الأفلام الـ10 الأفضل في الألفيّة الجديدة 11 : مواطن ومخبر وحرامي.... حين أصبح الفساد بطلا!!

  • مقال
  • 01:12 مساءً - 11 نوفمبر 2010
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
داوود عبدالسيد
صورة 2 / 2:
الملصق الدعائي للفيلم

اختار داوود عبدالسيد أن يناقش في فيلمه السابع مواطن ومخبر وحرامي تحالف الطبقات الذي أدى في النهاية إلى انتشار الفساد، حيث اختار المخرج الكبير رموز يعبر من خلالها عن أفكاره ونماذج تمزج بين المواطن " خالد أبو النجا"الذي يمثل الطبقة المتوسطة التي بدأت مستنيرة لكنها تنازلت عن مشروعها تحت ضغوط متعددة واستكانت للفساد في النهاية، والمخبر " صلاح عبدالله" فهو رمز للسلطة بالتي تحمي وتصنع وتستفيد من الفساد البطل الحقيقي للفيلم، في حين يشكل الحرامي " شعبان عبدالرحيم" المحب للغناء الهابط وقراءة الروايات البوليسية رمزا لطبقة صعدت لتحتل مكانا أكبر منها كتابع ومعلم رئيسي لما تلا الانفتاح الاقتصادي في نهاية السبعينيات، ليشكل التحالف بين الثلاثي المجتمع المصري في ثمانينيات القرن الماضي وأوائل تسعينياته.
يعتمد الفيلم على الكوميديا السوداء من خلال تقديم نماذج المواطن والمخبر والحرامي رابطا تطور علاقاتهم خلال 20 عاما حدد المخرج بدايتها عام 1980.
يعيش مواطن داوود حياة الطبقة الوسطى، التي تحيا بأسلوبها الخاص وثقافتها العالية واستمتاعها بالموسيقى والقراءة ، وكذلك تقوم بكتابة رواية ترمز إلى صياغة مشروعها الحلم.
و تلعب الفنانة هند صبري دور الخادمة التي عرفها المخبر على المواطن لتكون حلقة الوصل بين الثلاثي حيث أنها عشيقة الحرامي الذي يقضي عقوبة في السجن, ثم تصبح عشيقة للمواطن حتى تقوم بسرقته وسرقة حلمه لصالح الحرامي ثم يحاول المخبر تلعب الخادمة دور عشيقة "الحرامي" الذي يقضي عقوبة في السجن, لكنها تصبح عشيقة للمواطن الذي سرعان ما تتخلى عنه بعد أن قامت بسرقة الأموال وما كتبه من الرواية فور خروج الحرامي من سجنه، ثم يحاول المخبر السيطرة عليها باسترجاع المسروقات، كتمهيد للقاء ثلاثي ضمن إطار الصراع الدرامي في الفيلم.
ثم يتعرض حلم الطبقة الوسطي لوصاية دينية جاهلة من الطبقة الدنيا التي بزغت وتألق نجمها، ويعتمد المخرج على الحالة التي صنعها شعبان عبدالرحيم ليعطي مثالا حقيقي على فساد الذوق العام، كجزء من الفساد العام.
وبعد أن يقتلع المواطن عين الحرامي الذي أحرق حلمه يحدث التصالح عن طريق السلطة التي يمثلها المخبر ليرضخ بعدها المواطن ويكتب رواية ينشرها الحرامي كدلالة على انسياق الطبقة الوسطى للطبقة الجديدة واستسلامها التام لبحث الطبقة الجديدة عن ثقافة سطحية تساندها وتبرر ثروتها غير المشروعة.
ومع استسلام الطبقة الوسطى وتوحش السلطة من خلال وصول المخبر الى البرلمان، ينهي داوود عبدالسيد الأمل في مستقبل افضل من خلال زواج ابن الحرامي من ابنة المواطن رغم رفض هذا الزواج من قبل الأهل، إلا أن الولدين يحسمان الموقف باستمرار تحالف الفساد.

استخدم عبدالسيد كالعادة صوت الراوي في تقديم الرواية والتعليق عليها، ولكنه هذه المرة كان مبررا لتفسير بعض أحداث الفانتازيا في الفيلم.
كما نجح أيضا في تطويع أداء ممثليه واستغلال كل طاقاتهم للتوافق مع الوظائف الدرامية في الفيلم، الا أن كاميرا سمير بهزان فشلت في توظيف الفساد الذي يناقشه الفيلم وقدمت لنا صورة جميلة تتنافي مع الفساد الذي استشرى خلال قصة الفيلم.
فيلم مواطن ومخبر وحرامي فيلم اعتبره البعض في مستوى ذكاء المواطن الذكي، وأعتبره البعض الأخر فيلما عظيماً وهذا وحده كفيل بعدم وجود الفيلم - الذي أحبه - ضمن أفضل افلام الألفية الجديدة.



تعليقات