أفلام خذلها شباك التذاكر.. "إذا لم تنجح.. حاول مرة أخرى"

  • مقال
  • 12:18 صباحًا - 23 نوفمبر 2016
  • 4 صور



صورة 1 / 4:
صورة 2 / 4:
صورة 3 / 4:
صورة 4 / 4:

"الجمهور عايز كدا"، هو مثل شهير يستخدمه الكثيرون في عالم الفن، فالجمهور هو الحكم، هو الذي يقرر فشل أو نجاح الفيلم. رأي النقاد مهم جداً ويأخذه المنتجون بعين الاعتبار، لكن نجاح الفيلم أو فشله ستقرره أولاً وأخيراً الأرقام على شبابيك التذاكر. في عالم السينما لا يوجد "خلطة ناجحة" أو طريقة مضمونة لنجاح فيلم وجذب الجمهور إليه، لكن هناك خبرة صناع الفيلم بجذب الناس، لكن طبعاً لا شيء مضمون، فلماذا ينجح فيلم؟ ولماذا يفشل آخر؟ في هذا المقال سوف نناقش أربعة أفلام فشلت على شباك التذاكر واعتبرت خسارة لشركات إنتاجها، وسنحاول تحليل الأسباب وراءها. جدير بالذكر أن فشل فيلم لا يكون بسبب شيء واحد، أو عنصر خاطيء، بل هي مجموعة أخطاء شاركت بذلك، لكن سوف نناقش شيء واحد في كل فيلم على لائحتنا.

قبل البدء بسرد الأفلام سنوضح طريقة تقاسم الأموال والأرباح لدى الشركات المنتجة. فلكل فيلم ميزانية معينة تحدد حسب نوعية الفيلم وشركة الإنتاج، هذه الميزانية تغطي كلفة الإنتاج (للمثلين، الكتاب، المخرج...) ما بعد الإنتاج (المؤثرات الخاصة، المونتاج...) والتسويق، لكن في العديد من الأحيان، تخفي شركات الإنتاج الأرقام الحقيقية كي تبدو رابحة. تحصل شركة الإتناج على نصف الكمية من الأرباح على شبابيك التذاكر، لكن طبعاً لمعرفة الربح الصافي للشركة علينا طرح كلفة الإنتاج من الأرباح، في المقال سوف نذكر الميزانية والإيرادات كما الخسارة لكل فيلم.

1. John Carter: التسويق

  • الميزانية: 236.7 مليون دولار
  • الإيرادات: 284.1 مليون دولار
  • الخسارة: 107.9 مليون دولار

لا يمكن التحدث عن Hفلام فشلت على شباك التذاكر دون ذكر فيلم ديزني الكارثي "John Carter" الذي صدر عام 2012 واعتُبر أكبر خسارة للشركة، فالفيلم تسبب بتغيرات كبيرة داخل إدارة ديزني وتم محاسبة القائمين عليه وعلى الإنتاج، حتى أن جزء ثان كان قيد التحضير لكن تم إلغائه بعد نتائج الفيلم الأول. لكن لنحلل قليلاً، ما هو السبب الحقيقي لفشل الفيلم؟ الكثير من المراقبين يضعون اللوم على التسويق، فالفيلم مقتبس عن رواية "Princess of Mars" أو "أميرة المريخ" وهي رواية قديمة ألهمت أعمال كثيرة مثل Star Wars وPlanet of the Apes، وكان من المفترض تسمية الفيلم "جون كارتر من المريخ" لكن ديزني كانت قد عانت فشلاً عام 2011 مع فيلم الأنيمايشن "Mars Needs Moms" فرفضت وضع كلمة "Mars" في العنوان خوفاً من تكرار التجربة ولم تسميه مثل القصة الأصلية بما ان الشخصية الأصلية كانت جون كارتر وليس الأميرة. هذا التغيير البسيط كان احد اسباب عدم إقدام الجمهور على مشاهدة العمل، فالجمهور لم يعرف أن الفيلم مقتبس عن هذه الرواية لأن لا شيء يدل على ذلك، وحتى الدعاية لم توضح الفكرة كثيراً ولم تستفد ديزني من إعلانها في المباراة النهائية "Super bowl" حيث قدمت Trailer غير واضح للفيلم ولا يفسر نوع الفيلم أو يقدم مشاهد تدل على القصة.

