ابداع محمد خان واحمد زكي

\" موعد على العشاء \" يظهر قدرة محمد خان الإخراجية ، وإمكانياته في توظيف اللقطات الخاطفة لتعبر عن معان عميقة تخدم العمل كله ، وتفيد قضية تلك المرأة المظلومة في ذلك المجتمع ، فعندما تعجب نوال \" سعاد حسني \" بلوحة تظهر فتاة صغيرة في يد والدها ، وهما متجهان في طريق عميق ، ولا يظهر وجههما وإنما يظهران من ظهريهما ، وتحاول نوال الحصول على هذه اللوحة المعروضة في المزاد ، وسبب حرصها عليها إحساسها أنها تمثلها هي وكأنها تتجه إلى طريق غامض لا تعرف نهايته ، لذلك حاولت شراء اللوحة ، وعندما فقدتها حزنت حزنا شديدا وانخرطت في البكاء ، وقد أجاد بشير الديك في كتابة الحوار بصورة تثبت لوعة تلك المرأة وحيرتها ، كما كان لوضعه مشهد المرأة المعلقة في الشرفة بالسيناريو أثر ايجابي في تصوير الصورة النفسية السلبية على طبيعة نوال . وأكثر بشير وخان من تصوير نوال خلف حواجز وعوائق مختلفة ، مثل القضبان وزجاج السيارة ليؤكدا سيطرة المجتمع عليها ، وحجز المرأة خلف إطار من التقاليد والعادات المختلفة . ومع التعبيرية البليغة لسعاد حسني ، ونمطية الأداء لحسين فهمي ، استطاع شكري \" أحمد زكي \" أن يؤدي دورا من أفضل أدواره السينمائية ، فهو ممثل يتقن التعبير عن الشخصيات الشعبية والبسيطة ، مقدما وجها مصريا أصيلا ، يحمل كل معاناة المصري البسيط ، فهو الشاب الجندي البسيط في \" أبناء الصمت \" و\" العمر لحظة \" و \" شفيقة ومتولي \" و \" البريء \" ، والشاب الذي يعاني في الداخل أو الخارج كما في \" النمر الأسود \" و \" الحب فوق هضبة الهرم \". وأدى ادوار مختلفة لحياة بعض الشخصيات مثل \" حليم \" و \" أيام السادات \" و \" ناصر 56 \" وكلها يعتمد فيها على التعبير بالوجه ، حيث انه من أصحاب نظرية التعبير بالوجه في التمثيل ، لأنه يرى أن الوجه هو الذي يوصل كل المشاعر والأحاسيس ، لذلك فنادرا ما قبل عملا بالإذاعة ، لأنها تحرمه من إظهار التعبيرات التمثيلية بالوجه. واحمد زكي من المدرسة التي ترفض وجود دوبلير للمثل ،لأن الدوبلير يحرم الممثل من معايشة الشخصية والتمكن من أدائها وتقمصها ، لذلك حمل أنبوبة غاز مشتعلة ، وألقى بنفسه من سيارة مسرعة ، وأصر على تعلم السباحة ، عندما طلب منه المخرج محمد خان أن يستعين بالبديل في مشهد السباحة ، باعتباره لا يعرف السباحة ، خصوصاً عندما علم منه بأن التصوير سيبدأ بعد شهر ونصف . فقد اختفى حوالي أسبوعان ، تعلم فيهما السباحة وكل ذلك في فيلم \" طائر على الطريق \" ، وضرب ضربا حقيقيا في فيلم \" العوامة 70 \" ، وعندما اقتضى احد مشاهد \" موعد على العشاء \" أن ينام في ثلاجة الموتى رفض احمد زكي وجود دوبلير يقوم بذلك المشهد ، ونام بنفسه في ثلاجة الموتى بعد أن وضع الماكياج المناسب على وجهه ، وظل بالثلاجة إلى أن حضرت نوال لتكشف عن وجهه ، وتتعرف عليه بعد أن صدمه زوجها السابق بسيارته حتى يجبرها على العودة إليه ، ويتخلص من ذلك الذي أخذ مكانه عند زوجته السابقة ، فظل زكي بثلاجة الموتى الحقيقية ، واستلزم المشهد إغلاق الثلاجة عليه ، وأعيد ذلك المشهد عدة مرات وهو بالثلاجة ، وقد قال عن ذلك المشهد : \" أحسست بأن أعصابي كلها تنسحب ، وكأنما توقفت دقات قلبي وأنا أحاول تمثيل لقطة الموت ، وقد ضغطت على قدمي بشدة لأنبه أعصابي وأنذرها \".هكذا حب التمثيل والإخلاص في العمل والحرص على اخرج أفضل صورة للشخصية .

نقد آخر لفيلم موعد على العشاء

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
c'est un film sérieuse et belle omar achraf omar achraf 0/4 22 ديسمبر 2008
عندما تتكلم الصورة ...... أحمد أبوالسعود أحمد أبوالسعود 7/7 24 فبراير 2010
ابداع محمد خان واحمد زكي حربي الخولي حربي الخولي 4/5 31 مايو 2009
موعد مع الموت Sherif Hassan Sherif Hassan 1/1 23 يونيو 2016