فاتن حمامة.. نهر الحب

  • مقال
  • 12:51 صباحًا - 5 فبراير 2015
  • 4 صور



صورة 1 / 4:
فاتن حمامة في لقطة من النهر الخالد
صورة 2 / 4:
مع زكي رستم في لقطة من الفيلم
صورة 3 / 4:
فاتن حمامة.. النهر الخالد
صورة 4 / 4:
فاتن وعمر

أن يتعاطف جمهور السينما مع امرأة مسكينة أو فتاة مجروحة أو أم تجري على تربية أبنائها، فهذا أمر طبيعي في مجتمع ذكوري مصاب بانفصام في الشخصية، نجرح المرأة ثم نربت على كتفيها، نكسر أنفها ثم ندافع عن حقوقها، نخونها ثم نركع أمامها راغبين في العفو والسماح.

كان هذا هو نهج السينما المصرية في الخمسينات من القرن الماضي، كانت نجمات السينما تفضلن هذه النوعية من الأدوار، التي كانت تداعب دموع المتفرجين، ولكن أن يتسامح الجمهور مع زوجة خائنة، فهذا هو الغريب والجديد، وهذا هو الرهان الذي لم تخسره فاتن حمامة حينما قامت ببطولة فيلمها الأثير " نهر الحب"، والمأخوذ عن رواية "آنا كارنينا" لـ تولستوي، حيث كانت قصة الفيلم تدور حول زوجة يكبرها زوجها بسنوات كثيرة وتعاني من إهماله وتكبره ومعاملته المُهينة لها باعتباره رجل سياسي بارز وقريب من نظام الحكم، مما أكسبه غرور وغطرسة ذاقت منهما الكثير ولكنها تحملت من أجل ابنها الوحيد.

ثم دارت الأيام وقابلت فارس أحلامها والذى كان فارسًا بحق، لم تراعِ الزوجة زوجها ولا ابنها واندفعت وراء مشاعرها حتى وقع المحظور واكتشف الزوج الخيانة، وككل القصص كان لابد أن ينتقم الزوج ويثأر لكرامته، لكنه هادن وطلب من العاشقين مهلة حتى تنتهي الانتخابات السياسية التي كان يخوضها، لنفاجأ بنوع آخر من الخيانة، هو خيانة الرجل لكرامته من أجل مصلحته السياسية، وبعد أن ينول مراده يتخلى عن وعده ويرفض الانفصال عن زوجته الخائنة.

وقد تعرض الفيلم لبعض الانتقادات ومنها أنه يشجع على الخيانة وأنه لا يعالج أي قضية اجتماعية، فالفيلم مقتبس عن قصة "آنا كارنينا"، والقصة الأصلية تحكي قصة زواج البطلة اضطراريًا لظروف أسرية، وتعاستها مع هذا الزوج ثم حبها لشخص آخر، القصة عقدتها هي أنها لا يمكنها الطلاق لأن وقتها لم يكن هناك طلاق وبالتالي هي مجبرة على الاستمرار في حياة لا تريدها، أما في الفيلم المصري فقد تم تصوير الزوج على أنه معقد ورافض لطلاقها تعسفًا، وذلك ﻷنه من غير المنطقي أن يقال أن الطلاق ممنوع.

كان قبول فاتن حمامة لهذا الدور مغامرة شديدة الجرأة، فالجمهور لا يرحم الزوجة الخائنة، ولكن نعومة فاتن حمامة، وفروسية عمر الشريف، وعبقرية زكي رستم، ساهمت في كسب الشخصية لتعاطف الجمهور الذي لا يرحم، بل ويعتبر هذا الفيلم من علامات السينما المصرية التي أصبحت اليوم بلا علامات أو ملامح.



تعليقات