تراب الماس.. جملة انتقادات لأسطورة نجاح ينقصها الفشل!

  • نقد
  • 12:50 مساءً - 2 اكتوبر 2018
  • 1 صورة



انطباع جذاب يأخذك .. دون وعى وللوهلة الأولى عندما يلمح بصرك سريعًا أو تنغم أذنيك فيلم من تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، أسماء ملفتة تثير الانتباه والتوقف.

فيلم تراب الماس أو رواية تراب الماس أولًا، هى رواية ملموسة ومجسدة عند قراءتها في الأصل، وعند تحولها إلى فيلم حققت أسطورة نجاح متكاملة.

"تراب الماس"، أحداث مثيرة، صورة كئيبة باهتة، لكن جذابة ومشوقه خلطه من التأليف والإخراج والموسيقى تؤدى حتميًا إلى النجاح، صناع وممثلو فيلم "تراب الماس" يجبروك على المشاهدة بكل شغف وتدقيق.

وبمجرد سماع أسماء أبطال الفيلم، يدخلك في جو القصة وتعيش مع أبطالها "طه حسين الزهار" "السيرفيس" "العقيد وليد سلطان" "محروس برجاس" " حسين الزهار"... كلها أسماء شخصيات تشعر أنها تعيش معك، تشعر أنك تعرفها من قبل شخصيات مجسدة في الواقع.

قصة وإثارة تجبرك.. قصة تثير الجدل وتدعو للتساؤل، تناقش قضية مجهولة في حكمها محتومه في أصلها، هل حقًا معاقبة البشر الفاسدين والمخطئين تتم بأيدي بشر مثلهم أيضًا؟ أم أن المخطيء والفاسد يجب أن يحاسبه القانون فقط؟ وهل من حق البشر معاقبة بعضهم البعض؟ ومن يأخذ حق الضعفاء؟ وماذا إذا كان لا يوجد تطبيق للقانون وإن من كان يتحدث بإسم القانون هو من يخونه ويرتكب بإسمه جرائم مهينة وعديدة واضحة وخفية! في حقيقه الأمر قد تنقسم نفوس البشر إلى نوعين، الأول: وهو معاقبة الجاني والفاسد انتقامًا منه وأخذ حق الضعفاء و المظلومين منه بأى طريقة ما.. وهذا وفقًا لتطبيق مقولة "الجزاء من جنس العمل"، أما الرأي الثاني: وهو معاقبة المجرمين والفاسدين "الذين يسعون فى الأرض فساداً" بالقانون ومجراه، مهما كانت من روتينيات القانون وثغراته وعجزه، ولكن في النهاية يبقى القانون هو القانون، ولابد أن نلتجئ إليه ويحكمنا لأننا بشر "مش حيوانات عايشين في غابة".

وسواء كان أي رأي ومدى تبريره لوجهه نظره، فقصة "تراب الماس" تثير التساؤل والجدل والمناقشة حول معاقبة الفاسد والجاني بيد من؟ كانت مذكرات والد "طه" "حسين الزهار" جاءت لتعلمه وتفتح له بوابة جديدة وتطلعه على المزيد من الأسرار والخفايا وفهم أصول الحياة على حقيقتها ولتصدمه أيضًا بحقيقه أبيه وأنه ارتكب عدة جرائم منذ طفولته ولكن تحت مبرر ودافع لكل جريمة!

وبالرغم من جمال القصة وتوازنها، إلا أن أى قصة لا تخلو من انتقادات ومناقشات، وهو ما تعرض له فيلم "تراب الماس"، فعلى الرغم من الانتقادات الموجه للرواية، إلا ان رواية "تراب الماس" رواية متكاملة في نجاحها وتوازنها ينقصها الفشل! نعم! والفشل هنا هو عامل من عوامل النجاح!

أبطال نجوم تبهرك.. "تراب الماس" فيلم يجمع عدة أبطال، وكل بطل نجم على حدة، متميز في دوره، شديد الحرص على نجاح العمل ككل، آسر ياسين، منة شلبي، ماجد الكدواني، إياد نصار، محمد ممدوح ، صابرين، أحمد كمال، عزت العلايلي، بيومي فؤاد.. الخ من النجوم، وكل ممثل متحمل مسؤلية الفيلم قبل نفسه، ثم تأتي دور الموسيقى التصويرية للفيلم لتكتمل إبداع اللوحة الفنية، موسيقى هشام نزيه تهييء الجو النفسي والدرامي وتصنع الضغط العصبي للمشاهد من شدة إتقانها لكل مشهد..

نهايه مفتوحة حتمية متوقعة.. نهاية فيلم "تراب الماس" جاءت نهاية مفتوحة تجعلك تسرح بخيالك، وتضع نفسك مكان بطل الفيلم "طه حسين الزهار" لو كنت مكانه، ماذا أفعل؟ هل سيصبح "طه" هو محامي الكون ومنصف المظلومين والمسؤول الأوحد عن معاقبة أي فاسد أو مجرم عن طريق البودرة السحرية، بودرة أبيه، بودرة تراب الماس؟ هل "طه" سوف يسلك طريق أبيه ويكمل رحلته في التخلص بكل هدوء وسحر من الشر بكل صوره؟

أم أن "طه" ومن قبله والده هم الجناة والقتلة، ولكن بشكل غير مباشر أو بشكل له تبرير وهدف سامي، وهو الانتقام من كل فاسد وظالم ومجرم حتى لو كان الخلاف شخصي أو خلاف عام! "طه" ماذا يفعل وذلك بعد أن وجد من يحفزه ويسانده ويبرر له ويساعده في مشواره وهى "سارة" على أي حال، فهى نهاية مفتوحة وأي رد فعل له تبرير وجدل!

وصلات



تعليقات