والوعى قبل أن يكون مهينا للمبدع نفسه الذى يضع هذا الكيان فى عقله ويبحث قبل أن يكتب أو يشرع فى التأليف إذا كانت الرقابة سوف تقبل ابداعه أو لا وهذه كارثة كبيرة فارجو أن تحل الرقابة ويكفينا الأوصياء الخارجون الذين يهاجمون الأفلام دون حتى أن يروها وهم فئة موجودة ومنتشرة وخطرهم كبير فمن حاول قتل نجيب محفوظ لم يقرأ أعماله ومن طالب برقبة مؤلف وليمة لأعشاب البحر لم يقرأ الرواية ومن يهاجم فيلما ما قبل عرضه عنده نفس الأزمة والحقيقة أن النظام الحاكم هو من ربى هؤلاء على عدم الديمقراطية والحرية.

● لكن النظام يسمح بوجود حرية ما فى برامج التوك شو فى رأيك لماذا لا يسمح بها للسينما؟
ــ برامج التوك شو فى رأيى نوع من أنواع التنفيس كبديل لوجود حياة سياسية حقيقية فبدلا من أن تشارك بإيجابية فى الحياة السياسية اجلس فى بيتك واسمع شتائم فى الحكومة ونم مرتاحا كيفما تريد ومعظم برامج التوك شو لها دور وظيفى وفى النهاية هذه البرامج لها سقف أيضا ولا يمكن تخطيه فهل يمكن مثلا أن تفسر لى عدم ظهور البرادعى مرة أخرى فى هذه البرامج ومناقشته بشكل واع وحقيقى فيما ينادى به؟ النظام لدينا للأسف ليس مستعدا لفتح أبواب الحرية على مصراعيها وما يقدمونه فى برامج التوك شو مجرد تنقيط للحرية.

● فى رأيك متى تتحول الحرية من التنقيط إلى الإغراق؟
ــ أعتقد أنها سوف تستمر طويلا حتى يختفى النظام السياسى وأن تختلف وجهة نظر الحاكم وأن يكون هناك ديمقراطية حقيقية وهذا لن يحدث طالما هناك انتخابات مزورة.

● تهاجم النظام دائما ومعارض له وفى نفس الوقت تحصل على دعم من وزارة الثقافة لأفلامك؟
ــ الدولة غير النظام السياسى ولابد أن نفرق بينهما، فأنا أتعامل مع الدولة وليس النظام وللأسف هناك خلط يصنعه النظام بين الدولة والنظام السياسى الذى يحاول أن يركب الدولة ويستغلها وأنا شخصيا لن أربط بين الدولة والنظام السياسى ولن أقع فى هذا الخطأ ومن حقى كمبدع أن أحصل على دعم من الدولة رغم إيمانى السياسى المختلف مع النظام وعلى جانب مختلف منه.

● كان لك موقف من مهرجان الإسكندرية وهذا العام تم الاحتفاء بك؟
ــ هو ليس موقفا وإنما واقعة واحدة عندما كنت عضوا فى لجنة التحكيم أنا وعلى بدرخان واخترنا أفلاما عرفنا فيما بعد أن إدارة المهرجان اختارت غيرها كنوع من المجاملة وهو شىء رفضناه وأعلنا هذا الرفض على الملأ فى المهرجان وهو ما عرضنا لقضايا كثيرة وقتها وحملات صحفية كثيرة لم يكن لها معنى وهذا العام يبدو أنهم تعلموا الدرس فقدموا مسابقة الأفلام المصرية التى كانت تثير الجدل فى شكل استفتاء بين النقاد وفاز من خلاله فيلم رسائل البحر و آسر ياسين بأحسن ممثل وغيرها من الجوائز التى حصدها الفيلم ومع ذلك فى حفل الختام لم يتم توزيع الجوائز بصورة واعية فلم يذكر مثلا تكريم آسر جاء عن ماذا وهكذا وهم أحرار فى طريقتهم.. أما اختيار فيلمين لى فى أفلام العقد الأخير فهو شىء طيب.. وعموما أنا لم يكن بينى وبين مهرجان الاسكندرية أى خصومة وأنما هى قضية لمحاولة استغلالى وأنا رفضت.

● ما رأيك فيما حدث من جدل أثناء عرض فيلم المسافرالذى كان لك رأى فى قضية إنتاجه من قبل وزارة الثقافة؟
ــ أنا لم أحضر عرض الفيلم وانصرفت قبل عرضه ولم أحضر الندوة التى أثير فيها الجدل اضافة إلى أن موقفى ورأيى الذى تتحدث عنه ليس من المسافر كفيلم أو من صناعه ولكن من فكرة الانتاج التى تمت بطريقة غير مفهومة فأنا قلت إنه إذا كانت الوزارة سوف تنتج فعلى لجنة السينما أن تشرح لنا اهدافها من الانتاج وفلسفتها من ذلك فلا يمكن أن يكون الوزير وحده هو صاحب القرار لمجرد انه أراد ذلك فكان لابد أن نعرف ما الذى سوف تقوم بإنتاجه أفلام تجارية أم أفلام نخبوية أم ماذا بالتحديد ولكن أن يتم التعامل مع المشروع بنفس الطريقة التى تم التعامل بها بمشروع مدينتى بالتخصيص المباشر وكنت أفضل أن تعلن الوزارة عن نيتها بالانتاج ويتقدم الجميع ثم يتم الاختيار.

● هذا ما يحدث فى موضوع الدعم؟
ــ كان أولى بأن يحدث فى الانتاج والحقيقة أن الأفلام التى تم دعمها كانت إضافة للسينما بتنوعها وأتمنى أن يستمر الدعم وأن يكون سنويا وأن يكون وفقا للمعايير والقواعد التى تم العمل بها فى اختيار الأفلام التى تستحق الدعم.



تعليقات