Game of Thrones (الحلقة 8): القسوة التي لا تُحْتَمَل

  • مقال
  • 01:36 مساءً - 7 يونيو 2014
  • 1 صورة



واحد من أعنف وأقسى حلقات المسلسل

«انطق اسمها إيليا مارتيل، اغتصبتها، قَتلتها، وقتلت أبناءها»

لديَّ صَديق قرر عدم مُشاهدة المسلسل بعد حلقة العرس الدامي الشهيرة في الموسم الثالث، قال أن تلك القسوة أكثر مما يحتمله، حتى مع الإقرار بدورها في عظمةِ المسلسل، لم أفهمه جيداً وقتها، ولم أستوعب أن يتوقف أحد عن المُشاهدة عند ما يعتبره الأغلبيةأفضل حلقة من Game Of Thronesعلى الإطلاق.

وبعد وقت طويل أُشاهد تلك الحلقة، The Mountain and The Viper، وفي نهايتها.. أتلمّس تلك القسوة التي لا تُحْتَمَل، هذا القدر من الحدة وبرودة القلب، وأتفهّم، على الأقل، قرار صديقي القديم بعدم مواصلة المُشاهدة، حتى لو استمرت متابعتي.

قطعاً واحدة من أفضل حلقات المسلسل، وفي نفس الوقت واحدة من أعنفها وأكثرها صعوبة على المُشاهدة.

أحداث الحلقة:

  • الهَمَج يقتربون من الجدار، وفي الحلقةِ القادمة سيواجهون حرَّاس الليل، معركة بين 102 رجل وقرابة الـ100 ألف بينهم العمالقة، ما يُبشّر ربما بشيءٍ من قبيل حلقة معركة الـ«بلاك واتر» العَظيمة في الموسم الثاني، وإن كانت المُشكلة هنا أنه لا يوجد «تايرون» ليَرفع من قيمة كل شيء.

    • الانتقال لخطِ «دينيريس تارجريان» يحدث مرتين، الأولى عَديمة القيمة في مُتابعة علاقة رومانسية أبعد ما تكون عن اهتمام المُشاهد بين «جراي وورم» قائد الجَيش و«ميساندي» خادمة الكاليسي، والانتقالة الثانيةفي واحدٍ من أكثر مشاهد الخط قيمة منذ بداية المسلسل، حين تَكتشف «دينريس» ما نعرفه منذ الموسم الأول، عن أن مُساعدها ورفيقها «مورمنت» كان في بداية الأمر جاسوساً عليها.
    • «رامزي سنو» يجعل «ثيون جريجوري» يُمثّل أنه «ثيون جريجوري»! – في خطٍّ عَظيمٍ جداً- من أجلِ الإتيان بـ«ماونتن كيلي» لأبيه، وإحكام سيطرة بيت «بولتون» على الشمال بعد نهاية آل ستارك، والمكافأة أنه صار «رامزي بولتون».
    • يتم التحقيق مع اللورد «بيليش» في مقتل الخالة «ليزا»، ويتم الاستعانة بشهادةِ «سانسا»، متابعو المسلسل منذ البداية، قبل سنوات، والذين رأوا كيفية تطوّر شخصية الفتاة البريئة إلى تِلكَ اللحظة التي تَكذب فيها بذلك الإتقان في المُحاكمة وتَختمها بنظرتها ناحية «بيليش»، من اللحظات المُهمة التي تَحمل زمن المسلسل وتطور شخصياته.
    • «أريا» و«ذا هاوند» يصلان أخيراً إلى قلعة الخالة «ليزا»، يتم إخبارهم بأنها ماتت، تَضحك «أريا» من عبثية الرحلة، من المُفترض أن تشهد الحلقة المُقبلة لقاء بنات «نيد ستارك».
    • ثم؟ اللحظة المُنتظرة، الانتقال لكينجز لاندينج من أجل مُشاهدة تحكيم الآلهة في الصراع بين «الجبل» و«أوبراين» على حياةِ «تايرون» العالقة بينهم.

رأي في الحلقة:

هُناك شيء عَظيم جداً في تلك الحلقة، وهي أنها تجمع أغلب خيوط المُسلسل بتوازن شديد، ومشاهد كُبرى في كل انتقالة.

مُخرج الحلقة أليكس جرافيس يُظهر تميزاً منذ البداية في هذا الـ«وان شوت» لقرابة الدقيقتين في المُفتتح قبل هجوم الهَمَج، لقطة مثالية للتعريفِ بالمكان قبل قَطع مُتسارع لاحقاً عند الهجوم.

