Game of Thrones (حلقة 10): الفانتازيا تَقتل ختام الموسم

  • مقال
  • 10:27 صباحًا - 20 يونيو 2014
  • 1 صورة



"I'm ur Son, I've always been ur Son"

سريعاً، انتهى موسم رابع مع Game of Thrones، لا يُمكن اعتباره مُحبطاً، ولكن من الطبيعي أنه كان من المُنتظر أفضل، أو الكلمة الأدق:أسرع إيقاعاً وأكثف درامياً.

الجانب الأساسي الذي يَحكم حكاية المسلسل هو صراع العائلات على «العرش الحديدي»، هذا الأمر غاب عن صنَّاع المسلسل تماماً في هذا الجزء، لم يكن هناك أي صراع، بل تداخل كبير في الخيوط دون التطرُّق للنقطة الأساسية: الصراع على الحُكم وعلى العرشِ.

هذا الأمر أثر كثيراً على ثراء الموسم، ولا أعرف في الحقيقة رواية بتلك الكثافة.. لماذا يتم التعامل مع المسلسل بهذا القدر من الإيقاعِ البطيء جداً في بعضِ الأحيان.

في المُقابل فإن الموسم حَوى بالفعل 3 حلقات عَظيمة، وعدد من اللحظات خالدة للغاية، وهو الشيء الحقيقي الذي حَمله في النهاية وجعل تذكره بالمجمل جيداً.

أحداث الحلقة:

جمعت الحلقة بين أغلب الخيوط الأساسية في هذا الموسم، باستثناء خط سانثا ربما، وهو أمر مَنع بعض اللحظات من أن تُمنح الاهتمام الذي تستحقه، كالحوارِ بين تيريون وتايون مثلاً، كان مزعجاً جداً بالنسبةِ لي أن لحظة بهذا القدر من الكثافة والتعقيد والغضب المتراكم والأسئلة المعلقة تنتهي في دقيقتين فقط، دون حوار مَعقول أو شيء للذكرى.

  • تبدأ الحلقة من حيث انتهت الحلقة السابقة، جون سنو يذهب للتفاوض مع الهمج، مشهد ممتد لعشر دقائق، تهاجم قوات ستانيس براثيون في نهايته، ليصبح مسيطراً على الشمال، ويعود كطرف قوي في صراع العرش الحديدي، تمهيداً للموسم المقبل.

الحرّاس يشيّعون جثث ضحايا المعركة، وجون سنو يذهب لرثاء ييجريت.

  • الجبل لازال حياً، «سيرسي» ترفض التزوج من لورس تيريل، وتعود لإغواءِ جيمي من جديد من أجل إبقاءها في كينجز لاندينج بجانب ابنها الملك تومي.

  • «كاليسي» تقرر حبس تنانينها بعد حرق أحدهم لابنة أحد الفلاحين، بعد موسم كامل لم تظهر فيه التنانين إلا في الحلقة الأولى ولم تتحرك فيه دانيريس قيد أنملة ناحية العرش.. تقرر في الحلقة الأخيرة حبسهم!

  • بران ستارك يصل للشجرة الموعودة والغراب ذو الثلاث عيون، يقاتل الموتى الذين يخرجون من بين الثلوج، ويقابل الرجل الذي يخبره بأنه سيجعله يطير!

  • «بيرين» تجد «آريا»، ترفض الرحيل معها، تتصارع «بريين» مع «ذا هاوند» في قتالٍ قوي، أفضل مشاهد الحلقة على الإطلاق.

  • «جيمي» يقرر تهريب «تيريون»، ولكن الأخير يقرر ألا يترك أرض اللانسترز دون مهمة أخيرة مع أبيه.

  • «آريا» تتجه نحو«برافوس».

رأي في الحلقة:

هناك مشكلة كبيرة في المسلسل تتعلق بالجانبِ الفانتازي، فشل حقيقي في صنعِ التوازن بين الجانبين: الحقيقي.. والخيالي.

كُنت أفكر بعد الحلقة في السبب الذي يجعل من ثلاثية Lord of the Rings عملاً سينمائياً عظيماً، عوضاً عن كونها رواية مُدهشة، والسبب، ضمن أسباب عديدة، كان في قدرةِ بيتر جاكسون على خلقِ هذا التوازن المُدهش في صنعِ عالم الفيلم، وانتماء المشاهدين للفانتازيا، والكائنات الغريبة، والأحداث الما ورائية، هذا أمر في «عَضْم» الثلاثية، لذلك لا يكون مستغرباً أو خارج السياق في أي لحظة.

في Game of Thrones لا يحدث هذا بأي صورة، أشعر أحياناً أن صناع العَمل ينسون أن هناك عنصراً من الفانتازيا هو جزء من نسيجِ العمل، كم مرة ظهر الموتى البيض في المسلسل خلال 4 مواسم؟ إنهم شيئاً كبيراً من المفترض، ولكنهم يظهرون على استحياء شديد، وفي المقابلتكون كل الجوانب المهمة التي تربط المشاهد بالمسلسل"حقيقية" و"أرضية"جداً.. تخص علاقات الشخصيات وتغيرها، كدراما عادية ذات بناء إنساني صَلْب، لذلك.. فحين تَغلب الفانتازيا أحياناً، كتلك الحلقة، أشعر، كمشاهد وبشكلٍ شخصي، بفراغٍ ضخم وبعدمِ تصديق.

