X-Men: Days of the Future Past.. هل هناك ما هو أمتع؟

  • مقال
  • 04:02 مساءً - 27 مايو 2014
  • 1 صورة



X-Men: Days of the Future Past

لطالما كانت الأفلام المأخوذة عن القصص المصورة تُصنع للمتعة الخالصة، لإتاحة الفرصة لك أن تدلف إلى دار عرض لتقطع صلتك بالواقع مؤقتًا وتطلق روحك في عالم خيالي يسحر عيناك ويعيدك طفلًا من جديد. في السنوات الأخيرة أخذت أفلام الكوميكس منعطفًا أكثر جدّية جاء مُوفقًا أحيانًا ومخيبًا للأمال جدًا في أحايين أخرى كثيرة. X-Men: Days of the Future Past يعيد الروح القديمة الرائعة لأفلام القصص المصورة دون ادعاء عُمق أو "فذلكة" من أي نوع، وتمامًا كجزئه الأول يقدم لك ساعتين من المتعة التي لا توصف بكلمات.

بضمير مُستريح للغاية تستطيع أن تُقيّم الفيلم كمُمتاز، ولا مانع إذا ما أعطيته العلامة الكاملة. العمل ملحمي كوميدي متحرك مليء بالتفاصيل والتتابعات المتلاحقة التي لا تهدأ ولا تتوقف، وكجزئه الأول سينجح في استقطاب جمهور جديد لعالم الرجال إكس ويحوِّلهم إلى مهاوييس مُخلصين. بحبكة عبقرية وطاقم تمثيل مُتخم بالنجوم - 19 ممثلاً رئيسيًا 4 منهم حائزين على الأوسكار - يتلاعب الفيلم بالخط الزمني لسلسلة الرجال إكس كما لم يحدث في فيلم آخر منذ Back to the Future، ويفتح مجالاً لأن يكون كل ما قد شاهدناه في الأجزاء السابقة لم يحدث قط.. لا أريد الخوض أكثر في سرد أي شيء يتعلق بالقصة حتى لا أحرق الفيلم على من لم يشاهده بعد، لذا سنضطر أن نغلق سويًا هذه النقطة، وننتقل مباشرةً لتحليل الفيلم نفسه.

الصراع يحتدم هذه المرة بشكل أكبر من ذي قبل، وتتبدل الأدوار كثيرًا خلال الساعتين مدة عرض الفيلم. أصدقاء الأمس يصبحون أعداء اليوم ثم يحدث العكس، وما يدور في المستقبل يعكس ماضيًا مخالفًا لما يتم عرضه أمامك، مما يفتح مجالاً لا ينتهي لكم مهول من الاحتمالات لن تنفك أن تعقدها مع ذاتك لمدة طويلة بعد المُشاهدة. الفيلم يحتاج لبال رائق جدًا فلا تظلمه وتدلف إلى دار العرض وعقلك مزدحم بالأفكار، لأن كم التحليلات التي ستكون مطلوبة منه كبيرة للغاية وتحتاج إلى مساحة ذاكرة تتسع كفاية كي يستطيع هضم كل شيء. ضف على هذا أنك - بجانب التفكير - ستكون مستمتعًا لأقصى درجة بما يعرض أمامك وكل هذا الاحترام المقدم لك من قبل المخرج براين سينجر وكاتب السيناريو سيمون كينبرج.. لذا أمنح عقلك يومًا رائقًا للغاية، وكافئه في نهايته بالرجال إكس.

الفيلم يعج بالتتابعات المُشبعة (تقرأها بالفتحة أو الكسرة لا يهم)، منها ما هو الشاعري جدًا الذي قد يستفز دموعك، ومنها ما هو المثير للغاية لدرجة وضعك على أطراف المقعد، ومنها ما سيطرحك أرضًا من شدة الضحك، ومنها ما هو مغرق في الإقباض. ناهيك عن الابتكار في كل شيء.. ابتكار في الحبكة، ابتكار في التناول، ابتكار في خلق صراع محتدم بين شخصيات متابينة للغاية يحمل كل منها رغباته الخاصة وثأره القديم.. باختصار هو متعة كاملة لعشاق الضرب، ويقزّم حرفيًا جميع أفلام الأبطال الخارقين التي تهافتت علينا في الفترة الأخيرة، ويثبت أنه مازال هناك الكثير من الحياة في هذا النوع من الأفلام، فقط إذا قدمت بالشكل المناسب والعناية الكافية. الخلفية البصرية لعقد السبعينات أعطت الفيلم شكلاً مميزًا بجميع التفاصيل التي احتوتها من أزياء وتسريحات إلى هندسة المباني والديكورات، لكنها لم تخلو من بعض المبالغات الخاصة بتصاميم التكنولوجيا التي جاءت سابقة لعصرها بكثير، وتقريبًا تلك هي الثغرة الوحيدة في حبكة الفيلم.

ميزة شخصيات قصص الرجال إكس هي تنوعهم الشديد وقدراتهم المختلفة، ومن ناحية أخرى يُشكّل هذا الأمر سلاحًا ذو حدّين ويصبح عقبة رئيسية أمام كاتب سيناريو مسكين يريد تقديم أكبر قدر ممكن منهم خلال وقت الفيلم الضيّق. السيناريو هذه المرة كان متسارعًا للغاية لكنه متوازن، واستطاع سيمون كينبرج طبخ شخصياته بمقادير دقيقة حققت إشباعًا كبيرًا للمشاهد، وتمكن من استغلال قدراتهم المختلفة بابتكار كبير. وبحرفية كان يخلق مواقف وعُقَد في الأحداث تناسب قدرات كل مُتطفر ليستطيع تسيّدها بالكامل.. ويتركك لتفكر، ماذا لو لم يكن هذا المتطفر بالذات موجودًا في هذه اللحظة؟

وولفرين - بصفته بطل الفيلم الرئيسي - يأخذ وقته كاملاً على الشاشة وكالعادة جسده هيو جاكمانبعشق حقيقي وتفانٍ تام، ربما على عكس Mystique التي كان من الممكن إفراد مشاهد أطول لها بالذات بهيئتها البشرية العادية. بروفيسور إكزافير في مرحلتيه العُمريتين أيضًا حظى بوقت كافٍ جدًا، وكذلك Magneto. هالي بيري لعبت شخصية Storm في دور صغير لكنه يثير الذكريات.. ربما الوحيد الذي كنا نريد أن نراه أكثر هو المتحول Quicksilver فائق السرعة، الذي ظهر في تتابعين فقط ليخطف الأضواء من الجميع، واحد منهم يعد من أفضل تتابعات الفيلم وأحد أكثر التتابعات ابتكارًا في أي فيلم مأخوذ عن كوميكس على الإطلاق.

تلقى الفيلم طوفانًا من المراجعات الإيجابية في كل مكان، وعلى حد علمي لم أقابل حتى الآن من صرح لي أن الفيلم لم يعجبه، وغالبًا هذا شخص ليس له وجود، لأنه إذا كان هناك أحد لا يطيق الرجال إكس من الأساس وتمكنت بشكلٍ ما أن تجبره على المشاهدة، ستجده مع انتهاء العرض وإضاءة الأنوار يصرخ طلبًا للمزيد، وسيعود ليقلب في كل ما تم إنتاجه من السلسلة حتى الآن.



تعليقات