Unbroken: الفيلم ينكسر والبطل غير قابل للانكسار!

  • مقال
  • 10:44 صباحًا - 5 فبراير 2015
  • 1 صورة



Unbroken - 2014

“من يسامح لا يعيد فتح الماضي مرة أخرى في وجه الشخص الذي سامحه. حينما تسامح، يصبح الأمر كأنما لم يحدث من اﻷساس. العفو الحقيقي لابد أن يكون كاملا ونهائيا.”

لويس زامبريني (يناير 1917 – يوليو 2014)

***

Unbroken فيلم مقتبس عن قصة حقيقية لمعاناة وبطولة أحد أسرى الجنود اﻷمريكيين في اليابان حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو البطل اﻷمريكي والعداء اﻷوليمبي (لويس زامبريني). القصة ملحمية وبطولية جدا، ولا أدري إن كان الفيلم قد التزم بحذافير اﻷحداث الحقيقية دون تعديلات أم أن هناك بعض التغييرات في قصة الفيلم، لكن لو كانت هناك تغييرات فهي ضرت الفيلم بشكل ما، ولو لم تكن هناك تغييرات فالقصة كانت تحتاج إلى بعض التعديلات كي تصلح للتقديم في السينما، إلا أنه يبدو أن الاحتمال اﻷول هو اﻷقرب. الجزء اﻷول من الفيلم ممتاز، الجزء الثاني من الفيلم متوسط، الجزء الثالث واﻷخير من الفيلم سيء، لينضم الفيلم بجدارة لقائمة اﻷفلام جيدة الخامة والتي يتم تدميرها تماما في تتابعات الـ third act.

الفيلم من إخراج أنجلينا جولي، وهو ثاني أفلامها الروائية الطويلة وأول أفلامها ذات اﻹنتاج الضخم. الجميع في كل اﻷوساط السينمائية وخاصة محبي وعشاق أنجلينا كان يتطلع بشدة إلى مشاهدة الفيلم، ويـأتي ذلك بالتزامن مع قرار أنجلينا شبه النهائي باعتزال التمثيل والتفرغ إلى اﻹخراج فحسب. لكن يؤسفني القول أنها المسئولة اﻷولى عن ضياع الفيلم في تتابعات النهاية، إيقاع الفيلم كان ممتازا في البداية كما قلت، الافتتاحية كانت ممتعة وشيقة جدا وتنذر بفيلم طموح ورائع، وتم استخدام المونتاج المتوازي فيها بإجادة تامة. ابتداء من وسط الفيلم وإيقاعه بدأ في الهروب منها إلى أن تضرر تماما بوصولنا لنهاية الفيلم. لا أدري كيف أقول ذلك، لكن بعد أن تفرغ من المشاهدة تشعر أنها لا تعلم كيف ومتى تُغلق فيلمها، بل لا تعلم كيف ومتى تُخرج على الشاشة الكلام والصور المتعلقين بالشخصية الحقيقة لبطل الفيلم!

المسئول الثاني عن ضياع الفيلم هم كتاب السيناريو ومن ضمنهم اﻷخوين كوين! وكانت تلك صاعقة بالنسبة لي ﻷن حوار الفيلم كان أحد مشاكله الواضحة كالشمس، رغم أنه معروف أن نقطة قوة الكوينز في كتابة السيناريو هو الحوار. أيضا كانت هناك مبالغة أو اثنتين في القصة، وكنت أتمنى تجنبهما بشكل ما ﻷجل مصلحة الفيلم.

أما عن الجيد في الفيلم، فأول ما يقفز إلى ذهني هو أداء البطل اﻷول للفيلم جاك أوكونيل، والذي كان مفاجأة بالنسبة لي، حيث إن هذه هي أول مرة أشاهده في فيلم سينمائي، دوره كان مركبا ويحتوي على مراحل متباينة من حياة الشخصية وبه مشاهد في غاية الصعوبة، لكنه أجاد القيام بدوره على أكمل وجه وبكل سلاسة. جاك أوكونيل له فيلم آخر في نفس العام بعنوان '71، الجميع أشاد أيضا بأدائه في ذلك الفيلم، والفيلم نفسه أفضل من Unbroken على مستويات عديدة، كما لاقى نجاحا كبيرا على المستوى النقدي.

ثانيا الموسيقى والماكياج كانا ممتازين جدا، الموسيقى طوال الفيلم معبرة وموافقة للحدث، الماكياج كان متميزا خصوصا في مشاهد المحيط اللي كانت تحديا كبيرا جدا. ثالثا ورغم كل شيء، الفيلم احتوى على أكثر من مشهد ذروة في غاية اﻹمتاع وربما اﻷصولية، كما كانت هناك كوميديا سوداء متناثرة هنا وهناك في الفيلم انتزعت مني الضحكات في خضم معاناة أبطال الفيلم.

من المحزن أن (لويس زامبريني) الحقيقي توفي في يوليو 2014، ولم يسعفه القدر أن يشاهد الفيلم في السينما مثلنا، الفيلم الذي يتناول قصة حياته الملهمة، والذي شارك في صناعته يوما بيوم مع صديقته أنجلينا، لكنه على اﻷقل استطاع مشاهدة نسخة غير نهائية من الفيلم على حاسوب أنجلينا جولي وهو في المستشفى قبل وفاته.

الفيلم -في واحدة من مفاجآت اﻷكاديمية هذا العام- ترشح لثلاث جوائز أوسكار، جائزتي أفضل مكساج ومونتاج صوت، وجائزة أفضل تصوير وهي جائزة مهمة للغاية، إلا أن الفيلم لن يفوز بأي جائزة من الثلاثة بكل تأكيد.

في النهاية أؤكد مرة ثانية أن الفيلم كان يتمتع بخامة ممتازة لعمل فيلم لا ينسى، لكنه كان في حاجة إلى مخرج متمرس ليصنع الفيلم بإيقاع أفضل من ذلك، مع مراعاة معالجة أخطاء ومبالغات السيناريو. أتمنى في حالة أن حسمت أنجلينا جولي قرارها بخصوص الاتجاه إلى اﻹخراج أن تستفيد من تجربتها في هذا الفيلم، وتتعلم من أخطائها فيه قدر اﻹمكان لتصنع فيلمًا أفضل في المستقبل.

التقييم: 6/10



تعليقات