القشاش وخيبة الآمال !!

  • مقال
  • 11:19 مساءً - 21 اكتوبر 2013
  • 1 صورة



بوستر فيلم القشاش

الانطباع الأول وقد يكون الأكبر الذى يسيطر عليك أثناء مشاهدة الفيلم الأول للنجم القادم محمد فراج هو اﻹحباط وخيبة اﻷمل! وهو ما شعرت به تماماً أثناء مشاهدة الفيلم، فقد خذلنى فراج للغاية... مبدئياً، وبحكم دراستى ومحيط صداقاتي كنت من المتابعين الأوائل لبزوغ موهبة فراج وتألقه على مسرح جامعة القاهرة طوال سنين دراسته وتمثيله لكليته ومنتخب جامعته فى العديد من المسابقات والعروض داخل وخارج الجمهورية، اتبع ذلك بانضمامه لورشة المخرج خالد جلال بمركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية لينطلق محققاً نجاحاً باهراً وانطباعات عديدة لا تخلو من الاستحسان وأحياناً الانبهار بأدائه خلال عروض الورشة التى توّجت بمسرحية " قهوة سادة"، والتى كانت ولا تزال مصنع نجوم هذا الجيل.

وعلى هذا فقد اصبحت من المؤمنين بموهبته التى اعتقدت دوماً أنها لا تحتاج إلا لكاميرا سينما لتتحقق وتأخذ مكانة متميزة ومستحقة. إلا أن اختياره لفيلم القشاش ليكون أول بطولة مطلقة له -بعد الفيلم العجيب الأخر " بنات وموتسيكلات"، واشتراكه مع حلمى فى فيلمه " ألف مبروك" وسلسلة من الخطوات الواثقة والمتميزة تليفزيونياً كان آخرها الدور العبقرى "رجب الفرخ" فى أحداث مسلسل " بدون ذكر أسماء" فى رمضان الماضى– قد أصابنى بخيبة أمل عظيمة ولم تغادرنى الدهشة، لماذا قبل بالدور! أعلم أن شاباً مثله ينصب جُــلّ طموحه على الانتقال من مربع الصفر إلى ما يليه والانتقال من خانة نجوم الصف الثانى والسنيدة إلى أفيش يحمل اسمه كبطل أول. لكن " أوكا و أورتيجا" أيضا لهما فيلم يحمل اسمهما كأول بطولة مطلقة لهما فى نفس الموسم، بل الأدهى أن نجمة كـ مي كساب " جاءت لتقدم دور السنيدة لهما! إذن الاختيار ليس بين دور أول أو ثاني، بل هو اختيار واضح ومحدد عما أريد أن اضع نفسى كممثل.

واسأل فراج سؤالاً مباشراً.. دور "رجب الفرخ" أم دور "سيد القشاش"! الحقيقة التى وصل إليها عدد كبير من المشاهدين منذ عرض التريلر الأول للفيلم أنه "نحتاية" جديدة لما اصطلح على تسميته بسينما السبكى، حتى وإن كان السبكي ليس بمنتج الفيلم، بل الشركة التى دائما اتفائل بإنتاجها "دولار فيلم". فالعمل ليس إلا قصة "مهروسة" كسابقيها عن شاب ولد لقيطا وتبنته إحدى السيدات وأُطلق عليه "القشاش" لأنهم وجدوه فى عربة إحدى القطارات، ويكبر الطفل ليصبح -بسم الله ما شاء الله– بلطجياً سرسجياً قديراً، وكأن الله لم يخلق فقراء متعلمين أو ذوى ثقافة من أى نوع. وحتى أقصر عليك قارئي العزيز فأنك لست بحاجة لمتابعة سردي أن كنت قد شاهدت " أبو علي" ل كريم عبد العزيز... فما هو إلا تنويعة جديدة لذات القصة.

لا حاجة هنا لنا للحديث عن الإخراج فهو قص ولصق بلا أدنى إبداع، بل أن هناك بعض المشاهد التى اُخذت بالمسطرة عن أفلام أخرى، كمشهد القفز من القطار ذو الكادرات المملة المكررة ومشاهد الأفراح والراقصات والمهرجانات التى اصبحت قاسماً مشتركاً، بل وجبة غير جيدة الطهى مقررة علينا فى كل الأعمال، إلا ما رحم ربى.

كذلك لم تقدم بطلة الفيلم إن جاز تسميتها كذلك حورية فرغلى جديداً يذكر، بل على العكس أساءت لمحاولاتها السابقة بمظهر سيء سواء بباروكة الشعر العجيبة التى لا أدرى لها داع، أو بالمكياج الذى يشوّه بدلاً من أن يجمّل! وفى سياق آخر أحببت دلال عبد العزيز القديرة القادرة على إشاعة الدفء والحميمية بمجرد ظهورها فى أى كادر. وأكرر رجائى لبطل العمل بتحرى الدقة فيما يقبل من أعمال، فالنجومية اراها مسئولية ثقيلة ليست فقط فى تأثيرها على المجتمع والجيل الذى يخاطبه، بل فى صناعة تاريخ فنى وتراث ثرى تفخر به البلد التى انتجت هؤلاء النجوم. ملحوظة أخيرة: حسن حسنى... كفاية بقى.. أرجوك!



تعليقات