تسعة إعلانات أفلام خادعة في 2017

  • مقال
  • 08:55 صباحًا - 31 ديسمبر 2017
  • 1 صورة



لا زالت إعلانات الأفلام تتقن أساليب خداعنا جيدًا، بل أن مهاراتها تزداد مع الوقت فتبتكر طرقًا جديدة للإيقاع بنا. ففي ظل عامنا الفقير سينمائيًا هذا، ومع دأبنا المُتقِّد في البحث عن فيلم جديد يُشبع لهفتنا التي لا تجد ما يُشبعها من الإنتاجات المطروحة؛ ارتفع رصيد الإعلانات المُبهرة وزادت احتمالية خداعها لنا أضعاف.

أنت لا تجد ما يستحق المُشاهدة أمام ضآلة الإنتاجات، فتُنقِّب بين الإعلانات المطروحة عن أي شيء قد يستثير فضولك أو يُحفِّز رغبتك لمشاهدة فيلم، لتصير الفريسة المُثلى لإعلان خادع.

ولكُل إعلان طريقته الخاصة؛ فهناك ما قد يحشد أنفاسك من فرط لقطاته المثيرة المُحفزة للأدرينالين، وهناك ما يتباهى بكوكبة النجوم التي تُتخِم الفيلم، بينما يُفصح غيره عن فكرة استثنائية بين جنبات الأحداث، ويستعرض آخر عوالم غير مسبوقة تستوقد فضولك. لتصبح المُحصلة في النهاية، أن الإعلان يُلقي عليك بشِباكه ويحُكِم قبضته، فتقوم بمشاهدة الفيلم لتكتشف أن إعلانه كان بارعًا في إيهامك واستجلاب اهتمامك، بينما الفيلم نفسه لا يترك لك سوى الإحباط أو تساؤلك الغاضب عن التفاوت العجيب بينه وبين وإعلانه.

نقدم لكم في هذا المقال بعض إعلانات أفلام 2017، التي وجدت سبيلها لخداعنا..

9- The Emoji Movie:

كان إعلانه واحدًا من تلك الإعلانات التي تطرح فكرة جديدة وأجواء غير مألوفة. فتشهد في لقطات الإعلان عالمًا يعج بالرموز التعبيرية "إيموشنز" داخل أحد الهواتف الذكية، حيث يتمنى كل رمز تعبيري منهم أن يستعمله مستخدم الهاتف ويضغط عليه. لكن أحد هذه الرموز مشكلته أكبر؛ وهي أنه دون فلتر تنقية؛ فيظهر بوجوه متعددة بينما من المفترض أن يكون له وجهًا ثابتًا يُعبر عن حالة بعينها لا غير.. الفكرة كانت مثيرة للإهتمام، واستعرض لنا الإعلان عالم الإيموشنز المتفجر بالألوان والحالات المتباينة والمفارقات التي تبدو مُضحكة. ليأتي الفيلم في النهاية مُحبطًا خاليًا من أي روح، فتموت الفكرة أمام خمول الأجواء، ولا يظفر الفيلم من مُشاهديه بأي انفعال أو تورط في الأحداث، كما يلقى تذمرًا عنيفًا من النقاد.

8- Flatliners:

شمل إعلان الفيلم عدة لقطات مثيرة، مستعرضًا لنا مجموعة من طُلاب كلية الطب الذين يُقدِمون على تجربة خطيرة، يقومون فيها بإيقاف قلوبهم لمدة زمنية قصيرة، حيث يعايشون الموت ويختبرون ما يكمن في عالمه.. منحنا الإعلان وَعدًا بأننا سنخوض رحلة بالغة التوتر مع الأبطال، وربما نشهد أحداثًا لا تمهلنا الوقت لالتقاط أنفاسنا. فجاء الفيلم مُخيبًا للآمال، ولا يضيف جديدًا عن نسخته القديمة عام 1990، بنفس الإسم Flatliners. لذا قوبل الفيلم باستهجان الجماهير، بينما أغرقه النقاد بالتقييمات السلبية، حتى أنه ظل لفترة يحمل تقييم "صفر" على موقع Rotten Tomatoes الشهير.

