فاتن حمامة... أيقونة السينما العربية

  • مقال
  • 04:04 مساءً - 26 مايو 2012
  • 1 صورة



خُلق البعض ليكون مختلفاً، هناك مئات الالاف من التشكيليين لكن هناك سلفادور دالي واحد، هناك مئات الآلاف من الروائيين لكن هناك نجيب محفوظ واحد، هنالك الملايين من الأطباء لكن هناك مجدي يعقوب واحد، لكل مهنة مجموعة من المتميزين، أو من نطلق عليهم لفظ "أيقونة"، ولكل مهنة أيقونة تفخر بها، و فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية هي أيقونة الفنانين العرب بل العالم أجمع.
حصلت فاتن حمامة على لقب ممثلة القرن الـ20، وابدى الكثيرون إعتراضهم على اللقب، بحجة أن أدوارها محدودة المساحة، تنحصر في أدوار "بنت الذوات"، أو الفتاة الفقيرة مهدورة الحق، ومساحة ادوراها ضعيفة بالمقارنة بالعملاقتين شادية و سعاد حسني، وفي هذا ظلم كبير للايقونة، حيث قدمت فاتن حمامة كل الأدوار ويكفيها دوريها في فيلمي الحرام، و أفواه وارانب لنرد على تلك المزاعم، بل وحتى دورها في فيلم يوم مر ويوم حلو، حيث ارتبط تألق فاتن حمامة بوعي المخرج الذي يقدمها في فيلمه، وذلك هو الفارق ما بينها وبين الآخريات.
تمتلك فاتن حمامة موهبة عريضة، تستطيع بحكم خبرة تمثيلية عريضة أن تقدمها بشكل ما، تتألق تلك الموهبة وتظهر بصورة أكثر إبهاراً عندما يجيد مخرج تقديمها في قالب جديد.
وتبقى تلك الطفلة الصغيرة التي قدمها المخرج محمد كريم في فيلم يوم سعيد أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب لغزاً فنياً يصعب على البعض فهمه، لكن يستحيل أن تبخسه قدره وقيمته.
ويكفي فاتن حمامة تلك القدرة الخاصة التي تهبها للفنانين الذين يقفون أمامها ليخرجوا أفضل ما عندهم، رأينا عمر الشريف و أحمد رمزي وحتى محمد منير في قمة تألقهم، وكأن لديها طاقة خاصة تمنحها لشركائها على العكس من الكثيرين من النجوم الذين يختزلون شركائهم لأنهم مجرد منافسين.
فاتن حمامة فنانة غير عادية وموهبة غير مسبوقة، يبقى وجودها بيننا هذه الايام قيمة نفخر بها، ونتباهى بها، وتستحق التكريم الذي كلما زاد كلما كان قليلاً على قدرها وتستحق الأكثر.

وصلات



تعليقات