هل نجح أبطال مسلسل "الطريق" في صراع الزمن على فيلم "الشريدة"

  • مقال
  • 01:39 مساءً - 12 يونيو 2018
  • 3 صور



فيلم الشريدة ومسلسل الطريق

اتجه العديد من الكتاب، والمخرجين مؤخرا إلى تقديم أعمال تلفزيونية مأخوذة عن أفلام شهيرة تم عرضها سابقا، وتحويل الساعتين إلى ثلاثة وعشرون ساعة، أشهرهم فيلم الطوفان، والعار، الكيف، ووضع الجمهور والمشاهدين مقارنات كثيرة، وزاد الاهتمام بالمتابعة لتلك الأعمال، التي نجح بعضها في سرد الحكاية، وخفق البعض الأخر.

وكان من بين تلك الأعمال التي تحولت من عمل سينمائي طويل، إلى مسلسل تلفزيوني مسلسل طريق، الذي خاض السباق الرمضاني هذا العام 2018، والمأخوذ عن رواية للكاتب الكبير نجيب محفوظ، قُدمت في ثمانينات القرن الماضي، وقبل 38 عامًا، بفيلم روائي تحت عنوان الشريدة، والذي يعد من أشهر أفلام تلك الفترة.

وما بين الشريدة والطريق تظل المقارنة القائمة أيهما أفضل المسلسل أم الفيلم؟! وهل استطاع أبطال مسلسل طريق السوري عابد فهد، والممثلة اللبنانية نادين نسيب، والمخرجة رشا شربتجي، مجارة أبطال فيلم الشريدة الفنان القدير محمود ياسين، والنجمة الكبيرة نجلاء فتحي، والمخرج أشرف فهمي، بنفس القوة والقدرة الفنية.

ففي مسلسل طريق نحن أمام القصة ذاتها، ولكن في الحقبة الحالية، ومع إضافة بعض الشخصيات الجديدة، فالقصة تدور حول علاقة عشق بين حبيبين ينتميان إلى طبقتين مختلفتين فكريًا واجتماعيًا، ومع تحول علاقة العشق والحب هذه إلى زواج، تبدأ الاختلافات والتي توجد بينهما في الظهور أكثر وأكثر، وتؤثر على زواجهما.

وقد احتفظ المسلسل بشكل كبير بروح القصة ذاتها في جوهرها، وسياقها، ونجح أبطاله في مزج الجو العام للرواية بالجو العام الحالي، في الوقت الذي زاد التفاعل أكثر مع شخصية جابر (عابد الفهد) عن فتحي (محمود يس)، وتعاطف معه الجمهور بشكل أكبر وتأثر أكثر، وخاصة مع الاعتماد الشديد على رومانسيته وطريقة تعامله مع أميرة بعكس تعامل فتحي بفيلم "الشريدة" مع ليلى.

  • "أميرة" في المسلسل تنتمي لعائلة فقيرة مكونة من أختين وأم أرملة، يعيشوا جميعا في بيت صغير، ودخلهم الوحيد من محل ومحطة وقود صغيرة، في حين "ليلى" بالفيلم تنتمي لعائلة فقيرة أيضا، حيث تعيش مع خالها وزوجته.

    نجلاء فتحي (ليلى)، نادين نسيب نجيم (أميرة)

  • وإذا ما قارنا بعض المشاهد بعينيها في المسلسل والفيلم نلاحظ أن هناك بعض التطويل في عرض الموقف الدرامي بالمسلسل عن الفيلم، مع الأخذ في الاعتبار أن الكتابة الدرامية في العملين تختلف.

فعلى سبيل المثال مشهد الحمل بين أميرة وجابر بالمسلسل جاء طويلا بعد الشيء، وأكثر رومانسية، في الوقت الذي لم يتعدى الدقائق المعدودة وكان افتتاح للفيلم بإجهاض الزوجة ليلى نفسها بعد الاختلاف الكبير بينها وبين زوجها فتحي.

  • قد تكون ملابس شخصيتي (جابر وفتحي) متقاربتان نوعا ما، في التصميم والألوان، وقد صرح فهد، في لقاء أجراه معه الإعلامي السعودي علي العلياني، في برنامج “مجموعة إنسان”، أنه استوحى الإطلالة من مذيع قناة “العربية” الإعلامي الفلسطيني محمد أبو عبيد.

محمود يس (فتحي)، عابد فهد (جابر)

  • شخصية سوسن، وشخصية رغدة وطريق عرض العلاقة بين الاثنين والزوج بالفيلم والمسلسل، وكيف كانت علاقة فتحي بفتاة الليل سوسن "نبيلة عبيد"، وعلاقة جابر برغدة، والغيرة التي اشتعلت في قلب ليلى وأميرة جراء تلك العلاقة.

  • اختلاف المرض بين الحالتين فجابر مصاب بمرض تنفسي بالصدر، في حين فتحي مصاب بالكلى، ولكن على نفس الخط والسياق، امتدت نفس الفكرة بالعملين.

  • إضافة بعض الكوميديا على شخصية جابر، والتي اعتبرها البعض إضافة جيدة في مكانها الصحيح، خاصة أنها زاد من انطباعات الجمهور وتعاطفه مع أميرة في بعض الأحيان، خاصة المشاهد التي ظهر فيها جابر يتعامل بعفوية زائدة، وجهل بالأمور، أدى إلى حرج أميرة الشديد في هذه المواقف، في الوقت الذي بعد الفيلم عن تلك المشاهد ولم يعتمد عليها كاتب السيناريو أحمد صالح، بشكل كبير، وعرضها في مشهدين ع الأكثر بمكتب المحامية "ليلى".

  • شخصية "سهام، ورقية" التي قتلت زوجها، وتولت "أميرة، ليلى" الدفاع عنها، لم تسردها الكاتبة سلام كسيري ضمن أحداث المسلسل بشكل واسع بل اكتفت بأن تشير لها ضمن إحدى قضايا المحامية "أميرة"، في حين وجدت المحامية "ليلى" بفيلم الشريدة نفسها فيها، واستحوذت على عدد كبير من مشاهد الفيلم.

  • ويتبقى مشهد النهاية، الذي أكد على ندم الزوجة، بعد وفاة الحبيب والزوج بفيلم الشريدة، فهل سيوافقه في الحكي مشهد النهاية بمسلسل طريق؟.




تعليقات