إيرادات أفلام العيد: رهانات ناجحة ومفاجآت ضئيلة ومزاج مصري لم يتغير

  • مقال
  • 08:40 صباحًا - 5 سبتمبر 2011
  • 5 صور



صورة 1 / 5:
600.000
صورة 2 / 5:
1.300.000
صورة 3 / 5:
2.500.000
صورة 4 / 5:
4.150.000
صورة 5 / 5:
7.400.000

لا يبدو أن أحد قد خَرَجَ خاسِراً بشكل حاسم من سباق الإيرادات في أفلام عيد الفِطر ، كان لكُلّ من الأفلام الخمسة المصريَّة رِهانه: " محمد سعد" على بعض من وَهَج نجوميته القديم ، الذي فرضه لأربعة سنوات النجم المصري الأنجح - من 2002 لـ2006 - ، رهان " أحمد السبكي" على "خَلْطَتُه" الناجحة بـ" ديناو سعد الصُّغير" والتي يقف بها أمام دعوات المُقاطعة التي انطلقت ضد فيلمه ، كاريزما " منة شلبي و آسر ياسين" ونجوميتهم الحقيقية كاثنين من أفضل أبناء جيلهم كانت تَقِف وراء " بيبو وبشير" ، النجاح الأسطوري لحملة "ميلودي أفلام" الشهيرة جَعَلت من الرهان على شخصية "تهامي باشا" و"وديع" شديد المنطقية ، وأخيراً فإن " نِضَال الشافعي" لا يَملك نجومية أو كاريزما أو حملة إعلانية ، ولكن شخصيته الناجحة وصِغَر حجم فيلمه - إنتاجياً ومادياً - يجعله رهان غير قابل للخسارة غالباً ، وهو ما حدث في أربعة أيام عيد مُرضية للجميع .

المفاجأة الحقيقيّة في إيرادات العيد - التقريبيّة قدر المُستطاع لحين الحصول على أرقام تفصيليّة من دور العرض - ، كانت في اعتلاء فيلم "شارع الهرم" لقمة الإيرادات ، وتحقيقه ما يقارب كل ما حققته الأفلام الأربعة الأخرى ، وهي مفاجأة سيئة للأغلبية العُظْمَى من المُتابعين ، الذين ظَنُّوا أن المزاج المصري بعد الثورة قد يُغَيّر في خارطة الإيرادات ، ولكن رغم ذلك .. فمحاولة فِهم الشريحة العُمرية الصغيرة التي تُشكّل الجانب الأعرض من جمهور أفلام العيد ، ورغبتهم - قبل أي شيء - في صَخَب وغِنَاء ورَقْص - يُجيد "السُّبكي" صُنع خلطته - يَجْعل تِلك المفاجأة مَفهومة ، حتى وإن بَقَت غير مُستساغة ، أو حتى مُحبطة بشكلٍ ما .

حقق فيلم "شَارِع الهَرم" في أربعة أيام عَرض خلال عيد الفطر "7 ملايين و400 ألف جنية مصري" ، وهو رَقَم ضخم ، بمتوسط يُقارب الاثنين مليون جنية في كل يوم عَرض .

المركز الثاني في إيرادات العيد كان لـ"محمد سعد" ، وهو شيء مُحبط بالنسبة له ، بالنظر إلى خُلوّ الموسم من نجوم شباك حقيقيين ينافسونه على الكَعْكَة ، والمؤشر الذي نَجْدُه من ذلك أكثر إحباطاً بالنسبة لـ"سعد": النجومية القديمة التي حققها في خمسة أفلام حققت مُجتمعة ما يُقارب المائة مليون جنية في خمسة أعوام ، وفرضته النجم المصري الأقوي في النصف الأول من الألفية ، تِلكَ الأيام لن تعود ثانيةً ، والسبب لذلك واضح: ظل سعد مُصِراً على الرهان بنفس الأدوات ، حَرَكات جَسَد بهلوانيّة ، طَبَقات صوت غير مفهومة ، كوميديا تعتمد فقط على "الكاركتر" الذي يؤديه ، والنتيجة في النهاية: سقوط مُتتالي يبعده دوماً عن القِمّة ، حتى في عدم وجود من يُنافسه عليها .

حقق سعد في أربعة أيام عَرض "4 ملايين و150 ألف جنية مصري" ، وهو رقم لا يجعله خاسراً بالكليَّة ، فهو جيّداً بالنسبة لافتتاحية عرض ، ولكن المشكلة ليست فقط في كونه جاء ثانياً بقُرب الضّعف ، ولكن كذلك لكونه لن يستطيع - على الأغلب - حصد أكثر من ضعفه خلال الشهرين المُقبلين قبل عيد الأضحى - خصوصاً مع بدء الدّراسة في نهاية هذا الشهر - ، مما يجعله رقماً هزيلاً للغاية لما كانت تَطْمح إليه الشركة العربية وسعد نفسه .

المَرْكز الثالث كان لفيلم "بيبو وبشير" ، وهو كوميديا شبابية تبدو الاختيار السينمائي الأفضل بين الأفلام الخمسة المعروضة ، وبالنسبة لنجومية "آسر" و"منة" - المُقَدّرين جداً على المستوى الفني ولكن ليس بنفس القدر في شبّاك التذاكر - فإن "اثنين ونصف مليون جنية" في أربعة أيام عرض خلال عيد الفطر رقماً يبدو جيداً ، خصوصاً لكونه - على عكس الفيلمين السابقين - عمل مُرَشَّح لنجاحٍ أكبر خلال الفترة التي تَلي العيد .

"وديع وتُهامي" لم يُحققا مفاجأة ، ولكن في نفس الوقت لن يتسببا في أي خسائر لشركة "ميلودي" ، حيث لا يعتمد فيلم " أنا بضيع يا وديع" على أي نجوم ، ولا يُراهن على شيء سوى نجاح شخصيات القناة وحملاتها الإعلانية ، ومع ذلك حقق "مليون و300 ألف جنية" في أيام عرضه .

ورغم أن رقم "600 ألف جنية" فقط حققهم نضال الشافعي في بطولته السينمائية الأولى " يا أنا يا هوه" خلال أيام عيد الفطر ، إلا أن ميزانية الفيلم الضئيلة ، وعدم انتظار مُنتجه أو بطله تحقيقه لأرقامٍ ضخمة ، يجعل الرقم يبدو مقبولاً في حدود العمل .

وحققت أفلام العيد في مُجملها ما يُقارب "16 مليون جنية مصري" ، وهو - بغض النّظر عن أي شيء - رقم جيّد لإنعاش سوق السينما من جديد ، بعد الإيرادات الهَزِيلة التي حققتها الأفلام التي عُرِضَت خلال الصيف ، مما سيُزيد من الأفلام المُنْتَجَة خلال الفترة القادمة ، ويُقلل من الخسائر الاقتصادية في السينما خلال فترة ما بعد ثورة يناير ، وهو مؤشر لعيد أضحى سيكون أكثر عُنفاً ، بالنظر لعرض فيلمي نَجْمين بحجم " أحمد حلميو أحمد مكي" فيها .



تعليقات