حوار | مُنتجة "بشتري راجل": اختيار محمّد ممدوح خدم الفكرة.. ونيللي كريم كانت "تحدّي"

  • حوار‎
  • 01:16 مساءً - 6 مارس 2017
  • 1 صورة



المنتجة دينا حرب

أخذت على عاتقها منذ البداية المراهنة والتحدي، فكرة أن تصنع فيلمًا سينمائيًا جديدًا قائمًا على الرومانسية والكوميديا، في وقت قلّت فيه هذه النوعية من الأفلام في السينمات، وزاد الأمر تحديًا عندما قررت أن تستعين بأبطال هم روّاد في منطقتهم الفنيّة، ولكنها تجربة جديدة عليهم وعليها بعض الشيء وهذا تحدي من نوعٍ آخر، ثم كان الأمر الأصعب عندما ابتكرت أسلوب دعائي جديد، وقررت أن تصنع دعاية من نوعٍ خاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليثير الأمر ضجة كبيرة، ثم نكتشف أن اﻷمر كله لا يتعدى كونه مجرد دعاية لفيلمها الأول "بشتري راجل". "السينما.كوم" حاورت المُنتجة دينا حرب عن أول أعمالها الإنتاجية، فإلى الحوار...

ما الذي حمّسك لفكرة إنتاج الفيلم؟ خاصة وأنه التجربة الإنتاجية الأولى؟

كنت أريد خوض تجربة الإنتاج، لكنني لم أكن أسعى وراء فكرة بقدر السعي وراء كُتّاب لديهم الموهبة والشغف، يستطيعون إخراج شيء جيد ومميز من جعبتهم، بداية الموضوع كانت بورشة تطوير سيناريو، وطلبت من الكُتاب إرسال أفكارهم لنا، وسؤالهم إذا كان لديهم نية الدخول في ورشة صعبة مدتها طويلة لتطوير تلك الفكرة أو معالجتها لتصبح سيناريو مُكتمل الأركان؟ فتقدّم 120 كاتب بمعالجاتهم، وانتهى الاختيار إلى 8 كُتّاب ثم 4 كُتّاب؛ واحدة منهم كانت إيناس لطفي مؤلّفة فيلم "بشتري راجل"، وكانت الظروف هي التي رجّحت اختيارها تحديدًا، لأنها كانت من أكثر الأشخاص اكتمالًا في المجموعة، لاحظنا منذ البداية أن السيناريو الخاص بها هو الأقرب والأسرع للانتهاء منه ليصبح فيلمًا نحن في الاحتياج له، فكل العوامل كانت تصب لصالح سيناريو إيناس "بشتري راجل"، فالأمر لم يكن في البداية باختيار الفكرة، إنما كان باختيار الكاتبة التي كانت لديها فكرة جيدة، وبمجهودها الذاتي فازت فكرتها.

اختيار محمد ممدوح بمواصفاته الشكلية يتنافى مع مواصفات البطل الرومانسي الجان المتعارف عليها؟ فكيف جاء اختياره؟

منذ بداية كتابة السيناريو، ونحن نسعى لصناعة فيلم بنوع معين له قواعد معينة، وللأسف هذا الأمر ليس دارجًا في مصر بصورة كبيرة ومن يعرفه ليس الكثير، الأمر يعني أن فكرة نوع الفيلم ليست مجرد تصنيف، هي شيء يُملي على صُناع الفيلم بعض المعطيات التي لابد أن يلتزموا بها، أحد هذه المعطيات في فيلم رومانسي كوميدي، هو التناقض الشديد في الشكل وفي الشخصيتين عمومًا بين البطل والبطلة، لابد أن يكونا متناقضين تمامًا، مثلا أذا رأيتهم في مكان لا يمكن أن تتخيل أن هذين الشخصين يحبان بعضهما البعض ومرتبطان، سواء كشخصيات أو شكل، فلابد أن يكون هناك تضاد واضح للجمهور، وليس شرط أن يكون بمواصفات شكلية فقط، لابد أن يكونا مختلفان عن بعضهما، وفي قصتنا اختارت "إيناس" أن يكون الاختلاف من حيث الشكل أيضًا، وراهنت على فكرة أنها لا تريد الشخص الذي يتصوره وينتظره الكثيرون، لا تريد مثلًا رشدي أباظة، كانت تريد كسر هذه الفكرة، حيث أنه في الواقع الحب ليس له علاقة بالشكل، وكان رهاننا في هذه للحظة على اختيار ممثل يستطيع أن يجعل الرهان ناجحًا، والحقيقة أن محمد ممدوح ممثل لديه إمكانيات وموهبة عظيمة أثبتت أن هذه النظرية ناجحة 100%، هو يعرف جيدًا كيف يختار دوره بعناية جيدة، وشخص ذكي للغاية، ولدية فكرة أن البطولة ليست بحجم المشاهد أو بكبرها وصغرها. ونحن كنا محظوظين بالتعامل معه للغاية، بصرف النظر عن موهبته، فهو ممثل يعرف كيف يختار أدواره وكيف يتعامل مع العمل بشكل عام.

