Rogue One: A Star Wars Story.. قطعة صغيرة تُكمل البازل الكبير

  • نقد
  • 05:41 مساءً - 26 ديسمبر 2016
  • 1 صورة



Rogue One: A Star Wars Story

يبدو أن السنوات الحالية ستكون بمثابة سنوات السعد لكل محب وعاشق لسلسلة أفلام Star Wars، ليس فقط لكم اﻷفلام الجديدة التي تنضم إليها بما في ذلك اﻷفلام التي تحمل حكايات منفصلة/متصلة بالمسار الرئيسي للسلسلة وبعالمها الواسع، وإنما بفضل الجيل الجديد الذي يسعى بكل جهده للحفاظ على ميراث هذه السلسلة، وضم جمهور جديد إليها، وتوسيع مدارات العالم بشكل مدروس.

وبعد عرض الفيلم السابع في العام الماضي، يأتي الدور هذا العام على أول فيلم قائم بذاته من عالم Star Wars وهو Rogue One: A Star Wars Story، الذي يلتقط خيطًا من الجزء الرابع A New Hope ليبني عليه حكايته بالكامل، فمن شاهد أفلام السلسلة يتذكر جيدًا الافتتاحية الشهيرة التي تحدثت في عجالة عن مجموعة من الثوار الذين قاموا بسرقة مخططات سلاح نجم الموت قبل أن يتركنا مع اﻷميرة "ليا"، وهو الخيط الذي ينبني عليه فيلم كامل يحكي عن أبطال مجهولين نقابلهم للمرة اﻷولى.

قد تبدو المهمة الملقاة على عاتق المخرج جاريث إدواردز في ثالث عمل إخراجي له أسهل قليلًا من العمل على أفلام السلسلة اﻷساسية، لكنها في الحقيقة ليست بهذه السهولة على اﻹطلاق، ﻷن حتى ولو كان الفيلم يروي قصة فرعية نوعًا ما، فلابد له من الحفاظ على نفس روح العالم الذي تأتي القصة من رحمه، خاصة مع علاقة الاتصال الواضحة التي تجمعه بـA New Hope، مع الحفاظ على اهتمامنا بما يحدث في هذه المهمة العسيرة.

ما يميز الفيلم أن عملية تعريف المشاهد بفريق الثوار المشارك في مهمة الحصول على مخططات السلاح تسير جنبًا إلى جنب مع المسار الدرامي للأحداث بحيث لا تتعطل إحداهما لحساب اﻷخرى، وبحيث يتضافرا معًا بدون إهدار الكثير من وقت الفيلم فقط في عملية التعريف بالشخصيات، لكي لا يترهل إيقاعه، وهو الخطأ الذي وقع فيه جورج لوكاس من قبل في The Phantom Menace، حينما أهدر أكثر من نصف زمن عرض الفيلم لهذا الغرض.

ولهذا، ينجح الفيلم بقوة في خلق رابطة بين المشاهدين وفريق الثوار من خلال أقصر الطرق وأكثرها ذكاء، وهي لزماتهم وتفاصيلهم وقدراتهم، مع الاستعانة بحكاياتهم الشخصية عندما تتطلب الدراما ذلك، لكن في المقابل لا يغمرك الفيلم بكل هذا لحد التخمة أيضًا حتى لا تنشغل عن متابعة ما يجري في هذه المغامرة بالغة الخطورة والمصيرية بالنسبة لثوار المجرة، هو فقط يمنحك ما أنت بحاجة إلى معرفته أو إدراكه.

كما يتلافى جاريث إدواردز تمامًا الخطأ الذي وقع فيه جي جي أبرامز من قبل في The Force Awakens، عندما لم يمنح التتابع الحركي المحوري الذي تصب فيه كل مجريات الفيلم كل الوقت اللازم لها على الشاشة، وجاءت العملية سريعة وسهلة أكثر من اللازم ولا تشعر معها بالصعوبة الكافية، أما هنا فيعطي إدواردز عملية الاستيلاء على المخططات كل الوقت الذي تحتاجه لتكون بالفعل جديرة بالمتابعة ومحفزة على الشعور بصعوبة المهمة، خاصة مع القتال على أكثر من جبهة في نفس الوقت، وتشعب أطراف النزاع في هذه المهمة المصيرية.

نفس الملحوظة تنسحب كذلك على التتابع المميز بصريًا وتنفيذيًا لتدمير عاصمة "جديا" من قبل سلاح نجم الموت، حيث الاهتمام بعامل الوقت وحجم الدمار الهائل الذي يخلفه السلاح على هذا المكان فيتحول المكان إلى خراب حقيقي لدرجة ينمحي معها أفق الرؤية وسطه.

وما يثير اﻹعجاب كذلك ذلك الإعجاز التقني المتمثل في إعادة إحياء بيتر كوشينج على الشاشة من جديد حتى بعد وفاته بـ22 عامًا لحمًا ودمًا، عائدًا إلى شخصية موف تاركن من جديد بدون ارتياب في كون ما نراه هو حيلة تقنية معقدة، وهو ما نراه أيضًا في ظهور اﻷميرة "ليا" في شبابها مرة أخرى.

ومع الظهور الخاطف لعدد من الشخصيات المعروفة من سلسلة Star Wars مثل "دارث فادر" و"C3PO" و"R2-D2"، لا يشعر المشاهد بالاغتراب عن عالمه المفضل على اﻹطلاق، بل اﻷكثر أن هذه القصة برمتها رغم صغرها بالنسبة لعالم Star Wars، إلا أنها تتوافق تمامًا مع وضعها في هذا العالم الشاسع، كمثل قطعة صغيرة تكمل صورة البازل الكبير.



تعليقات