Hippocrates: العمل في الطب لا يشبه مسلسل House

  • مقال
  • 02:02 مساءً - 22 نوفمبر 2014
  • 1 صورة



فنسنت لاكوست ورضا كاتب في مشهد من فيلم Hippocrates

ضمن عروض الدورة السابعة من بانوراما الفيلم الأوروبي الذي تقام عروضه في مدينة القاهرة، عُرض الفيلم الفرنسي Hippocrates للمخرج توماس ليلتي، والذي عُرض منذ أشهر قليلة في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي الدولي.

من خلال علاقة الزمالة التي تنشأ بين كل من الطبيب بنجامين ( فنسنت لاكوست)، والطبيب الجزائري عبدول ( رضا كاتب)، واللذان يخوضان فترة التخصص في المستشفى التي يملكها والد بنجامين، يحاول الفيلم طوال مدة عرضه أن يرسم صورة أكثر بساطة وأقل تكلفًا عن عالم مهنة الطب مما اعتدنا أن نشاهده في عدد كبير من الأعمال الدرامية الأخرى، سواء كانت سينمائية أو تليفزيونية.

ففي المشهد الذي يسجل تولي بنجامين للمرة الأولى مسئولية المناوبة في المستشفى، نرى أحد الأطباء وهو يشاهد أحد حلقات مسلسل House من أجل تزجية الوقت خلال فترة دوام العمل الطويلة، فإذ به يأخذ في السخرية من إحدى التفاصيل الطبية الخاطئة التي يتضمنها المسلسل الشهير.

في هذه السخرية الضمنية التي يرسمها الفيلم، يحاول المخرج توماس ليلتي التدليل على أن عالم الطب ليس بالعالم الجذاب دراميًا مثلما يبدو عليه أو مثلما رسمته الدراما ، ففي كل مستشفى ستجد العديد من المشاكل، ستلوح أمامك في الأفق عدد لا يستهان به من العقبات، ستتشاجر مع الزملاء بسبب القرارات الطبية المتعارضة في التعامل مع المرضى، قد يموت مريض لأتفه الأسباب الممكنة مثل عدم الانتباه إلى ضرورة إجراء رسم للقلب كإجراء ضروري في حالة تغير الوضع الطبي للمريض مثلما حدث مع أحد المرضى خلال أحداث الفيلم.

وربما تكون جملة عبدول التي قالها لبنجامين في لحظة صفاء حاملة للكثير من الصحة " إنها ليست مهنة، إنها أشبه باللعنة "، والأمر لا يعني بالضرورة أن بنجامين وعبدول يكرهان مهنتهما، وإنما الأمر يتعلق بكم المتاعب التي تحملها المهنة، والتي عليه أن يكابدها ويتعامل معها، إما بالتعايش معها تارة، وإما بالصراع عليها تارة أخرى مثلما حدث في نهاية الفيلم مع تدهور الأحوال في المستشفى لدرجة لا يجوز معها السكوت.

وفي نفس الوقت، يطعم المخرج توماس ليلتي بروح فكاهية كامنة غير صارخة، يرتكز فيها على التفاصيل أكثر من المواقف، وقد تكون في بدء الأمر غير ملحوظة، لكنك ستدرك أثرها بالنظر إليها في الصورة العامة للفيلم، كمثل المشهد الذي يفحص فيه بنجامين رجلا سكيرًا، أو عندما كان يحاول غرس إبرة في ظهر أحد المرضى.



تعليقات