2. Fantastic Four: النقاد

  • الميزانية: 120 مليون دولار
  • الإيرادات: 168 مليون دولار
  • الخسارة: 36 مليون دولار

سلسلة Fantastic Four في الكتب كانت ناجحة ولها جمهورها، فهي قصة أربع علماء يسافرون الى كوكب مجهول ويكتسبوا قوى خارقة. أول فيلم مقتبس عن هذه القصص كان عام 1994، ثم سلسلة من فيلمين عام 2005 و 2007 (بطولة كريس ايفانز وجيسيكا البا) لم تكن ناجحة جداً، فقررت مارفل وفوكس انتاج فيلم جديد يكون "ريبوت" (إعادة إطلاق) للسلسة، ويا ليتها لم تفعل. قبل اصداره، تعرض الفيلم لإنتقادات واسعة من قبل النقاد وممن شاهده في العروض الأولى، منهم من اتهمه انه "غامض" والبعض الأخر اعتبر انه اسوأ أفلام الأبطال الخارقين حتى الآن. كلنا اردنا مشاهدة فيلم يجسد الـFantastic Four بطريقة جيدة مع تطور أفلام الكوميكس والتقنيات المستخدمة فيها، لكنه جاء فيلم باهت، بلا حياة، لم نتعلق بالشخصيات ولا بقصصهم. المخرج جوش ترانك كان له حصة من الإنتقادات بعد أن غرد على حسابه على تويتر قائلاً: "قبل سنة، كان لدي نسخة رائعة للفيلم في رأسي، وكانت ستنال إعجاب النقاد، لكن لن تستطيعوا مشاهدتها مع الأسف"، كما اتهم المخرج شركة الإنتاج أنها ألغت مشاهد من الفيلم وهو ليس راض عن النسخة الأخيرة، وسرعان ما حذف "ترانك" التغريدة لكن كان قد فات الأوان، فكيف لنا أن نثق بفيلم حتى مخرجه يعتبره فاشلاً؟ فسقط Fantastic Four وأسقط معه جزء ثان كان مخططًا له، وزاد من "لعنة" هذه السلسلة.

3. Happy Feet Two: التوقيت

  • الميزانية: 135 مليون دولار
  • الإيرادات: 150.4 مليون دولار
  • الخسارة: 59.8 مليون دولار

من النادر ان يفشل فيلم رسوم متحركة على شبابيك التذاكر، فهذه النوعية من الأفلام لا زالت تجذب الجمهور صغاراً وكباراً، خصوصاً إذا كان بتقنية الأبعاد الثلاثية، التقنية التي سحرت المشاهدين وأصبحت تستعمل لجميع أنواع الأفلام (مع الأسف). لكن المشكلة الأساسية مع الجزء الثاني من فيلم البطاريق الراقصة "Happy Feet Two" كانت التوقيت، الفيلم الأول صدر عام 2006 وكان له نجاح جماهرياً بارزاً، فقررت الشركة إنتاج فيلم ثان، لكن التتمة التي عرضت عام 2011 لم تستطع تكرار نجاح الأول مع أنها عرضت في نفس التاريخ الذي صدر فيه Happy Feet (الأسبوع ما قبل عيد الشكر). وفي أسبوعه الأول، عرض Happy Feet Two مع فيلم 3D أخر هو Puss In Boots لشركة دريموركس (يروي قصة القط المحبوب من فيلم "شريك") فلم يحقق النجاح المطلوب. أما في الأسبوع الثاني نافسه أفلام Hugo وArthur Christmas، (أيضاً ثلاثية الأبعاد)، دون ان ننسى ان سعر تذكرة الـ3D أغلى من الفيلم العادي فكان على الجمهور اختيار أحد هذه الأفلام أو حضور فيلم "Muppets "بسعر أقل لأنه 2D. زحمة الأفلام هذه قضت على "Happy Feet Two"، فبعض النقاد يعتبرون أن الفيلم الأول لم يجعلنا نتعلق بالشخصيات، لكن لا شك أن التوقيت كان العنصر القاتل.

