تقرير | ترشيحات ﻷفلام قوية عن الكآبة والحزن... تستحق المشاهدة

  • ملف
  • 04:59 مساءً - 9 سبتمبر 2018
  • 16 صورة



الفيلم السادس: Enemy

تاريخ الإنتاج: ۲۰۱۳

أعلم ما ستقولونه؛ "أليس هذا فيلمَ غموض؟"، هذا صحيح، إنه فيلم غموض بالمقام الأول، لكنه كذلك شديد الكآبة في أجوائه، وفي العالم أصفر اللون الذي تدور فيه الحكاية. هُنا الأجواء الكئيبة هي كل شيء، الفيلم يخلو تمامًا من أي الحزن على صعيد القصة، لكنه مُناسب جدًا كفيلم يحمل ثيم كئيب تدور فيه الشخصيات، خاصةً في النصف الأول من العمل، لكن هذه الكآبة تقل تدريجيًا في النصف الثاني بحلول التشويق محلها، إلى أن تنتهي القصة على مشهدًا يُصنّف الفيلم كفيلم "غموض" أولًا وأخيرًا.

من الأشياء الممتعة في هذا الفيلم المناظر أو الـ Landscapes التي اهتم بها كثيرًا "دينيس ڤيلنوڤ" حتى يخلق ما يشبه الـ(عالَم) الباهِت الكئيب لفيلمه: كادرات البنايات الشاهقة المرتفعة في قمة متعتها البصرية هُنا، وهي أكثر من مُناسبة للاستخدام كـ Cover للبروفايل الشخصي على فيسبوك!


الفيلم السابع: Ratcatcher

تاريخ الإنتاج: ۱۹۹۹

"رايـت كاتشَر" هو الفيلم الروائي الأول للمخرجة الاسكتلنديّة الموهوبة "لين رامزي"، وهو ينتمي لصنف -أدبي الأصل- يعرف بـ"الواقعية الشِعرية". القصة تدور في مدينة "جلاسكو" أكبر مدن اسكتلندا، حيث صبي يجد نفسه قد تسبب في مقتل صديقه غرقًا أثناء لعبهُما في النهر الموجود تحت بيتهما (هذا يحدث في الخمس دقائق الأولى من العمل)، لكنه لا يُعير الأمر اهتمامًا أكثر من صدمته اللحظية. يستكشف بعدها حياته ويتعرّف على الأصدقاء ويُتابِع مشاجرات والداهُ، ويعيش في حالة من الاندهاش الدائم مما يراه حوله في عالمه، كما لو كان يحلم أو أنه مُنوّم مغناطيسيًا.

القصة رغم تراجيديّتها قليلًا، إلا أنها محكيّة بحسٍ شاعريٍ ثقيل. والكآبة الموجودة هُنا ليست في القصة ذاتها على الإطلاق، إنما في طريقة تقديمها وموسيقاها التي تُحفَر في الذهن، وفي مساحات الصمت والشاعرية والتشاؤم الظاهر على وجوه الشخصيات، وبُهتان الألوان بالكادرات. كما أن مواقع التصوير ذاتها قرب المستنقعات والأنهار، وفي البيوت المهجورة والحقول الطويلة، ساعدت في خلق هذا الجو القاتم للعمل.

هناك ڤيديو على اليوتيوب باسم 'Ratcatcher - Rachel Portman' فيه مقطوعة موسيقى الجيتار التي ظهرت في مشهد الفيلم الختامي، هي أربع دقائق ونصف من الجمال الذي ليس له مثيل..


