الفيل الأزرق والدائرة المفرغة (رواية.. تريلر.. فيلم)

  • مقال
  • 12:10 صباحًا - 17 اغسطس 2014
  • 1 صورة



لقطة من الفيل الأزرق

لا أعرف صراحة ما هي الحالة الأكثر إمتاعا، قراءة الرواية ثم مشاهدة التريلر ثم مشاهدة الفيلم، أم مشاهدة الفيلم قبل الرواية، أم مشاهده الفيلم بدون مشاهده التريلر الغامض الذي يصح وصفه بالتيزر أكثر من كونه تريلر.

معلش لخبطتكوا معايا، لكن الصراحة أن هذه هي حقيقة عودة كريم عبدالعزيز إلي السينما بعد غياب فترة عن جمهوره في جلد مختلف وفكر جديد لروائي يكتب للسينما لأول مرة ومخرج يقدم فيلمه الثالث، الأمر الذي أنتج عملًا قد لا يكون مناسبًا ليكون عرضه الأول في العيد حيث تكون المتعة والبهجة والنزهة والفشار هي هدف الجمهور وهو ما لا يتلاءم مع طبيعه فيلم " الفيل الأزرق"، لكن المحصلة أن الفيلم نجح جماهيريًا ولا تزال يافطة "كامل العدد" موجودة في أغلب دور العرض!

الفيلم يخرج منه الجمهور إما ناقمًا على كريم الذي تنازل عن دور ابن البلد المطحون خفيف الدم ليلعب دورًا جديدًا عليه، وقد يكون الأصعب في مشواره، أو يكون الجمهور متشبعًا بجرعة سينمائية حقيقية لخصها أحدهم بعد العرض الذي حضرته قائلًا (أنها المرة الأولى التي أدخل فيلمًا عربيًا ويبهرني مثلما تبهرني السينما الأجنبية)، لن افعل ما فعله الآخرون في قراءتهم للفيلم من خلال مقالات، فأقوم بحرق أحداثه وأحرم المشاهد القادم من لذة المتابعة وحرية الحكم الذاتي، ولكنني سأطرح نقاطًا لا تمس الكرة الدوارة الغامضة التي تلاعب بها المؤلف والمخرج طوال الوقت لنظل مشدوهين باحثين عن زاوية جديدة لتناول الفكرة، فيفاجئونا بفكرة أخرى!

رغم أنه فيلم للعيد وللنجم المحبوب للكبار والصغار كريم عبدالعزيز، لكنني كنت أرى ضرورة أن يتم كتابة لافتة "للكبار فقط" لما يحتويه من أفكار قد تُذهب الأطفال بعيدًا عن الفيلم، فهو يحتاج تركيز كبير من الكبار لفهمه، فما بالنا بالأطفال.

موسيقي الفيلم إبداع جديد لـ هشام نزيه يظهر بعد شهر كامل حقق فيه إبداع رائع مع الموسيقى والإنشاد الصوفي في " السبع وصايا"، لينافس نزيه نفسه هذا الموسم رغم تقديرنا الشديد لـ تامر كروان في " سجن النسا" الذي كان امتدادًا لنجاح موسيقى " ذات".

تظهر نيللي كريم في الفيلم وأنت ترى إنسانة أخرى غير التي تابعناها شهرًا كاملا في دور "غالية"، لكن "لبنى" هنا اشتاق لها المشاهدون مثلما اشتاق "يحيى" لحبه القديم في "الفيل الأزرق".

أن يكون في أفيش الفيلم نيللي كريم و خالد الصاوي خلف كريم بعد بطولاتهما الرمضانية تعني شيئًا هامًا هو أن الثلاثة فنانون حقًا، والعمل هو البطل الذي منح كل واحد منهم فرصة للتألق، وﻷن يصل لأعلى حالاته الإبداعية في هذا الفيلم.

إن كان كريم قد غير جلده في هذا الفيلم، فإن خالد الصاوي قدم إبداعًا غير مسبوق لنفسه، عوض محبيه عن إخفاق " تفاحة آدم" في تحقيق ما تستحقه موهبة خالد الصاوي.

مروان حامد حسده الكثيرون على فيلمه الأول " عمارة يعقوبيان"، بالإنتاج الضخم وكم النجوم، لكنه عاد وأثبت أنه على قدر الفرصة التي حصل عليها، ويستحق أن تُوضع بين يديه نصوص ربما لا يقدر عليها إلا قليلين، هو في صدارتهم.

ظهر أحمد مراد من قبل روائيًا، أخذت منه هند صبري رواية " فيرتيجو" كمسلسل، وينتظر تحويل "تراب الماس" لفيلم سينمائي ربما يكون أول تعاون مع أحمد حلمي و منى زكي على شاشه السينما وجهًا لوجه، ولا تزال روايته الأخيره 1919 تحظى بإقبال كبير من القراء.

يمكنك أن تحب الفيلم أو لا تحبه، لكنك إذا كنت تحب الفن السينمائي في حد ذاته فلا يمكن أن يفوتك فيلم بهذا القدر من التجديد والإيقاع دون أن تراقب فيه كل مشهد، بل وكل مؤثر صوتي، ففي كل منها إبداع وإمتاع.

ربما شاء حظي أن يكون تعارفي الأول بالنجم كريم عبدالعزيز في تعاون أول فيلم دراما تسجيلية يحمل اسم (القرار)، ظهر منذ شهور قليلة، الأمر الذي جعلني أقترب منه كإنسان، أحببت بساطته وخفة دمه العفوية، وتأكدت أنها سر نجاحه وشعبيته بين مختلف طبقات المجتمع، بل ومختلف الأعمار، وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي لأن يكسر قاعدة أفلام العيد لتقديم سينما حقيقة وليست سينما الفشار التي سئمنا منها في الأعياد، خاصة بعد أن كان هذا هو عيد المجددين في السينما كريم وحلمي والثلاثي، ولم يغب منهم سوى مكي مع كامل تقديرنا لمن يقدمون السينما الجميلة، لكن التجديد والأفكار غير التقليدية هي ما تحتاجه السينما المصرية.



تعليقات