4. Jack The Giant Slayer: التصنيف

  • الميزانية: 190 مليون دولار
  • الإيرادات: 197.7 مليون دولار
  • الخسارة: 91.15 مليون دولار

قبل مناقشة أسباب فشل الفيلم، دعونا نستعرض مجموعة التقييمات التي تعطى للأفلام حسب "جمعية الفيلم الأميريكي" (MPAA) - G: مناسب لجميع الأعمار - PG: مرافقة الأهل ضرورية للأطفال - PG-13: مرافقة الأهل ضرورية للأطفال دون سن ال13 - R: على المشاهدين تحت سن ال17 مرافقة أهلهم - NC-17: لا يسمح للأشخاص تحت سن ال17 التقييم هي مرحلة مهمة قبل العرض، فالـMPAA - جمعية الفيلم الأمريكي تشاهد الفيلم وتقرر أي تقييم يناسبه وعلى دور العرض الالتزام به. يمكن للتقييم أن يغير مجرى نجاح الفيلم، فأغلب أفلام الأكشن/الخيال العلمي تسعى للحصول على تقييم "PG-13"، كي تكسب فئة المراهقين فوق الـ13 سنة والذين يشكلون النسبة الأكبر من مشاهدي هذه النوعية، لكن أحياناً تكون المشاهد عنيفة أو الحوار قاس، فتعطيه الجمعية تقييم R، هذا السبب دفع العديد من شركات الإنتاج لإلغاء أو تغيير مشاهد حتى يتم إعادة إعطاء الفيلم تقييم "PG-13"، مثل مخرج "Catching Fire" الذي غيّر مشهد موت شخصية من الفيلم حتى تم إعادة تقييمه.

المشكلة مع فيلم "Jack The Giant Slayer" كانت سوء التواصل مع شركة الإنتاج، فالقصة رواية أطفال معروفة عن الصبي "جاك" الذي يكتشف عالم من العمالقة بعد أن يتسلق شجرة سحرية، والمخرج براين سينجر ، مخرج سلسلة X-Men، أراد تحويلها فيلم غامض ومناسب للكبار (أي تصنيف R) مع معارك دموية ومشاهد قاسية، لكن شركة الإنتاج كانت تريده عائلي أكثر، فكانت النتيجة النهائية أن الفيلم ضاع وسط هذا وذاك، فهو لم يعجب المراهقين ولا الكبار، لأنه بكل بساطة كان يتأرجح بين فيلم خيالي علمي بجو عائلي وفيلم أكشن خيالي عنيف كما أراده المخرج. فالنتيجة كانت فشل على شبابيك التذاكر وخسارة مالية مهمة للشركة النتجة.

هذه كانت عينة من أفلام فشلت على شبابيك التذاكر وكانت أسباب الفشل واضحة، لا نخفي أن لفشل الفيلم أكثر من سبب، وبعض الأفلام تكون مركبة بطريقة لا تعجب الجمهور، فلا ننسى أن الممثلين والشخصيات الرئيسية لها تأثيرها على إيرادات الفيلم، فوجود ممثل معين قد يدر المشاهدين لفيلم، وممثل أخر قد يضعفه ويتسبب بفشله. ومعايير نجاح الفيلم ليست شبابيك التذاكر وحدها، الانتقادات لها مكان مهم جداً، لكن اكتشفنا من خلال المقال أن هذين العاملين مرتبطان بشكل مباشر، حيث أن رأي النقاد يؤثر مباشرةً على إقبال الجمهور على فيلم. لكن رغم كل شيء يبقى مبدأ هوليوود المُعتمد: "إذا لم تنجح... حاول مرة أخرى".



تعليقات