كيف تدار السينما في مصر؟....(2) المنتج الفنان ''طفش''

  • مقال
  • 05:19 مساءً - 29 يونيو 2012
  • 1 صورة



المنتج حسين القلا

بعدما استعرضنا عزيزي القاريء في مقال الـ"سيك وان"، كيف يدير المنتج التاجر أفلامه بمنطق مغلوط، وبطريقة تجارية بحتة لا تنتمي إلى الفن بصلة، وحتى لا نظلم الفن نستعرض اليوم تجربة أخرى مختلفة تماماً، تكشف أيضاً بوضوح كيف تدار السينما في مصر؟

التجربة الثانية :
هاتفني سيناريست شاب - في هذا الوقت كان شاباً - ليهنئني على مجموعتي القصصية الأولى، لافتاً نظري إلى أن المنتج فلان الفلاني قد أعجب جداً بها ، داعياً إياي لمقابلته، ثم أعطاني الهاتف والعنوان.
ولأنني من أشد المتحمسين لأفلام هذا المنتج، والذي يكفيه فقط أن ينتج فيلماً كـ" البداية"، اتصلت وحصلت على موعد، وذهبت إليه حاملاً نسخة موقعة مني.
احتفى بي الرجل للغاية، وناقشني في بعض ما حملت المجموعة، بثقافة وفهم وأبوة مدهشة، قبل أن يطالبني بالإستعداد لكتابة سيناريو تحت إشرافه.
أبديت خوفي لأنني لم يسبق لي هذا، فأخرج لي كتاباً كي أبداً في التعلم، الذي استمر حوالي 5 شهور، قرأت فيها ما يزيد عن 10 كتب، وكان هو خلالها ينهي فيلمه الجديد " أوقات فراغ"، لأبدأ بعدها كتابة السيناريو الأول لفيلمي الذي لم ير النور بعنوان "للبيع"، استمرت الكتابة الأولى لمدة عام تقريباً، ثم عكفنا على إعادة كتابته مرة أخرى، وهو لا يكتفي بالإشراف بل كان حريصاً على أن يكسبني الحرفة بجد ودأب.
خاض بعدها تجربته الأخيرة " الماجيك" بنشوة نجاح أوقات فراغ، ولم تحقق النجاح المرجو، غير الحرب التي يتعرض لها في الوسط الفني من شركات التوزيع.
أصيب الرجل الذى عاني في سنواته الأخيرة في مصر بالإحباط الشديد على أثر الخسارة، خاصة وهو يعتمد كثيراً على أموال محولة إليه من الاقارب في الخارج، بعد كل هذا العمل بالإنتاج.
قابلني للمرة الأخيرة، أشار إلى السيناريو الموضوع أمامه على المكتب ويحمل إسمي قائلاً: الفيلم ده محبط أكتر من " يوم مر ويوم حلو".
غادرته غاضباً دون أن أدرك أنه كان يودعني، غادر بعدها مصر دون عودة، لنفقد منتجاً فناناً.
*****
السينما فن يهدف إلى الربح، وليست تجارة .

وصلات



تعليقات