الفيلم الثامن: The White Ribbon

تاريخ الإنتاج: ۲۰۰۹

من أصعب التجارب الفيلمية التي اختبرتها. فيلم المخرج "مايكل هانكه" الحاصِد لسعفة "كان" الذهبية هذا، يحكي عن مجموعة من الأحداث التي تحصل لأولاد قرية ألمانية قبل شهورٍ قليلة على بداية الحرب العالمية الأولى (وهو ما يعني بداية ظهور النازية). الشيء المشترك في هذه القصص أنها ممُارسات متطرّفة في حق الأطفال. وكنتيجةً لذلك، نرى بذور ما يمكن أن يكون ولادة جيل كامل مُشوّه نفسيًا لا يعلم ماذا يعني مصطلح "سوي". الفيلم مُصوَّر بالكامل بالأبيض والإسود ليُناسِب مدى قتامة وقسوة الحكاية التي سيلقاها المُشاهِد. وهو هذا النوع من الأفلام الذي يجعلك تُفكّر كثيرًا فيها ويُرهقُكَ بأحداثِها التي تعصف وتؤرق الذهن أثناء عملية المُشاهدة، وقد يستدعي الكثير من الذكريات الطفولية، للدرجة، ربما، التي لا تستطيع معها إكماله حتى النهاية!


الفيلم التاسع: Mary and Max

تاريخ الإنتاج: ۲۰۰۹

صراحةً، احترت ما بين وضع هذا الفيلم أم فيلمان آخران أنيميشن هُم أيضًا يُعتبروا شديدي العاطفيّة والحزن (فيلم إستوديو لايكا "Kubo and the Two Strings" وفيلم إستوديو جيبلي "Grave of the Fireflies")، وقد اخترت هذا الفيلم بدلًا عنهم لأنه "كئيبٌ وحزين" على عكس الاثنان الآخران الذي تغيب عنهم الكآبة، وإن كانت قصصهم أكثر حزنًا وعاطفية. "ماري آند ماكس" يحكي عن علاقة صداقة غير تقليدية على الإطلاق تتم عن طريق المُراسلة بين رجلٌ في نهاية الأربعينات من عمره وبين طفلة لم تُكمِل عامها التاسِع. الرائع في الفيلم ومكمن الكآبة كُلّها هو قصة "ماكس" ورسم أبعاد شخصيته سهلة التعاطف معها. كما أن تصوير الفيلم مرةً بالأبيض والإسود (الجزء الذي يظهر فيه حياة ماكس)، ومرةً بالألوان الباهتة ساعد كثيرًا في خلق أجواء العمل. فيلم فيّاض بالمشاعر وشديد التأثير والمكوث في الذاكرة رغم أن روحه كوميدية تمامًا.


الفيلم العاشر: Blue Valentine

تاريخ الإنتاج: ۲۰۱۰

هذا الفيلم لا يوصَف بالكلمات. حين انتهيت من مُشاهدته في الثالث عشر من مايو الماضي، لم أرغب بكتابة شيءٍ عنه أو التمادي بالتفكير فيه، لأني لو فعلت لكانت المساوئ أضعافٌ مما حصلت. لا أتخيّل نفسي أبدًا بإمكاني مُشاهدة "بلو ڤالانتــاين" مجددًا ولا حتى لقطاتٌ مِنه، لما سببه لي من ألم داخلي هائل. من أقسى تجارب مُشاهداتي للأفلام، وأول ما أتذكّرها عند السؤال: "فيلم حزين؟". لا أريد ذِكر شيئًا من القصة لأن الأمر سيكون أفضل بكثير إن شاهدتموه -إن لم تكونوا قد فعلتهم مُسبقًا- دون معرفة شيئًا عنه. لكن يكفي القول أن مُشاهدة هذا الفيلم بعد تجربة حب مؤلمة مثلًا، كفيلة بأن تقلب حياتِك جحيمًا. لذلك، رجاءً لا تُشاهِدوه في هذا التوقيت.

بالمُناسبة: المخرج الأمريكي "ديريك كيانفرانس" قدّم بعد ست سنوات من صناعته لهذا الفيلم، فيلم آخر به جرعة ثقيلة من الكآبة يعرف بـ(The Light Between Oceans).




تعليقات