ثنائيات رمضانية (1): يحيى الفخراني وعبدالرحيم كمال.... دهشة الشيخ والخواجة

  • مقال
  • 03:58 مساءً - 16 يوليو 2014
  • 1 صورة



دهشة الشيخ والخواجة

يرصد (السينما.كوم) من خلال هذا التقرير ثمار التعاون التي جمعت بين الفنان يحيى الفخراني والكاتب عبدالرحيم كمال من خلال ثلاثة أعمال تليفزيونية بات يراها الكثيرون على أنها (ثلاثية) يجمع بينها عدد كبير من الروابط الفنية والفكرية والدرامية.

قبل التعاون:

يحيى الفخراني: منذ آخر فيلم سينمائي له، وهو ( مبروك وبلبل)، أول أفلام المخرجة ساندرا نشأت الذي عرض في عام 1998، قرر يحيى الفخراني أن يترك السينما تمامًا، وأن يتفرغ للدراما التليفزيونية التي استطاع على مدار مسيرته الفنية أن يحقق من خلالها نجومية فائقة، فمن يستطيع نسيان كل تلك الشخصيات التي قدمها الفخراني، وعايشها الجمهور المصري لسنوات، مثل سليم البدري، ربيع الحسيني، بشر عامر عبد الظاهر، أو حتى سيد أوبرا.

عبد الرحيم كمال** :** منذ قدومه من مسقط رأسه سوهاج، وتخرجه من المعهد العالي للسينما، لم يكن هدف عبد الرحيم كمال هو تقديم دراما صعيدية تقليدية كسائر من كتبوا عن الصعيد، وإنما كان يسعى لطرق ما لم يكن مطروقًا من قبل في الدراما الصعيدية، محملا بالعديد من الحكايات الثرية التي كانت تنتظر فقط رؤية النور.

بعد التعاون:

شيخ العرب همام (2010):

بعد النجاح اللافت الذي حققه مسلسله الأول ( الرحايا)، كان عبد الرحيم كمال يطمح في مشروعه التالي أن يتناول حكاية تاريخية لا يعلمها الكثيرون عن واحدة من أكثر اللحظات التي صنعت مجدًا عظيمًا لصعيد مصر، والتي كان بطلها الأمير همام بن يوسف أو الذي صار يعرف بشيخ العرب همام (1709- 1769)، زعيم قبائل الهوارة التي امتلكت اليد الطولى في الصعيد لسنوات طويلة، والتي استطاع مد نفوذها من المنيا وحتى أسوان، وجاعلا من مدينة فرشوط بقنا عاصمة للحكم، وقاد المقاومة ضد جيش المماليك الذي قاده علي بك الكبير، والذي كان يسعى بكل ما أوتي من قوة لبسط نفوذه على الصعيد.اعتمد عبد الرحيم كمال في نقل هذه الحكاية على ما هو مدون عنها في (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) أو ما صار يعرف اختصارًا بـ(تاريخ الجبرتي)، لكنه لم يرد لها أن تكون سيرة ذاتية صرِف، حتى أن المؤلف كتب في بداية المسلسل رسالة مفادها أنه "قصة تاريخية بين الواقع والخيال وليست سيرة ذاتية"، حتى أنه أضاف عدد من الشخصيات والأحداث المتخيلة للحكاية، وهو ما لم يرق لأحفاد شيخ العرب همام الذين ثاروا غضبًا ضد المسلسل، وطالبوا بإيقاف عرضه.

الخواجة عبد القادر (2012):

كان والد عبد الرحيم كمال قد حكي له منذ سنوات عن مهندس ألماني وفد إلى الصعيد بعد نشوب الحرب العالمية الثانية للعمل على إحدى المشروعات، وكان قد اعتنق الأسلام قبل مجيئه، وأمسى منذ نزوله إلى القرية واحدًا من أكثر الشخصيات المحبوبة فيها، وظلت هذه الحكاية عالقة في ذهن كمال، حتى تحولت إلى عمل فني يمزج طوال الوقت بين الحكاية الحقيقية، والحس الفانتازي الذي جعل للقصة مذاقًا خاصًا، والموروث الروحاني المستند على التصوف اﻹسلامي، والبيئة الصعيدية بما تحمله من طابع مكاني متفرد. المفارقة الكبرى أنه عندما عُرضت فكرة العمل على يحيى الفخراني للمرة الأولى، شعر بأنها غير مناسبة له على اﻹطلاق، وأنها تحتاج إلى ممثل أصغر سنًا، لكنه تراجع عن رفضه فيما بعد، بعد أن قرأها بتفصيل أكثر، أعجب بالمسلسل، وقرر أن يخوض به السباق الرمضاني في عام 2012.

دهشة (2014):

منبع الحكاية في هذه المرة يختلف عن الأعمال السابقة، فهو ليس منبع تاريخي، وإنما منبع أدبي، حيث أن عبد الرحيم كمال كان يحلم لسنوات طويلة باقتباس مأساة ويليام شكسبير (الملك لير)، وتقديمها ضمن أجواء صعيدية بشكل تام في عمل تليفزيوني، مع مزجها برصيده من الحكايات المتوارثة التي كان يرويها له أجداده، ووضع كل هذا المزيج في قرية مُتخيلة بالكامل أسماها (دهشة).ويعد هذا المسلسل الذي يعرض حاليًا هو التعاون الثاني الذي يجمع بين الفنان يحيى الفخراني، وابنه المخرج شادي الفخراني، والمؤلف عبد الرحيم كمال بعد النجاح الكبير الذي لاقاه (الخواجة عبد القادر) منذ عامين.



تعليقات