جرسونيرة .. انتهاء العمر الإفتراضي لإغراء غادة عبد الرازق

  • مقال
  • 10:02 مساءً - 1 يناير 2014
  • 1 صورة



أفيش فيلم "جرسونيرة"

معلومة لن يعرفها –غالبا- كل من قرر مشاهدة فيلم جرسونيرة الذي تم طرحه مؤخراً في دور العرض المصرية، المعلومة أن الفيلم دخل تاريخ السينما في مصر كونه مأخوذ عن أول نص سينمائي يتم تحويله لشريط سينمائي مرتين، الأولى كانت عام 2005 من تأليف وإخراج حازم متولى، بطولة سماح أنور و عزت أبو عوف و عمرو عبد الجليل، تم وقتها تصوير الفيلم بتقنية الديجتال لكنه لم ير النور لأسباب كثيرة فعاد حق بيع السيناريو من جديد لصاحبه حازم متولي لكنه تنازل عن مهمة إخراج الفيلم في المرة الثانية ل هاني جرجس فوزي .

واقعة نادرة لا تهم بالتأكيد جمهور جرسونيرة 2013 ، الذي استفاد طبعا من تصويره بتقنية السينما ومن أسماء النجوم المشاركين فيه هذه المرة، غادة عبد الرازق، نضال الشافعي، منذر رياحنة، بجانب باقي العناصر الفنية خصوصاً موسيقي خالد البكري .

الفيلم ينطلق من فكرة سينمائية لم يعرفها جمهور الأفلام العربية من قبل، يكفي أن الشريط هو أول فيلم يشارك في بطولته هذا العدد من الممثلين، فيلم مثل أنا وأنت وساعات السفر ل نيللي و يحيي الفخراني ركز عليهما فقط لكنه دار في عربة قطار بها عشرات الممثلين الثانويين، في الوقت نفسه الفكرة نفسها تدفع المشاهد للانتظار حتى أخر مشهد ليعرف مصير الأبطال الثلاثة خصوصاُ مع توالي المفاجأت كل عدة دقائق، لكن في الوقت نفسه عاني الفيلم من بطء الإيقاع لفترات طويلة وكأن صناع العمل يريدون للجمهور أن يظن أن المفاجأت انتهت، وهو الأمر الذي يجعل هذا الفيلم يحتاج لنوعية معينة من الجمهور، مشاهد يريد أن يرى شئ جديد على الشاشة ومستعد لتحمل سلبيات التجربة، وهي فئة لاتزال محدودة من بين المشاهدين المصريين، وهو ما يفسر أن العشرة الذين شاهدت معهم الفيلم في صالة العرض – حفل الرابعة عصراً- دخلوا من أجل غادة عبد الرازق متوهمين أنهم سيكلموا حلقات مسلسل حكاية حياة على شاشة السينما، بجانب أن اسم جرسونيرة يوحي بأن المشاهد الجنسية لن تتوقف وهو الوهم الذي دفع المشاهدين العشرة للشعور بالاحباط لولا النهاية الساخنة للأحداث ككل، فيما تعودت أنا على الانشغال قليلا بالهاتف المحمول كلما طالت المشاهد الحوارية انتظاراً للمفاجأة التالية .

فيلم جرسونيرة رغم كل شئ اضافة لمن عملوا به، فيما عدا غادة عبد الرازق التي بدت وكأن عمرها الإفتراضي كنجمة إغراء قد انتهى فعلياً، هذا الفيلم كان من الممكن أن يكون أفضل كثيراً لو أن البطلة عمرها أقل من عمر غادة الحالي بعشرين سنة على الأقل، فالمشاهد يعرف جيداً أن نضال الشافعي –عشيقها في جرسونيرة- بدأ التمثيل بعدما ظهرت هي كنجمة في عائلة الحاج متولي، وما سبق جعل كلمات الشاعر جمال بخيت وصوت سارة زكي في الأغنيات الرومانسية غير مناسب على الاطلاق لأنه من الأساس لم تعد غادة قادرة على توفير الإحساس بأنها تعيش حالة صراع عاطفي مع عشيقها المتزوج من أخرى، كتلك التي قدمتها مثلاً في مسلسل قانون المراغي مع خالد الصاوي وأبدعت فيها في ذلك الحين .

جرسونيرة إضافة لهاني جرجس فوزي الذي قدم في السنوات الأخيرة كمخرج أسوأ أفلام السينما المصرية، لكنه في جرسونيرة نجح في الاستفادة من نص حازم متولي وتقديم حالة مختلفة، الفيلم أكد قدرات نضال الشافعي كممثل مقتن لأدواره فيما عدا بعض المبالغة التي تنتج عن عدم تقديم المخرج للنصائح اللازمة، والطريف أن يعرض الفيلم الذي يجسد فيه نضال شخصية رئيس حزب سياسي طموح جداً، لكن نقطة ضعفه عشقة لغادة عبد الرازق، يعرض الفيلم في وقت يعاني فيه الكثير من النشطاء السياسيين بسبب فضائح التسجيلات المسربة لهم، في الفيلم أيضاً أجبر اللص الذي جسده منذر رياحنة نضال الشافعي على التصوير عارياً مع عشيقته للسيطرة عليه بعد انتهاء مهمته في سرقة المنزل، أما رياحنة فاستفادة من جرسونيرة في تحسين لهجته المصرية وقدرته على توفير الايفيهات أحيانا، وكان أكثر الممثلين الثلاثة اقناعاً على الشاشة.

الفيلم بالمناسبة لا يدور فقط حول جريمة سرقة تبدأ بدخول لص محترف لمنزل فخم وأنيق يوجد به رجل وعشيقته، لكنه ملئ بالمفاجأت والانقلابات التي ستعرفها عندما تشاهده من أجل دعم الأفلام الجديدة لا من أجل غادة عبد الرازق.



تعليقات