احمد زكي الامريكاني

لا أقصد بالأمريكاني هنا اللقب الذي اعتاد المصريون اطلاقه على الأشياء المقلدة أو (المضروبة) ولكني اقصد المعنى الحرفي للكلمة..أحمد زكي على الطريقة الأمريكية..الطريقة المحببة للمخرج (طارق العريان) والذى لم تخرج اعماله السينمائية المعدودة عن كونها اقتباسات سواء كانت لافلام امريكية معروفة (الامبراطور - Scarface ) و (تيتو - Leon: The Profissional ) أو اقتباسات لروح الافلام الامريكية (السلم والثعبان) و(الباشا). . . أحمد زكي هو الباشا..الظابط حازم الشناوي الذى يتم عقابه بسبب عنفه من مباحث المخدرات الى مباحث الاداب (وهو أمر غير واقعي بالنسبة للشرطة المصرية ولكنه جائز بالنسبة لأمريكا! ) فيفاجأ بان عمله الجديد يتلخص فى مطاردة صغار العاهرات والمراهقين خادشي الحياء العام بينما يبقى كبار القوادين والذين يرتبط نشاطهم بالعلاقات الاجتماعية والبيزنس أحرارا يخرقون القانون دون أن يطالهم العقاب..واثناء تردده على أحد الملاهي الليلية لشرب الخمر (وهو أمر أمريكى تماما فمستحيل أن يفعلها ضابط اداب فى البوليس المصري) يلتقط طرف خيط يقوده لشبكة دعارة كبيرة يراسها (جو - محمود حميدة) مرتبطة بشكل وثيق بعالم البيزنس والأموال..ويتعرف أيضا على المطربة (سارة - منى عبد الغنى) التى لا تعرف شيئا عن النشاط الحقيقي للملهي..القصة هي مصدر الجذب الأكبر فى الفيلم فعالم الدعارة وصراعاته لم يكن أبدا من موضوعات السينما المصرية المحببة (علي عكس عالم المخدرات الذي شاهدناه فى مئات الأفلام)..إيقاع الفيلم أيضا كان جيدا ومثيرا فى أوقات كثيرة..لكني لم استطع ان اتقبل النصيحة التى وجهها الباشا فى نهاية الفيلم لسارة محاولا اعطاء العمل قيمة أخلاقية فكان يكفي (العريان) أنه صنع فيلما مثيرا ومسليا. . . لا استطيع أن أصف أداء أحمد زكي فى الفيلم..فالدور لم يتطلب منه إجادة عالية كمعظم أعماله الأخري..ولكن يجب أن أبدي إعجابي بأداء محمود حميدة فى دور القواد..أداء سلس وظهور مميز ويكفيه مشهد تحقيق شرطة الاداب معه والذى خطف فيه الكاميرا تماما من الموجودين وعلى رأسهم أحمد زكي..وأداء جيد ايضا من (أشرف عبد الباقى) فى دور عامل البار..فقدم الدور بشكل جديد غير مألوف حمل حسا كوميديا لا بأس به. . . أغاني منى عبد الغنى (منزوعة الطرب) جاءت مناسبة تماما لجو الفيلم وكذلك استعراضات (عاطف عوض) وموسيقى (ياسر عبد الرحمن)..كلها مالت بالطبع للشكل الغربي ولكنها كانت لطيفة ولائقة. . . فى النهاية..فى ثاني أفلامه أكد (طارق العريان) أنه ليس مخرجا مبدعا..بل هو (صانع أفلام) جيد قادر علي جعل المشاهد يستمتع بحكاية سينمائية مدتها ساعتين دون أن يندم على وقته الضائع

نقد آخر لفيلم الباشا

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
احمد زكي الامريكاني Ahmed Shawky Ahmed Shawky 8/11 10 نوفمبر 2008