اختيار نيللي كريم رغم تميزها مؤخرًا في أدوار الدراما لتقديم فيلم كوميدي.. هل كان هناك نوعًا من القلق أن لا يلقى القبول المطلوب؟

لم يكن هناك قلق، ولكن كان هناك مراهنة أو إذا أمكن أن نسميه "تحدي"، والتحدي أجمل بكثير من الخوف، فالجميع يعلم مدى نجومية "نيللي" وجمهورها العريض، فبالتالي أنت تراهن على تقديمها بشكل جديد والشكل الجديد في الحقيقة كانت نيللي تحتاجه، خاصة أن جمهورها يطلبه منها، والأمر هنا أن نقدمها بالشكل الجيد والمميز وأن يحبها الجمهور، والحقيقة أن "نيللي" كانت مستعدة للتحدي مثلنا تمامًا، وقالت "أنا محتاجاها"، وتلاقينا في نفس الهدف، لننطلق ونبدأ التحدي.

هل ترين أن التصنيف الرقابي للفيلم سيضر بإقبال الجمهور على حضوره في السينمات؟

أنا مع فكرة تصنيف الأفلام بشكل عام، لأن التصنيف يضع للجمهور توقع معين للعمل، وحدود معينة للأهل تحديدًا أو للجمهور الذي سيُشاهد الفيلم، هذا شيء أقدره وأحترمه وأحب أن يظل هكذا، والحقيقة لم أتناقش نهائيًا في موضوع التصنيف بعد علمي أن الرقابة وضعت تصنيفه "+16"، أيقنت أن الأمر منطقي لأننا نتحدث عن موضوع في الأغلب لا يخص أطفال لا من قريب ولا بعيد، ولابد أن تكون على الأقل في سن زواج حتى تعي الموضوع جيدًا ويمسّك أو يلمسك أو تُفكر فيه، بمعنى أن شاب وفتاة لم يصلوا بعد لسن الزواج وليس معهم "بطاقة هويّة" لماذا يمكن أن يكون الفيلم مناسب لهما؟ أرى أن التصنيف شيء منطقي جدًا.

وكيف جاءت الفكرة الدعائية للفيلم؟

في الحقيقة، مرجعيتي بالأساس تسويقية، وبعد ذلك حصلت على الـMFA الماجستير الخاص بي في شيء يُدعى "Creative Production"، أي تخصص في إنتاج الأفلام السينمائية الطويلة، والتي يُطلق عليها في أمريكا "المُستقلة"، لا يوجد في مصر شيء يعني "المُستقلة"، أو تصنيف مستقل، ومعناه مختلف عن المعنى الدراج في أمريكا، "مُستقل" في أمريكا معناه خارج نطاق الإستوديو الخاص بـ"هوليوود"، أي بمعنى أنه لا يوجد إستوديو يموّل الفيلم، فهناك مُنتج يتحمل مسؤولية ذهابه لأكثر من ممول وأكتر من جهة، حتى يستطيع جلب الأموال لتمويل العمل، وهذا ما درسته، وجزء من هذا له علاقة بتسويق الفيلم، ولأنه أول عمل لي فلم يكن لدي الخبرات السابقة في تسويق الأفلام غير المتعارف عليها وهو نزول صور الممثلين، والإعلان عن فيلم جديد يتم تصويره، وما إلى ذلك، وخلفيتي التسويقيّة عن جمهور الإنترنت، تقول إنهم لا يريدون أن تخبرهم بالمعلومة ولكنهم يريدون المشاركة فيها والتفاعل معها وأن يصبحوا جزءًا منها، ليس مجرد أن يرى صورة ويضع "لايك" عليها أو يبتسم، لو أخذنا كل هذه المعطيات بعين الاعتبار ووضعناها مع فكرة الفيلم، التي تتعامل بالأساس مع أمر له علاقة بالإنترنت فيصبح الأمر منطقيًا، خاصة أن "نيللي" عندما أرادت أن تصنع شيئا جديدًا لجأت لـ"فيسبوك"، فالفكرة كانت منطقية بالنسبة لي أن تكون مرتبطة بفكرة الفيلم عمومًا، ففكرنا أن نقدم الفيلم بهذا الشكل ونرى ماذا سيحدث، وكيف سيتفاعل الناس مع فكرة أن امرأة تطلب "حيوانات منوية" من رجل ما بشروط مقابل مبلغ مالي، هذه السيدة فعلت أمر غريب وجديد كل الناس تحدثت عنه بشكل أو بآخر، لا يهم، الأهم أن هناك أمرًا ما كل منا لديه رأي شخصي فيه سواء مع أو ضد، أعتقد أن الأمر كان مُلفت ومُستفز كفاية للفت الانتباه، فهذا يخلق حديث حول الموضوع، وتغازل به عقل الناس حتى يفكروا به، بصرف النظر ما إذا كان يحدث في الحقيقة أم لا، يصلح من الأساس أم لا، ليست هذه النقطة الأهم، والحقيقة أن فكرة الدعاية قادمة من موضوع الفيلم نفسه.

