"لو بلـوم" يُعلِّمُكَ كيف تصبح ناجحًا في عملك في تِسعُ خطوات

  • مقال
  • 02:09 مساءً - 18 فبراير 2019
  • 4 صور



تشعر بالإخفاق أحيانًا وتريد النجاح في عملك (أيًا كان ما هوَ)؟ "لو بلوم" من فيلم (Nightcrawler) يعطيك نصائح لكيفية أن تكون شابًا معاصرًا ناجحًا في حياته الوظيفية.

أولًا: كُن جريئًا، ولا تخف

إن كنت تريد الوصول إلى أيُّ شيءٍ من أهدافِك، لا بد والتحلي بالثقة بالنفس وأن تكون جريئًا (كن جريئًا قدر المستطاع!). الجرأة هامة في السبق على الخطوات التي لن يقوم بها زملائك. هامة في كل الخطوات اللاحقة التي تستلزم أن توجد فيك حتى تنجح.

إن كنت شابًا خجولًا أو ممن يخافون الأشياء البسيطة أو حتى الكبيرة، عليك بإيجاد حلٌ ما للأمر. الخوف سيتسلل إلى أعماقِك وسيوقِفُكَ عن عمل أبسط الأشياء، عليك أن تكون زعيمًا!

يقول لك "لو" أن الخوف (FEAR) يرمز إلى "معلومات خاطئة تبدو حقيقة" (False Evidence Appearing Real).

ثانيًا: كُن ذكيًا؛ ثقف ذاتَك، واطَّلِع على كل شيء

«لم أحظَ بما تسميه تعليمًا رسميًا، ولكن يمكنكِ إيجاد أي شيء إن بحثتِ بعمق..»

- لو بلوم

فلنتخيّل أنّك تعمل اﻵن في بنك، وعدد الموظفون -زملائك- الذين يحملون عنوان وظيفتك كثيرون. كيف تعتقِد أنك ستتفوق عليهم في العمل؟ كيف يمكن فعلًا تحقيق ذلك؟

الإجابة بسيطة: عليك أن تتفوق عليهم معرفيًا. نحنُ في عصرٍ أصبح على أيُّ شخصٍ بمتناوله معرفة كل شيء بالعالَم، والإنترنت لم يدع شيئًا صديقي. عليك أن تكون نهمًا على قراءة الأبحاث والمقالات عن الأشياء التي ربما تُهم وظيفَتِك. عليك أيضًا أن تثقف نفسَك في مجالاتٍ أخرى كعلم النفس والاجتماع، أو أن تقرأ عن كيف يقوم الناس بالعمل تحت الضغط. شاهِد أفلامًا عن الأرقام والبنوك، وعن الأزمات الاقتصادية العالمية التي حدثت عبر التاريخ. أنتَ تعلم ماذا يجب عليك فعله، كُن ذكيًا فحسب.

ثالثًا: كُن -قدر المُستطاع- طموحًا..

الشغف حُلو، الهدف ضروري، والطموح قد يكون الأهم.

دعنا نفترض أنّك تريد التميُّز، إن كنت كذلك يجب أن تضع الطموح في أول أولوياتِك. في الحقيقة الطموح لا يُكتَسب من العدم، الشخص الطموح هو شخص ينظر لنفسه جيدًا ولا يتمنى أبدًا قراءة مُذكّرته الخاصة، ويجد أهدافهُ المستقبلية فيها قليلة.

اسع لأهدافٍ كبيرة.. "لو بلوم" يفعل ذلك، طموحه في السماء. لا ينتظر أن يصل لهدفٌ ما حتى يشرع بالبدء في ما يليه.

قد يكون الطموح شيءٌ صعبٌ اتخاذه إن كنتَ تريد حياةً ناجحة تقليدية، لكن انظر لما فعله "لو"؛ كيف تظن أنّه حقَّق كل هذا؟ ألَم يكن دافعه الرئيسي أنه كان شخصًا طموحًا للغاية؟

ومع الـ"طموح"، يجب أيضًا أن تُزيد من النظرة الفردية لَك مِنها للجماعية؛ لأنَك أنتَ من تحلُم في النهاية.


