في Mission: Impossible- Rogue Nation.. ماذا يحمل الحاوي في "جرابه"؟

  • مقال
  • 02:50 مساءً - 27 اغسطس 2015
  • 1 صورة



ملصق فيلم Mission: Impossible- Rogue Nation

وها قد حل أخيرًا بعد طول ترقب الفيلم الجديد من أنجح سلاسل أفلام النجم توم كروز " Mission: Impossible- Rogue Nation"، والتي تنجح في كل مرة في جذب فضول ملايين المشاهدين على اختلاف مشاربهم وأذواقهم الفنية نحوها مهما كان موقفهم من السلسلة نفسها أو من أفلام الحركة بشكل عام أو حتى من كروز نفسه، ولكن ما الذي يجعل هذه السلسلة دومًا منتظرة بهذا الشكل مع كل فيلم مهما كانت المحصلة النهائية التي سيخرج في كل مرة؟

أكاد أجزم أن الشطر الأكبر من اهتمام المشاهدين بالسلسلة يتركز حول الجاذبية، وأنا هنا لا أقصد بها عنصرًا واحدًا دون الآخر، وإنما هى سارية بالتأكيد على الكثير من عناصر الفيلم دون أن يعني ذلك بالضرورة التفوق الفني: جاذبية شخصية العميل السري إيثان هانت ومؤديها الممثل توم كروز على حد سواء، جاذبية فريق الممثلين المساعدين خاصة مع المشاركة المستمرة لعدد منهم في سائر أفلام السلسلة، جاذبية الشخصية النسائية التي تحل مع كل جزء جديد في تأثر واضح بواحدة من أعرق تقاليد سلسلة أفلام جيمس بوند، جاذبية المهام التي تتطلب التغلب على عوائق غير اعتيادية بأي مقياس من المقاييس المعيارية، جاذبية الأدوات التي يستخدمها فريق قوة المهمات المستحيلة من أجل إنجاز مهامهم، جاذبية الأماكن والمدن التي تجري فيها الأحداث، وحتى جاذبية الخصوم أنفسهم وهو أمر آخر يتشابه فيه مع بوند.

إن استغلال جاذبية العناصر السابقة مجتمعة هو أمر لا يغفل عنه صناع سلسلة Mission: Impossible بطبيعة الحال، لكن مع الوقت تحولت المسألة بمقدار ليس بالقليل من وسيلة إلى غاية مقدسة في حد ذاتها، وصارت مرتكزة على فكرة "جر رجل الزبون" على أساس ما تم تقديمه والترويج له في المقدمات الإعلانية واللقطات المصورة لما وراء الكواليس والملصقات الدعائية.

وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلماذا تم تكثيف وتضخيم الدعاية على هذا النحو للتتابع الشهير الذي يتشبث فيه العميل إيثان هانت بباب طائرة محلقة في الجو، وهو المشهد الذي قام توم كروز بتصويره بنفسه دون الاستعانة بدوبلير، رغم أن هذا التتابع في الحقيقة لا يحدث سوى في الدقائق الأولى المبكرة من أحداث الفيلم، ودون أن تكون له أية صلة من قريب أو من بعيد بالمهمة الرئيسية التي تقوم عليها أحداث الفيلم، بل إن المشاهد حتمًا سينسى هذا التتابع تمامًا مع تقدم الأحداث كأنه كان مجرد بالونة وانفجرت بالرغم من حسن تنفيذه على الشاشة.

الأمر نفسه تكرر منذ سنوات، على سبيل المثال، عند صدور الجزء الثاني من Mission: Impossible وحينها لم يكن للجميع حديث سوى تتابع صعود الجبل الشهير الذي نفذه كروز هو الآخر بنفسه بالرغم مما قد يشكله من خطورة على حياته، وستضبط نفسك وأنت تتسائل حتمًا عن مدى إضافته للأحداث اللاحقة، فالتنفيذ الجيد والمبهر ليس هو بالتأكيد العامل الوحيد الذي يمكن أن نقيس عليه أهمية مشهد ما.

وبالرغم من يقيني أن الجانب الدرامي أقل أهمية في هذا السياق، وهو أمر طبيعي في مثل هذه النوعية من الأعمال، لكن ليس لدرجة إعادة استغلال مجموعة من الألعاب السردية التي لا تخدع أي مشاهد متمرس، مثل الإيهام بوقوع حدثين يقعان في مكانين مختلفين على أنهما يحدثان في نفس المكان مثلما حدث بعد هروب إيثان هانت واختبائه بعيدًا عن عيون وكالة الاستخبارات المركزية.

من الأمثلة الأخرى على الألعاب الدرامية المستهلكة تلك اللعبة الدرامية التي وقعت في مشهد دار الأوبرا حينما كان المخرج يحاول أن يوهمنا أن العميلة إيسلا فاوست ( ريبيكا فيرجسون) تتوجه بسلاحها نحو هدف ما بينما هى تقصد هدف آخر، ناهيك عن النمطية الشديدة في طريقة خلق الاحساس لدى المشاهد بعدم الثقة نحو إيسلا وعدم معرفة لمن هى موالية في هذا الصراع بين قوة المهمات المستحيلة وبين النقابة.

ومع ذلك فإذا لم يكن كل ما سبق قوله بشأن الألعاب الدرامية مزعجًا بالنسبة لك، فسوف تستمتع بالفيلم لأقصى مدى، وخاصة بفضل وجود عدة تتابعات حركية جذابة وممتعة ترتفع لسقف توقعات عشاق السلسلة، ويأتي على رأسها بالطبع مشهد المطاردة بالدراجات البخارية في مدينة الدار البيضاء بالمغرب، كما ستستوقفك بعض المشاهد الطريفة من الحين للآخر، وستتأمل طويلًا في جمال العيون الزرقاء للفاتنة السويدية ريبيكا فيرجسون.



تعليقات