7- Voice from the Stone:

كان الإعلان مُغرقًا بالغموض، وأخذ يستعرض لقطات متباينة تُحفِّز ترقبنا وتجعلنا نتساءل عن كُنه ما يحدث أمامنا، فضلًا عن الرعب الذي تسلسل إلى بعض لحظات الإعلان. غير الجميلة إميليا كلارك التي أصبحت بطلة لها قَدرها بعد أدائها شخصية "كاليسي" في المسلسل الأشهر "لعبة العروش".. فيفشل الفيلم في الاقتراب من أي عناصر إعلانه، لتترنح حبكته طيلة الأحداث، وتتوالى مَشاهدهُ عاجزة عن إصابة أي هدف. فينتهي الفيلم دون أن يترك سوى السخط لمُتابعيه، كما لم ينل حظًا أكبر مع النقاد.

6- Rings:

ازدحم الإعلان بلقطات مُرعبة، كما استغل تيمة السبعة أيام - التي تنصب خلالها لعنة شريط الفيديو على مُشاهده - بطريقة ذكية، فأخذ يعرض لنا توالي الأيام بفواصل وأحداث مُفزعة مثيرة للترقب. فمع يقينك بأن الفيلم لن يقترب من جودة الفيلم الأصلي The Ring، إلا أن الإعلان ترك لك انطباعًا بأنك سترى ما يستحق المشاهدة في أسوأ الظروف.. ثم أتى الفيلم كارثيًا؛ لا يعرف ما يفعله، ويلهو جيئة وذهابًا دون أي مقصد، مع حبكة مُهلهلة تمامًا، لا تُقنع ولا تهتم لأي منطق في العرض. فأخفق الفيلم أن يستمد حتى قوته من الأفلام السابقة بالسلسلة، وضلَّ طريقه في كل ما حاول الاستعانة به من أحداثها. لينهل الفيلم من ضيق المشاهدين نَهلًا، بينما يغرقه النقاد بتقييماتهم السلبية.

5- Atomic Blonde:

كان إعلانه خاطفًا للأنفاس، حيث شهدنا به النجمة تشارليز ثيرون في مشاهد حركية مُبهرة مُنفذة بشكل غير مسبوق؛ حتى أنك تشاهدها وتشعر بأن الفيلم سيكون النسخة الأنثوية لفيلم الحركة الشهير John Wick. هذا غير المطاردات المُستعرة ومؤامرات الجاسوسية التي أشار لها الإعلان وتروق فئات عريضة من الجماهير، فضلًا عن أسماء لامعة، مثل جيمس ماكافوي، جون جودمان، صوفيا بويتيللا وتوبي جونز.. لن أقول أن الفيلم سيئًا، بل سأشيد بمشاهد الحركة التي نُفذًَت بامتياز في أحداثه. لكن المشكلة أنك تضيع في حبكة الفيلم مع مرور الأحداث، فتصيبك التيهة ولا تدرك مَن مع مَن، ومَن ضِد مَن، ثم تفقد اهتمامك بالتبعية. لتشعر أن الفيلم مقبولًا بالكاد بعدما رفعت سقف توقعاتك عاليًا. الفيلم راق كثيرين وظفر بتقييمات نقدية إيجابية عديدة، كما أصاب عديدين - وأنا منهم - بالتيه في تفرعات حبكته، فلم يروقهم كثيرًا وأصابهم بعض الإحباط.

"نعتذر عن تقديم الإعلان لوجود لقطات خارجة به"

4- The Dark Tower:

جاءنا إعلانه بأكثر من عنصر جذب، أولهم أن الفيلم مقتبس عن واحدة من أشهر روايات الكاتب الكبير ستيفن كينج، ثانيهم أبطاله المتألقين في الفترة الأخيرة ماثيو ماكونهي وإدريس إلبا، وثالثهم لقطاته المتلاحقة التي تستعرض عوالم متباينة ينتقل بينها شخوص الفيلم، ومواجهات استثنائية بين أبطاله تبدو واعدة حابسة للأنفاس، ستحسمها قدراتهم الغير طبيعية؛ فتنتظر مُتمنيًا أنك ستحظى ببعض المتعة على الأقل.. ليأتيك الفيلم بإحباط لا يعرف الهوادة، فلا تجد ما يشفع له في كل عناصره، حبكة ضائعة لا تورًطَك في أي تفصيلة، مؤثرات فقيرة لا تتقن شيئًا، وأداءات تمثيلية لا تظفر بأي إقناع، كأن صُناع الفيلم تكالبوا للوصول إلى أسوا عرض ممكن لرواية كينج. فاغتنم الفيلم غضب المشاهدين بجدارة، ولم يدخَّر النقاد جُهدًا ليُوبلوه بتقييماتهم السلبية وتعليقاتهم القاسية.