«عذرًا سيدي؟ إنني أبحث عن عمل. في الواقع، قررت إيجاد مهنة يمكنني تعلُّمها وإتقانِها جيدًا. مَن أنا؟ أنا عامل مجتهد، أضع أهدافًا عالية، ويُقال لي أني مُثابر. أنا لا أخدع نفسي يا سيدي، ترعرعتُ مع حركة حب الذات التي كانت شعبية جدًا بالمدارس، وكنت أعتقد حينها أن حاجتي تؤخَد بعين الاعتبار. لكني أعرف أن ثقافة العمل اليوم لم تعُد ترتكز على التفاني للعمل الذي وعدوا به الأجيال السابقة. ما أعتقده سيدي، هوَ أنّ الأمور الطيّبة تأتي لهؤلاء المتفانون في العمل، وأن الأشخاص أمثالَك الذين بلغوا قمة الجبل لم يبلغوه صُدفةً. شعاري هو: "إن أردت الفوز باليانصيب، عليكَ أن تكسب المال لشراء البطاقة"..»

رابعًا: ثلاثة أشياء مطلوبة: الكَدّ في العمل، الجديّة، والرسمية

إن كنت جريئًا ومثقفًا وطموحًا، لكنك لست ممن يؤمنون أن العمل الجاد والكدّ فيه يجب أن يتواجَد في دائم الأوقات، فغالبًا لن تصل لمُرادِك. العمل الجاد يجب أن يكون أول السمات الخاصة بِك عند تقديمك لعمل جديد أثناء اﻹنترڤيو، فالأشخاص قد يملأهم العيوب والصفات السيئة، لكن حينما يتعلق الأمر بالعمل، شيئًا واحدًا فقط هو المهم.

وإن اخترت أن تكون جادًا بالعمل (Hard Worker)، اختر أن تكون جديّ (Serious) أيضًا، سيوفر ذلك عليك الكثير من الأوقات التي يمكن أن تضيع في الحديث والمزاح الذي لا فائدةً ولا مالٌ سيجنى منه.. نحن نفترض أنك تريد النجاح فعلًا، وهذه هي خطوات العميل. صدقني، لا نريد أن نعقدك نفسيًا!

أما إن كنت شخصًا ذو طموح هائل يضع أهدافًا عالية (كحال "لو")، اختر أن تتعامل مع زملائك بشيء من الرسمية (كحال "لو"). سيقرّب ذلك الصورة لمن حولك عن مدى جديّتك ورغبتك بتحقيق هذا الهدف. المصلحة يجب أن تكون في مقدمة اهتماماتِك، لا الأشخاص. الأشخاص مهمون ويجب الاكتراث لحالهم بالتأكيد، لكن ليس فوق المصلحة!

خامسًا: اعرف عملك جيدًا

ستعمل بالمطافئ، بالصحافة الإلكترونية. ستعمل في الأخشاب حتى، يجب عليك معرفة صميم صنعِتك لأن سيتوقف على ذلك أشياءً أخرى كثيرة بعدها. دعنا فقط نقُل أنّك "لـــن تُبـــدِع" إن لَم تعلَم عملك جيدًا.

ومعرفة عملك يشتمل معرفة طاقِم عملك من أصغر عامل حتى رئيسَك (اعرف ماذا يحبون ويكرهون، تاريخهم، دوافعهم، رغباتهم..)، اعرف اللُعبة جيدًا، حاول أن تعلم كل شيء بخصوص هذا العمل، ومِن أي وسيط تجده أمامَك. تحرّى عن الجميع!

لو بلوم مثلًا حينما واجه "نينا" (رينيه روسو) في الدقيقة الحادية السبعون من الفيلم، حين كان يعرض عليها الشريط الذي سجّله لعملية اقتحام البيت من الرجلان المكسيكيان، كان يعلم جيدًا ماذا تريد هذه المرأة في هذا الوقت بالتحديد من حياتها المهنية مع القناة. كان عالمًا -في هذه اللحظة بالذات- من أين تؤكَل الكتف. هذا شيء، قام أيضًا ببعض الـبحث عن الوظائف والاستخدامات المتعددة لأحجام اللقطات وأنواع العدسات في التصوير، حتى يُطور من أسلوبه في تسجيل الحوادث. وكان يتابع القنوات التلفزيونية ويعلم ما الذي يمكن أن يجعل الأشخاص تتابع قناةً معينةً أكثر من غيرها، وغيرها من أشياء. هكذا عَمِلَ على "معرفة" وظيفته.