حدث ذلك أولاً في مشهد التنانين، لماذا تغيب عناصر مُهمة في قصة الكاليسي كالتنانين طوال موسم كامل؟ رغم أنها كانت شيئاً رئيسياً جداً في نهاية الموسم الأول ثم الموسمين التاليين، كان هناك استغراباً حقيقية عند عودتهم، الخط بكامله مترنح وضعيف منذ بداية الموسم، كأنه مسلسل تركي عن «دانيريس والعدالة» أو «كاليسي محررة العبيد»، وما زاد سوءه هو اختيار قفله هذا الموسم بإغلاقها الأبواب على التنانين، درامياً الأمر ضعيف لأن التنانين لم تعد عُنصراً مؤثراً لامرأة قررت ترك الحرب والجلوس في «ميرين» لتحرير عبيدها!

الأمر الأسوأ كان في خطِ «بران»، لا أعرف هل كُنت الشخص الوحيد غير المنتمي للرحلةِ بالكامل أم لا، ولكني متأكد من أن عشر دقائق في حلقة ختامية لا يمكن ملئهم بهذا القدر من الفانتازيا المُبالغ فيها دون أي تَقديم مُبكر أو تمهيد لما نراه، ومن الصعب توريط المُشاهد في مسارٍ كامل بجملة من قبيل «يجب أن نذهب للغراب ذو الثلاث عيون» خصوصاً لو كان الأكثر معقولية، تبعاً للدراما ومسارها العادي الذي يُنتهج هنا، هو أن يذهب لجون سنو!

أعلمُ جيداً أن الفانتازيا جزءً من الحكاية، ولكن ما أأكد عليه أنها غير مُحتفى بها ولا تُصنع بعناية على الإطلاق، كل ما هو مُهم في «صراع العروش» يتعلق بالشخصيات وتطورهم وعلاقاتهم ببعضهم، وليس بالجوانب الخيالية بأي حال، وفي تلك الحلقة بدا واضحاً جداً كم أن تلك مُشكلة كبيرة.

خلاف ذلك، شعرت أن الحلقة مَكتوبة على عَجَل، نقاش «سيرسي» مع أبيها، أو مع جيمي مثلاً، مشاهد تتناولصراع بين شخصيات ذكية للغاية، وتلاعب عقلي شديد لتسيير إرادتهم، كيف ينتهي حوار الأب بجملة من قبيل «هذا ليس حقيقياً ولا أصدقك»؟ وكيف يبدو «جيمي» ساذجاً على هذا النحو على الرغم من المسار القاسي لعلاقتهم منذ لحظة اغتصابها أمام جثة جيفري في الحلقة الثالثة؟

تلك العجالة كانت في أسوأ صورة في مشهد عودة «تيريون» لأبيه، مشهد ينقذه فقط أداء العظيم بيتر دينكليج، وانتماء المُشاهد لشخصية «تيريون»، ولكن ككتابة.. كان الأمر سيئاً جداً، شعرتُ بافتعالِ شديد في إيجاد «شاي» في غرفة أبيه، هل كان «تيريون» بحاجة لسبب إضافي لكراهية الأب؟ لماذا، درامياً، يتم الاستعانة بتفصيلة مُبالغ فيها مثل تلك؟ انزعجت من ذلك، ثم أزعجني أكثر نهاية مشهده مع "تايون"، أتذكر نظراتهم لبعضهم في نهاية الحلقة السادسة، أو نطق «تايون» بالحكم في نهاية الحلقة الثامنة، وأجد أن تلك اللحظات مُعبرة أكثر من مشهدِ قتل الأب ذاته، وأفكر في أن شخصية ببهاء وقوة وجاذبية «تايون» كانت تستحق فعلاً لحظة درامية أقوى من هذه، الحوار لم يَحمل شيئاً بالفعل، وهو أمر غير مَنطقي بالنسبة لابنٍ محمل بالأسى طوال حياته وأب ذو دهاء سيحاول احتواءه، ولكن في النهاية مات «تايون» العظيم لأنه قال كلمة «عاهرة» مرتين!

المشهد الوحيد الذي كُتِبَ بعظمة ومُنِحَ ما يستحقه على الشاشة هو قِتال «بيرني» و«ذا هاوند»، تماماً ماتصنعه الحرب والموت من قسوة وعنف، والمشهد الطويل بين «ذا هاوند» و«آريا» في النهاية هو مشهد عَظيم لأنه لا يُحمّل بعاطفةٍ أكثر مما يُحْتَمَل.. ولكنها موجودة، الشخصيات أثرت في بعضها، هناك شيء قوي جمعهم، ولكن في النهاية لا تستطيع "آريا"رثاء "ذا هاوند"أو بكاءه أو حتى قتله، والأمر الأعمق أنها لا تستطيع قَتله لأنها تكرهه فلا ترغب في إراحته.. ولأنها تُحبه فلا يكون موته بيديها،مشهد عَظيم جداً ومُحَمّل بعاطفةٍ قوية غير منطوقة.. هو الشيء الأبقى من حلقة ختامية متوسطة أو أقل.

ماذا سيحدث في الموسمِ القادم؟ أعتقد أن أكثر ما يحتاجه المسلسل هو أن يعود «صراع العروش» عن «صراعِ العروش»؟



تعليقات