3- Geostorm:

إعلان كما يقول الكتاب؛ يفيض بكل ما هو مثير ويوحي بضخامة الإنتاج. لقطات تُجسِّد كوارث متلاحقة تقع مُجهزة على العالم بما فيه، بينما يفِّر الناس بكل ما أوتيوا من سرعة للنجاة بحياتهم. إعلان الفيلم لم يشمل كلمة واحدة تُقال، بل لقطات تستعرض الكوارث التي تتوالى وفي خلفيتها أغنية مُحزنة، فتتسع عيناك بينما تتابع الأمر متسائلًا عن كنه ما يحدث. كما أشار الإعلان في لقطاته لأبطاله المهمين: جيرارد باتلر والجميلة آبي كورنيش والمخضرم إد هاريس، فضلاً عن مشاركة النجم المصري عمرو واكد في بطولة الفيلم، ليكون عامل إثارة أكبر بالنسبة لنا.. وأخيرًا يأتي الفيلم ليتصدر قائمة كوارث العام، مواجهًا صعوبة في تغطية ميزانيته بالإيرادات التي يجمعها. فيرى المشاهدون أنه فيلم مُبتذل لم يقدم جديدًا، بينما يبرحه النقاد ضربَا بتقييماتهم إن جاز التعبير.

2- Ghost in the Shell:

أحد خداعات العام القاسية كان هذا الإعلان، حيث امتلأ بخلطة عجيبة لا يمكن مقاومتها، بدايًة من غموض عوالمه المستقبلية وكائناته، مرورًا بمطاردات مثيرة ومواجهات جحيمية تتناثر بين لقطاته، ونهايًة بنجمته التي يحبها الجميع سكارليت جوهانسون في مشاهد حركية مفعمة بالطاقة. هذا غير الاستناد إلى نجاح الفيلم الرسومي القائم على ذات القصص المصورة من إنتاج 1995، والذي ظفر بمحبين كثيرين حينها.. ثم نٌبتلَى في النهاية بفيلم لا يسمن ولا يغني من جوع، حبكة تائهة تمامًا لا تعرف ماذا تريد، وشخوص لا يعلق منها شيء في ذاكرتك، وأحداث تتلاحق لا تهتم لها، لأنها تجهل ما تحاول حكايته. الفيلم سيء ويُعَد وجبة إملال دسمة، رغم ما يتمتع به من عناصر كانت قادرة على إنقاذه بقليل من الجهد. فلم ينل الفيلم رضا كبير من نقاد أو جماهير.

The Snowman:

أقسى خداعات العام على الإطلاق. إعلان الفيلم كان مُريبًا، مرعبًا ومثيرًا لفضولك إلى أبعد حد، فأخذت لقطاته تستعرض لنا أفعال سفاح مجنون لا يعرف الرحمة، ولا يتوانى عن الظفر بضحاياه، تاركًا خلفه رسائله التي يؤكد بها خطورته. مع علمك المُسبق أن مخرج الفيلم هو توماس ألفريدسون صاحب فيلم الرعب المتميز "Let The Right One in"، تحت قيادته نجوم مثل مايكل فاسبندر وريبيكا فيرجسون وجي كيه سيمونز، مع لقطات الإعلان التي تصوّر ضحايا تقع في فخاخ السفاح، وقتلى تركَ عليهم علماته.

كل هذا جعل الأمر آسرًا، ولم يترك لك فرصة لمقاومة الإعلان وأجوائه المُحكَمة.. لكن يأتي الفيلم بعيد كل البُعد عن الإحكام، فينشغل بسرد فرعيات طيلة أحداثه لا شأن لك بها ولا شأن لها بموضوع القصة، فيستحوذك الملل لحظة بعد لحظة، وتتابع الفيلم بينما يضيق صدرك بسؤالك عن الإثارة التي غمرتك وأنت تشاهد إعلانه. الفيلم جانبه التوفيق تمامًا في سرد أحداثه، وأطاح بكل عناصره التي كانت واعدة بالإثارة، ليدفنها في تفاصيله الكثيرة التي تفتقر لأي أهمية. ثم يلكمك بالقاضية في التواءته السخيفة بنهاية الأحداث، وهي التواءة لا مبرر أو منطق لها، لأنه لم يترك لك ربع فرصة لمحاولة التفكير بها وأقحمها من اللامكان. الفيلم سيء حد السخافة، ومن المُخجِل أن ينعم بكل هذه العناصر، ليكون نتاجه مثل هذا الذي شاهدناه! فكان من المنطقي أن يغتنم الفيلم سخط الجماهير بسهولة، وأن تنهال عليه سياط النقاد بلا هوادة.


وصلات



تعليقات