سادسًا: خِطط مُسبقًا لكل شيء، واهتَم بالتفاصيل

من الصعب أن تجد الأشخاص الناجحة تسير وفق خطط عشوائية غير منظمة. عادةً ستجد جداولهم دقيقة، وخططهم المستقبلية مرسومة بمنهجية محددة.

فلنتخد "لو بلوم" على سبيل المثال؛ التفاصيل الصغيرة كوجود "أعمال بناء" في أحد الطرق التي ستُقلل من احتمالية وصول سيارته لموقع الحادث. خذ مثلًا الحادثة الكبيرة الشهيرة بختام الفيلم، وتأمّل كيف بدأت، وكيف تتابَعت. الرجل كان يلعب بالشرطة كأنها دمىً في يده! لأن كل شيء كان مخططًا سلفًا منه، حتى احتمالية أن كل شيء يُفسَد (بسبب أن يكون رفيقك في العمل شخص لا يأبه إلا بالنقود مثلًا، ولن يستيقِظ من سريره سوى للنقود) كان يعلم تمامًا ماذا سيفعل تجاهها.

مشهد الإنترڤيو بالنصف ساعة الأولى أيضًا يقول الكثير عن شخصية "لو" فيما يتعلق بأهمية التخطيط لكل شيء (التخطيط حتى للسعر الذي سيعرضه حينما يرفض "ريك" اتخاذ مدة العمل كفترة تدريبية بلا مقابل مادي).

هذا رجلًا الصدفة لا تصل لبيته، هو يصنع قدرُه بنفسه!

. . .

لو يتحدَّث . .
«يروقني كيف تعاملتِ مع "فرانك"؛ لم تخففي من حدة الحقيقة أو تخفيها، أظن أن تحديد هدفِك بوضوح أهم من محاولة عرض أفكارِك بطريقة غير اصطداميّة..»
-الدقيقة ۳٥'
«لا توجد طريقة أفضل لتحقيق أمن الوظيفة مِن أن تجعل نفسك موظفًا لا يمكن الاستغناء عنه..»
-الدقيقة ٦٦'
«ربما كان عليكَ تعلُّم مهارة جديدة تجعلك أكثر نفعًا، وتضعنا على مسار التطور..!»
-الدقيقة ٦٦'
«اسمع يا ريك، وفق الدراسات، وجدوا أن الأنظمة التي تعتمد على التعاون، من مجموعة سمك، أو حتى فريق هوكي محترف مثلًا، حدد الخبراء أن التواصل هو المفتاح الأول والوحيد للنجاح»
-الدقيقة ۳۱'

. . .

سابعًا: كن لئيمًا

تذكر أننا في النهاية نستعرض فلسفة ونصائح "لو" وحدها، وقد تعترض على مدى قرب هذه الأشياء التي حصلُت بالفيلم بالواقِع. لكن على أية حال إنها أفكار!

لا أقصِد باللُئم هنا أن تكون وغدًا (كما هو موجود بالفعل في إحدى جوانب شخصية "لو")، لكن ما أقصده بالظبط أن تكون لديك قدرة معقولة على اختلاق الحكايات وإقناع الناس بها (طالما هي مفيدة في العمل).

إن أردت اختلاق حكايةً ما، من الجيد معرفة كيف تقوم بذلك، وأعتقد أن "لو" فعلها بطريقةٍ أستاذية.

لا تتبع "لو" في كل شيء فعله، وإلا سينتهي بِك اﻷمر في السجن! لا أقول إنه شخصية عبقرية يجب على الجميع السير على خطواتِها، لكنه حقًا هذا الشخص الذي ستثيرك بعض جوانبه التي -ربما- لن يعمل العالم اليوم إلا بِها.

ثامنًا: علّم نفسَك بنفسِك، وقُم بالكثير من الأبحاث على "الإنترنت"

وهذه قد تكون أهم متطلبات الشاب العصري الناجح في وقتنا هذا. يجب عليك -وكما "لو"- تعليم نفسك وعدم الانتظار أن تأتي فترة أو يأتي شخصًا ليُفيدك.

كيف تعلّم نفسِك؟ من خلال الإنترنت، اليوتيوب، التواصل مع أشخاص على «فيسبوك» أو مواقع التواصل الأخرى. من خلال القراءات، المُشاهدات.. افعل كل ما يمكن فعله. من خلال البرامج التدريبية (Courses) على الإنترنت. وأيضًا من خلال المحاولات المستميتة لمعرفة الأشياء والتفاصيل حول وظيفتك.

