The Danish Girl.. فيلم عن أخطاء الطبيعة

  • نقد
  • 06:20 مساءً - 2 يونيو 2016
  • 3 صور



إن محاولات كبت غرائز الإنسان وتطويعها لمجاراة الاتجاه السائد "المينستريم" بالمجتمع، لم تُجدِ نفعـًا مع "آينر" ولم تقتل "لِيْلِي آلبا" بداخله، إذ كان من الممكن للقوة والسلطة - الأبوية والمجتمعية - أن تكبت "لِيْلِي" بداخله بعض الوقت، إلا أن "آينر" امتلك القوة والوعي بما يريد، وأطلق العنان لـ"لِيْلِي" لتعيش حياتها. ففي عشرينات القرن الماضي كان التوصيف الطبي يوصمه بالمريض النفسي أو المجنون.

الفتاة الدنماركية دراما حقيقية لأول رجل في العالم أجرى عملية تصحيح للهُوية الجنسية -لم ترض بمصطلح التحول الجنسي لأن الله هو من خلق "لِيْلِي" بداخلها- لامرأة عام 1930.

تدور الأحداث حول الرسامين "آينر فيجنر" إيدي ريدماين وزوجته "جيردا فيجنر" أليشيا فيكاندر، التي تطلب من زوجها ارتداء ملابس المرأة التي لم تأت لتنتهي من لوحتها، لكن شيئـًا قد تغير بداخله عندما ارتدى ملابس امرأة، لتبدأ المعاناة حتى إجرائه عملية التحول الجنسي.

المعاناة والمخاطرة عند آينر/لي لي

"لكنه الأمل الوحيد"، هكذا قال "آينر" للطبيب عندما أراد أن يُجري العملية كأول رجل في العالم يخاطر لأجل إنهاء معاناته النفسية والبيولوجية بعملية تصحيح للهوية الجنسية من ذكر لأنثي، رغم كل المخاطر والمضاعفات واحتمالات العدوى.

الحب والاحتياج والمعاناة والحق

بدون شك "جيردا" كانت تحب "آينر" وتشتاق إلى زوجها، وتعاني بشكل مزدوج، فهي تحتاجه كزوج لم يعد قادرًا على معاشرتها، وتعاني لمعاناته التي تظهر في تمرد "لِيْلِي" على جسد "آينر"، لكنها تدرك أيضـًا أن "آينر" صاحب الحق في جسده، فما كان منها إلا أن تساعده وتفعل ما يتوجب عليها فعله، بغض النظر عن معاناتها ومحبتها له. ورغم دفع البعض بأن "جيردا" كانت تستغل "آينر/لِيْلِي" لأنها مُلهمتها، إلا أنني أظن بأنه أمر غير صحيح، فليلي كانت وليدة لحظة احتياج عادية ولم يدرك كلاهما ما سيترتب على هذا الاحتياج، إذ استطاعت "لِيْلِي" إغراء "جيردا" لتقديم رسومات جديدة، لاقت إعجاب الجمهور، وهو ما كان بمثابة الدافع بشكل أو آخر لكي تعيش "لِيْلِي".

جماليات

كان من بين المشاهد الجمالية في الفيلم، مشهد "لِيْلِي" وأول قبلة ونزيف الأنف، والذي ظهر كأنه فض لعذرية آينر/لي لي، إلى جانب المغص الشهري وتكرار نزيف الأنف وكأنها الدورة الشهرية.

نظرات خجل "آينر" عندما أخبرته "جيردا" بأن صديقه القديم "هانز" سيأتي لزيارتهم، فيتذكر أول قُبلة، وكذلك جلسته محاولًا استعادة "آينر" من أجل زوجته لتُشير بانكسار الأنثى وأنه لا عودة مطلقًا "لآينر".

ننتهي من حيث بدأنا، هكذا صار الفيلم، فمشاعر "لِيْلِي" تفجرت داخل "آينر" في مدينته القديمة "فايل"، ودائمًا كانت المدينة حاضرة في لوحات "آينر" وكأنه يرسم ما تحلم به "لِيْلِي"، وما أن خرجت "لِيْلِي" للعالم فهجره إلهام الرسم للأبد. وكان طيران شال "لِيْلِي" من حول عنق "جيردا" تُشير لتحررها الأبدي بنفس المكان التي ولدت فيه.

استطاع المخرج توم هوبر بمشاركة السيناريست لوسيندا كوكسون أن يصنعا لوحة فنية بديعة لرواية ديفيد إبرسهوف.

وبإبداع، نجح الإنجليزي إيدي ريدماين في أداء شخصية "آينر/لِيْلِي" واستحق عليها الترشح للأوسكار إلا أنها أخطأته هذا العام، كذلك استحقت أليشيا فيكاندر جائزة الأوسكار أحسن ممثلة مساعدة لدورها الرائع. أيضـًا موسيقى ألكسندر ديسبلات نقلت معاناة "آينر وجيردا" وفرحة "لِيْلِي" بموسيقى كلاسيكية رائعة.

نجح الفيلم في أن ينتصر للعلم والحضارة الغربية "العلمانية" والحريات الفردية ولمرضى الاضطراب الجنسي وفقدان الهوية الجنسية، من خلال تصحيح وتحديد الهوية الجنسية والميول الجنسي، فالأمر في عشرينيات القرن الماضي كان مأساويــًا للبشر في العالم، ولازال مأساويــًا في مصر والعديد من دول العالم.


وصلات



تعليقات