تترنَّح الحلقة قليلاً عند المشهد الطويل عن علاقة «ميساندي» و«وورم»، من الصعب تقبُّل أن مسلسلاً بهذا القدر من الكثافة سنذهب فيه من أجلِ خط فرعي إلى هذا الحد، التتابعليس سيئاً بحد ذاته، ولكن لا علاقة حقيقية بينه وبين ما يهمنا في المسلسل.
لاحقاً، حين نعود إلى «ميرين» ثانية، يكون المَشهد عَظيماً، وتلك العظمة نابعة من المعلومات الزائدة التي يعرفها المشاهد، أن «مورمنت» في البداية كان بالفعل جاسوساً على «دينريس»، ولكنه بعد ذلك أحبها، وصار مُخلصاً لها، نحن نعرف وشاهدنا ذلك وهو يَعْتَمِل أمامنا في أربعة مواسم، وحين تحدث المواجهة يبدو «مورمنت» عاجزاً عن الشرح، و«دينيريس» أقل قدرة على التفهم عوضاً عن المسامحة، مشهد عظيم فعلاً، بالكثير من اللقطاتِ القريبة التي تُزيد من الحدة العاطفية لما يحدث، خصوصاً مع أداء الممثل « إين جلين» الرائع جداً.

  • خط «رامزي» و«ثيون»، الذي شاهدناه في أربعة مشاهد فقط هذا الموسم، كان قوياً وحاداً جداً في كل ما عُرِضَ فيه، مرة أخرى أداءات الممثلين « ألفي ألين» و«إيوان ريون» عظيمة فعلاً، تلك اللحظة التي يَرتبك فيها «إلين» ويبدأ في الانهيار وهويقول «اسمي ريك»، أو النظرة المرعبة دائماً في عيني «ريون» والتي تتحول لخفوتٍ مَلحوظ حين يقابل أباه، خطاً درامياً عالي القيمة فعلاً، وأفضل كثيراً مما كان عليه في الموسم الثالث.

  • مُحاكمة اللورد «بيليش» تُشكل أيضاً واحداً من أفضل مشاهد الموسم، وتحديداً بسبب شخصية «سانسا»، وأداء « صوفي تيرنر» لها، كنت أفكر أثناء المُشاهدة أن «تيرنر» هي أفضل ممثلة في هذا "السيزون"، ومقدار تطوّرها مع الشخصية يبدو عظيماً جداً، في وقتٍ سابق كانت شخصية مائِعة، ورأينا قسوة «جيوفري» وهي تحولها ببطءٍ لصورةٍ أكثر قوة وقدرة على اتخاذ قرارات، في هذا المشهد تبدو "سانسا"حاملة لتاريخها جداً، وكأن كل ما مرت به يُمكن اختصاره في الثانيتين بين بكاءها ونظرتها القوية في عيني «بيليش».

  • قبل أن نصل إلى اللحظة التي يحمل الحلقة عنوانها، القتال بين «الجبل» و«أوبراين» على حياة «تايرون».

يبدأ التتابع بالحكاية الطويلة بين «تايرون» و«جيمي» عن ابن عمهموالخنافس الميّتة، يَقول «تايرون» أنه «لم يكن مجنوناً، ولكن لديه أسبابه»، تبدو إشارة مبكرة لما سنراه من «أوبراين» في قتالِه، قبل أن يُختتم الحوار بـ «ماذا تعتقد؟ عن ماذا يدور كل هذا؟» يبدو سؤالاً عن حكايات وصراع المسلسل برمته.

قِتال «أوبراين» و«الجبل» لم يكن قوياً في ذاته، مدته الزمنية قصيرة للغاية، ولكن شخصية «أوبراين» نفسه التي أضافت كثيراً لهذا الموسم هي ما منحته كل ثِقله، شخص ممسوس يحاول الانتقام لذكرى أخته، يتعامل بثقة وقوة ولا يخالجنا أي شك من أنه سينتصر، لذلك تكون الثواني الأخيرة في الحَلقة صاعقة جداً، بعد أن أسقط «الجبل» واعتقدنا أنه قتله بالفعل.

فَقْع عَين «أوبراين» قبل تَهشيم جمجمته هي واحدة من أكثر لحظات المسلسل قَسوة وحدة ومفاجأة، شَعرت بالصدمة، تماماً مثل اللقطة الختامية على وجه «تايرون»، في نهايةالحلقة، أعدت المَشهد من جديد، ولوهلة تصوَّرت أن "أوبراين" سيكون حذراً ويُبعد قدماه قليلاً عن يد "الجبل" في تلك المرة، وحين لم يفعل.. وحدث كل شيء بتلك القسوة المُقْبِضَة صعبة الاحتمال..انتابتني رغبة عارمة في التصفيق.

مَشهد عظيم لحلقةٍ عَظيمة.



تعليقات