وبعيدًا عن تعليم نفسك، يُفضّل أن تكون سريع التعلم.. كحال "لو"! تعلم من أخطائِك ولا تكررها، انتقل سريعًا من خطوة لخطوة أكبر.


تاسعًا: كُن لَبِق اللسان، هادئًا، متحكّمًا

كثيرون يفتقدون هذه الصفة. الحديث من أهم الأشياء التي تميّز الشخص، وهناك الجملة الشهيرة "تكلَّم تُعرَف". لذا، لا تكن وقحًا، كُن مؤدبًا. لا تستخدم الشتائم المجانية، لأنها تكون رائعة للغاية إن وظّفت صح! حاول التقليل قدر الإمكان من الشتائم حتى تتميّز بسُمعة طيّبة بين الأصدقاء والزملاء.

اعمل أيضًا على تواصلك مع الناس من خلال الكلام. أُحب أن أعتقد أن "لو" شخص خسيس ومُنحط للغاية صادف برنامج فعالًا لتطوير اللغة والقدرة على الكلام! رسميته الزائدة تلك وحديثه بنبرة تحفيزية كما لو كنت تقرأ كتابًا للتنمية البشرية لم تأتِ من فراغ. حتى حينما يريد أن يستهزأ من غيره، يقولها بطريقة مستفزة مؤدّبة ولَبِقَة. لاحظ مشهد رفضه لعرض "جو لودر" (بيل باكستون) منهيًا حديثه بابتسامته اللئيمة المعهودة: "شكرًا على عرض المنصب عليّ، لكن العمل لحسابي يتناسَب أكثر مع مهاراتي وأهدافي المهنية"، وبعدها "استمر في الحديث هكذا كما لو كان شيئًا يهمني، لكنه لا يهمني!" و"أرغب بالتقاطِك بأذنيك اﻵن وأصرخ عليك قائلًا: 'لا يهنمي اﻷمر!' بدلًا عن ذلك، سأعود إلى منزلي وسأُجري بعض الحسابات".

تحكّم بأعصابِك، لا تكن كهؤلاء الذين يثورون عند أي كبيرة تحصل لهم، تعلم التحكُّم بالذات. من المؤكد أن "لو" يفعل ذلك في حياته اليومية. صحيحٌ أن الفيلم لم يأتِ بهذه المشاهِد، لكن هذا لا يعني أن "لو" لا يقُم ببعض التمارين الرياضية وتمارين التركيز بكل صباح.

ولا تنسَ شكر الناس أيضًا؛ اشكرهم على أوقاتهم الثمينة التي يعطونها لك.. "لو" كان يفعل كل ذلك، لذلك نَجَح!

. . .

كن إبداعيًا، مثابرًا، فكّر بشكل مختلف، لا تمشِ مع القطيع، ابتدع أشياء لم توجَد ("لو" كان يبتدع حوادث كاملة لا مجرد أشياءً صغيرة، كان يخلق حاجة الغير له!). كن تحفيزيًا، استمد الطاقة من الأشخاص مِن حولِك، ثمَّ صدِّرها لهم. كن متطورًا، لا تقف في ذات البقعة المكانية لوقتٍ طويل.. تريد النجاح، صح؟

قد تتعارض في النهاية مع فكرة أنه يمكن التعلُّم الفعلي من "لو" في حياتِك، وهذا حقك. أعني، الشخصيتين الرئيستين بالفيلم ظاهرتين كأنهما اثنين من المضطربين نفسيًا أصلًا! لكن، كما قالت "نينا" بخاتمة الفيلم: «أظن "لو" يلهمنا جميعًا للوصول إلى مراتب أعلى قليلًا»، أشعرت أنه يفعل ذلك معك ولو حتى في المشاهدة اﻷولى فقط للفيلم؟

لا شيء مضمون في النهاية، يمكنك السير وفق هذه الخطوات بحذافيرها والفشل؛ ﻷنّك لست "لو" ربما! (أقول "ممكن")، لكني سأضمن لك أنّك ستتعلّم شيئًا. هذه هي فلسفة الرجل، إما أن تتقبلها أو ترفضها، اﻷمر لك.




تعليقات