Game Of Thrones (حلقة 4): أثر بعد عين

  • نقد
  • 10:28 صباحًا - 11 اغسطس 2017
  • 5 صور



(تنويه: تحتوي هذه المقالة على كشف لأحداث الحلقة)

ﻷجل خاطر حلقات على شاكلة الحلقة الرابعة The Spoils of War من مسلسل Game Of Thrones، نستمر على الدوام في انتظار ما يقدمه لنا المسلسل حتى مع هناته ومشاكله، لكن مع وجود حلقة قوية بمستوى الحلقة الرابعة، فقد يجعلنا هذا نحاول مرة تلو اﻵخرى أن نغفر ما يرتكبه صناع المسلسل به.

الميزة الكبرى في هذه الحلقة أنها بالغة التركيز، وتتناوب بشكل واضح ومكثف بين أطراف الصراع الثلاثة (جون سنو/دينيرييس تاريجيريان/سيرسي لانيستر) دون إهدار الجهد بعيدًا عنهم، وهو ما أدى لأن تكون هى أقصر حلقة في هذا الموسم حتى اﻵن (45 دقيقة).

وينترفيل

للمرة الأولى منذ بداية الموسم، نشعر ببوادر قلق لدى ليتل فينجر مع وفود بران إلى وينترفيل بعد أن أخذ طوال الوقت بالوسوسة في آذان سانسا ستارك، ربما يكون بران بالنسبة له ورقة مفاجئة لم يضعها في الحسبان في اللعبة التي يحاول لعبها لصالحه دون ان يشعر به أحد مثلما كان عهده منذ بداية المسلسل، هل هذا ما دفع ليتل فينجر ﻹهداء بران ذلك الخنجر الفاليري؟ هل بدأت اللعبة في الانقلاب ضده؟

مشهد اللقاء الأول بين آريا وسانسا ستارك بعد سنوات من الافتراق يسترجع بشدة طعم ومقومات علاقتهما في الموسم الأول، ويعيد للأذهان ما كان كل منهما تفكران في تحقيقه قبل مقتل والدهما على يد الملك جوفري، وما باتا عليه اﻵن، ويفرض المقارنة بين الوضعان منذ أن تتفوه آريا لسانسا دون أن تلتفت إليها قائلة: "إذن فهم ينادونك اﻵن بالسيدة سانسا؟".

المشهد يحافظ على أكثر من نقيض في نفس الوقت دون أن يفصح صراحة عن هذا، يفصح عن رابطة حب أخوية حقيقية جدًا لا يمكن إنكارها، وفي نفس الوقت يؤكد أكثر على الفارق الشاسع بين سقف الطموحات لكلتاهما، وحس الارتباك الواضح مما يتوجب أن يقال بعد كل الغياب، والرغبة في بث اﻷخبار عما رأوه، مع تعزيز هذا بخفوت اﻹضاءة والاكتفاء بما هو ضروري منها ﻹبرازهما وسط هذه الظلمة كأنها كانت رحلة بحث طويلة وصلت إلى نهاية مطافها.

مشهد آخر لا يُنسى من الحلقة، صحيح أنه على الصعيد الوظيفي لا يقوم سوى بالتأكيد على قدرات آريا القتالية، إلا أن ما يميز هذا المشهد بالذات هو دخولها في مبارزة مع بيرين أوف تارث وتغلبها عليها - وما أدراك من هى - بالرغم من قدرات بيرين العالية وتغلبها قبل لحظات على بودريك، كما نلمس هنا أكثر توتر وتوجس ليتل فينجر وهو يراقب هذه المبارزة.

كينجز لاندينج

لا يوجد الكثير من اﻷحداث في هذا الخط، فقط نرى الثقة الطاغية التي تبدو عليها سيرسي لانيستر بعدما علمت بحصول جايمي شقيقها على اﻷموال اللازمة لدفع ديونهم قبل الكارثة التي ستحل بقوات جايمي.

دراجونستون

هذه المرة، نلمس خيطًا هامًا في أحداث المسلسل مع دينيريس تارجيريان حيث نشهد للمرة اﻷولى ربما الشقاق في وجهات النظر بينها وبين تيريون لانيستر، تيريون يفضل المناورات العسكرية الحاذقة طويلة المدى تفاديًا لخسارة الكثير من اﻷرواح وعلى اﻷرجح تجنبًا للصدام المباشر مع عائلته حسب اتهامها له، ولكن مناورته اﻷخيرة كلفت الكثير من أرواح وسفن حلفاء الكاليسي (درون، الجزر الحديدية، ذا ريتش)، بينما تفضل دينيريس على النقيض استعراض القوة والهجوم المباغت كوسيلة مثلى للدفاع.

يقترح هذا الخط أنه قد تتطور في المستقبل الطريقة التي يتعامل جون سنو مع دينيريس خاصة بعد حديثه ومرافقته لها داخل الكهف ليريها ما رآه عن العدو المشترك الذي ينتظرهم: السائرون البيض، لكنها في نفس الوقت لا تتنازل مقدار ذرة عن هالتها الملكية أمامه وتحافظ على هيبتها ووقارها.

روزروود

على النقيض من معركة كاستلي روك الخائبة وبالغة السرعة التي استمرت بضع دقائق على الشاشة في الحلقة الماضية، تقدم لنا هذه الحلقة معركة مثالية، وربما هى اﻷفضل منذ "معركة اللقطاء" في الموسم السابق، معركة تأتي مباغتة تمامًا بدون تمهيد بالتوافق مع منهج دينيريس تاريجيريان في استعراض القوة، وهو ما حسم المعركة حتى النهاية لصالحها بالتأكيد على النقيض التام من مناورة تيريون، بل ربما لا يصح أن نطلق عليها "معركة" أصلًا ﻷن الطرفان غير متساويان في القوة، بل حتى السلاح الذي وضع عليه كل الرهان للقضاء على التنانين لم يفلح هو اﻵخر، لنسمها "انقضاضة" أفضل.

قبيل المعركة، نعود من جديد لشخصية برون التي تظهر للمرة الأولى خلال هذه الحلقة، ونستعيد طرافته وشجاعته في التعامل مع المواقف الصعبة، لكننا أيضًا نلمس أكثر حقيقة علاقته بجايمي، إنها ليست ندية أو صداقة بأي حال من اﻷحوال، بل استغلال باسم الصداقة أكثر.

اﻷهم أننا خلال المعركة نتأكد من صحة اتهام دينيريس لتيريون بخوفه على عائلته من آل لانيستر، لا تزال عاطفة اﻷخوة تحركه بالفعل نحو جايمي حتى مع انتقاله لمعسكر العدو، ومنشغل بمصيره على يد دينيريس خاصة حين يتهور للانقضاض عليها بعد أن قضت على جيشه، إنها ليست فقط معركة فاصلة، بل وكاشفة.


وصلات



تعليقات