ماذا عن حقيقة أن "بشتري راجل" هو العمل الأول للعديد من فريق الفيلم؟

هذه الأمر حقيقي، حيث أن الفيلم يُعد العمل الأول لعدد من فريق وصُناع الفيلم، ومنهم الكاتبة "إيناس"، ونادية عادل مهندسة الديكور، وخالد حمدي المسؤول عن كل ما يتعلق بالصوت، كما قام بإنتاج أغنية "على ورق الفل" لفريق "ديسكو مصر"، هذا الشخص عمل معنا في دبي وهنا في مصر، كذلك أنا فهذه هي التجربة الأولى لي، وأيضًا خالد الجلب ومحمد سعد المُنتج المُنفذ ومدير الإنتاج للفيلم، وأحب أن أشيد بـ أمير هداية صاحب الموسيقى التصويرية للفيلم، الذي عمل مع شركة "pixar" العالمية، واحدة من أكبر شركات الأنيميشن في العالم، فهو موهبة عظيمة وكان إضافة للفريق.

علمنا أن الفيلم وُضع تحت ظروف صعبة حتى يخرج للجمهور، ما رأيك في ذلك؟

نعم، انتهينا من الفيلم في 18 يوم فقط، وهذ يُعد وقت قياسي في ظل ضيق الوقت، وفي ظل ظروف إنتاجية صعبة للغاية، ولكن الحقيقة أن الكل يعلم أن الفيلم يعتبر فرصة ذهبية لإخراج موهبتهم وإبداعهم الشخصي للنور والعالم أجمع.

اسم الفيلم كان "دكر بط" ثُم أصبح "بشتري راجل" لماذا تم تغيير الاسم؟ ولماذا الاستقرار على "بشتري راجل" في النهاية؟

لأكتر من سبب، أولًا وجب التنويه أن اسم "دكر بط" كاسم للفيلم عزيز للغاية على كل فريق العمل، والجميع يحبه ويقدره للغاية، ولو حدّثت أي شخص في الفريق سيقول لك إنه لم يكن يعلم أن اسم الفيلم تم تغييره سوى مع حملة شريهان الدعائية على "فيسبوك"، وكان فريق الإنتاج يُطلق عليه "فريق البط" وأنا كنت "البطة الأم"، ولكن السبب في تغيير اسم الفيلم، حيث أن اسم "دكر بط" للحظة الأولى يعطيك احساس داخلي أن العمل كوميدي، وهذا غير صحيح لأن الفيلم كوميدي رومانسي، ولم أكن أريد أن أعطي وعد خاطئ أو أي فكرة للجمهور تصيبه بالإحباط وقت مشاهدته الفيلم، الأمر الثاني أنه عند بداية الحملة وقرارنا بدء حملة للفيلم بنفس الصفحة التي تُطلقها نيللي على "فيسبوك" أردنا أن يكون الأمر حقيقيًا، فسألنا أنفسنا "لو امرأة قررت تطلب من شخص ما التبرع بحيواناته المنوية لها مقابل مبلغ مالي"، فهل نسمي الصفحة "دكر بط" لا بالطبع ليست منطقية، ولن يرضى رجل يحترم شخصه وذاته بالتبرع لفتاة تقول له إنه "دكر بط"، هذه تُعد إهانة له بالطبع، ولكن جملة "بشتري راجل" لها معنيان، الأول شراء مقابل نقود، والثاني المعنى المُتعارف عليه في العادات والتقاليد المصرية عندما يقول الأب لأهل طالب الزواج من ابنتهم؛ "بنشتري راجل"، لذا قررنا أن تصبح "بشتري راجل" لأن الفيلم بطولة نسائية، والتي تريد ذلك امرأة، هذا ما أردنا أن نعزّزه.

