​The Dark Valley: الغرب الأمريكي في جبال الألب

  • مقال
  • 03:53 مساءً - 27 نوفمبر 2014
  • 1 صورة



​The Dark Valley: الغرب الأمريكي في جبال الألب

في إطار عروض برنامج "السينما الأوروبية" ضمن فاعليات النسخة السابعة من بانوراما الفيلم الأوروبي، تم عرض الفيلم الروائي " The Dark Valley".

الفيلم من إنتاجات عام 2014، وهو إنتاج ألماني/نمساوي مشترك، كتب له السيناريو مارتين أمبروش و أندرياس بروتشاسكا عن رواية بنفس الاسم لتوماس ويلمان، وأخرجه أندرياس بروتشاسكا.

يتابع الفيلم قصة رجلًا غريبًا ( سام رايلي) يتوقف بحصانه في قرية نائية وسط جبال الألب في بداية فصل الشتاء، يطلب من أهل القرية أن يقيم بها حتى انقضاء الموسم، مدعيًا أنه مصور فوتوغرافي أمريكي، ولكن يتضح أن "جريدر" قد أتى لينتقم من الأسرة المسيطرة على القرية، والمعروفة بزواج رجالها من الفتيات القصَّر.

تتوالى أحداث الفيلم، الذي يمكن تصنيفه بأنه نموذج وفي لكل نمطيات فيلم الغرب الأمريكي، بالعديد من "التويستات" والمفاجآت الدرامية في تصاعد مستمر للأحداث حتى النهاية.

اشتهر المخرج أندرياس بروتشاسكا في بلده النمسا بأنه صاحب تجارب عديدة في صناعة أفلام الـGenre الأمريكية، خصوصًا نوعيات الأكشن والرعب، فقد حقق نجاحًا جماهيريًا ونقديًا كبيرًا بأفلام مثل سلسة الرعب Dead in 3 Days، ولكنه في الوادي المظلم التزم بقواعد نوعية أفلام الانتقام وأفلام الغرب الأمريكي التزامًا شديدًا، جعل الفيلم يخلو من أي تجديد على مستوي الدراما وتطور الشخصيات.

فبعد ثاني ضحية يوقعها "جريدر"، يصبح من السهل عليك أن تتوقع كيف ستتطور الأحداث، وربما أيضًا، إذا كنت خبيرًا في هذه النوعية من الأفلام، يمكن أن تتوقع ترتيب تصاعدها.

وبالإضافة إلي نمطية الدراما، يلجأ أندرياس بروتشاسكا إلي أساليب وحيل بصرية تقليدية جدًا لخلق حالة الترقب والإثارة في المشاهد المحورية، فزوايا الكاميرا المائلة وحركاتها الحادة تصبح في هذه الحالة متوقعة، بالإضافة إلي استخدام الموسيقى المتصاعدة بالتزامن مع أي لحظة درامية أو حركية ذات أهمية.

هناك شعور عام ينتابك أثناء المشاهدة بأن أجواء الفيلم مصطنعة، حيث أنك تشعر بالمجهود الذي بذله صناع الفيلم وراء الكاميرا لخلق حالة الإثارة التي فشلت في أغلب مشاهد الفيلم في أن يصل تأثيرها بالشكل المطلوب.

يؤدي سام رايلي دورًا جيدًا كالبطل المنتقم الذي يتسم بالبرود والصمت، على طريقة كلينت ايستوود، ويثبت جدارته كلما تحدته الأحداث وتطلبت منه جهدًا سواء من ناحية الأداء والانفعالات، أو من الناحية الجسدية في مشاهد الحركة، أما بقية الممثلين، وبالأخص شخصيات عائلة "برينير" التي تحكم القرية، فجميعهم أشرارًا كما رأينا الأشرار في جميع أفلام الانتقام; يضحكون ضحكات ساخرة عالية، ويبصقون على الأرض كلما واجهوا "جريدر"، ويتبادلون النظرات المتوعدة الساذجة معه.

وربما يكون الجانب البصري هو الجانب الأوحد المشرق في الفيلم، حيث تحلت لقطات أندرياس بروتشاسكا بجانب تشكيلي وجمالي مميز نتج منه مصدر المتعة الأوضح في الفيلم، حيث استغل المساحات الواسعة من الجبال والجليد والغابات بأسلوب تصوير الصحراء في أفلام الغرب الأمريكي، مما أضفى تجديدًا بصريًا قيمًا.



تعليقات