ما سبب رفض نيللي كريم الحصول عن أجر لدورها في الفيلم؟

الحقيقة أن نيللي وأنا وآخرون شاركنا في إنتاج الفيلم بأجورنا، أي أننا لم نحصل على أجورنا في البداية ووفرناها للإنتاج وخروج العمل للنور، وإن شاء المولى سنحصل على أجورنا بعدما يحقق العمل الإيرادات في دور العرض، والأشخاص الذين لم يحصلوا على أجورهم هم نيللي كريم والمُخرج محمد علي وخالد الجلب المُنتج المُنفذ وأنا مُنتجة العمل، كما أن هناك أشخاص وشركات قدمت خدمات لم تحصل على أجورها منها شركة "أولد مترو" الذين تولوا كل ما يتعلق بتسويق الفيلم، وبالتالي كل شيء له علاقة بالدعاية والتسويق هم من تكفّلوا به، وشركة "ذا سيل" التي يمتلكها وائل فرج، مونتير الفيلم، وشريف فتحي، الذي قام بعمل ألوان الفيلم، هؤلاء قاموا بأعمال المونتاج والتلوين والتريلر، وأعمال ما بعد التصوير عدا الصوت.

هناك من يقول إن "بشتري راجل" يتشابه بعض الشيء مع أفلام "آه من حواء" و"ليلة الزفاف" فهل هذا مقصود؟ وهل يُعد تحية لأفلام تلك الفترة؟

كنا مدركين عند كتابة العمل هذا الأمر جيدًا، وفكرة تحية أفلام مُعينة، ليس هذان العملان فقط، وكان الأمر في ذهننا طوال الوقت وطوال عرض الفيلم قمنا بتوجيه التحية لأكثر من فيلم في هذه الفترة الجميلة في تاريخ السينما المصرية، كان في أذهاننا منذ البداية إعادة فكرة الفيلم الرومانسي الكوميدي، وإعادة فكرة فيلم بين رجل وأمرأة على النقيضين من بعضهما البعض وفي النهاية يقعان في الحب، جميع أفلام الرومانس/كوميدي تبدأ من هنا وتنتهي بالجمع بين الحبيبين، هذا هو ما يطلبه الجمهور وما يريد مشاهدته، وهو يعلم النهاية جيدًا ويعلم أن الحبيبين سيجتمعان معًا في النهاية، هذا ما يسعده في تلك النوعية من الأفلام، ومنها "آه من حواء" و"إشاعة حب" و"ليلة الزفاف" و"مراتي مدير عام"، طوال الوقت كانت هذه الأفلام حاضرة في أذهاننا، وكان الهدف إعادة تلك الأفلام من جديد، والتي أحببناها من كل قلبنا ولم تكن معقدة على الإطلاق.

ولماذا تم اختيار مروان يونس للمُشاركة بفقرة في العرض اﻷول للفيلم؟

مروان من أكثر الأشخاص متابعةً على مواقع التواصل الاجتماعي ولديه جمهور واسع، ومن البداية وحملتنا الدعائية من الأساس مبنية على "السوشيال ميديا"، فكان جزء من الموضوع أن نُكمل في هذا الاتجاه، لأنه دائمًا تكون البدايات في "السوشيال ميديا" ثم نذهب للصحافة والتليفزيون، ثم نعود مرة أخرى إلى "السيوشيال ميديا" وهكذا، فاختيار مروان كان مهم لهذه النقطة، ومروان نفسه كان متحمسًا للغاية للحملة الدعائية، كما أن مديرة أعماله داليا جلال كانت معنا في الحملة منذ البداية، والاثنان كان لديهم حماسًا كبيرًا لفكرة الفيلم، كما أن نيللي كريم من أكثر المعجبين بمروان وما يُقدمه، بجانب ترشيح أكثر من شخص في المجال له للقيام بالأمر.



تعليقات