فيلم العالم النفسي للكبار

واستطاع سمير سيف بأسلوب مزاوجة المشاهد الذى يحمل جدة غير مسبوقة بتلك الصورة فى السينما المصرية أن يحمل المشاهد للعالم النفسى لذلك الوزير حيث جاء أسلوب التزاوج بين الواقع والحلم بصورة تلغى إلى حد كبير الفواصل بينهما بدرجة أن المشاهد قد يتصور أن الحلم هو الواقع والواقع هو الحلم وفى هذا طريقة جديدة للتزاوج بينهما فعندما يستعين مخرج العمل بمشاهد خيالية أو حلمية يكون حريصا على الفصل بينهما بعدة وسائل منها مستوى الإضاءة أو التلوين أو الصوت أو الإشارة المباشرة فى الكلام حتى لا يقع المشاهد فى متاهة عدم التفرقة أم سمير سيف فقد أراد للمشاهد أن يسقط فى هذه المتاهة حتى يدخل بنفسه إلى داخل تلافيف عقل ونفس الوزير ويرى ما يشعر به ويراه من أحلام مفزعة بصورة واقعية وليست متخيلة فيعيش أزمته ويعايش سلوكياته وحوادث العمل كله وتصدمه دهشة التزاوج بين الواقع والخيال وفى ذلك نجاح كبير لسمير سيف . عندما ارد سمير سيف ان يغير من تكتيكه السنيمائى ليخرج عن عباءة التقليدى الى اسلوب غير مألوف فى السينما المصرية ويطرح قضية نفسية فى المقام الأول يعالجها بأسلوب المقاطع المتداخلة اختار قصة وحيد حامد \"معالى الوزير\" وبدأ فى وضع تصورللمعالجه يجعلها تحمل سمة الجديد تلك السمة التى تمثل عاملا مهما فى تاريخ سيف السينمائى وأراد أن يخرج على المشاهدين بعمل يصنف ضمن الأعمال السيكولوجية التى تعالج قضية نفسية تخص أحد أصحاب المناصب العليا أوأصحاب المعالى كما يطلق عليهم وتعطى للمشاهد جوابا محدداً عن سؤال طالما شغل فكره وأخذ حيزا من الحوار بين الطبقة الفقيره أو حتى المتوسطة عن أسلوب حياة هؤلاء القوم الذين يمتلكون السلطة القادرة على صنع كل شىء وهل يستمتعون بحياتهم تلك أم يوجد ما يؤرقهم ويشغل بالهم ويسهدهم ويجعلهم يتمنون لو تسلب مناصبهم ويتمتعون براحة البال وسعادة الأحوال يضع سمير سيف ووحيد حامد إجابة السؤال متضمنة الأرق الذى يعانى منه أصحاب المناصب بما يعنى تلك الحالة من السعادة اللحظية التى تنتاب المشاهد من باقى طبقات المجتمع الذى يرى أن حاله أفضل من أصحاب المعالى فهو ينام قرير العين وقتما يشاء ويستمتع بمباهج الحياة المتاحة له دون رقيب ويخرج ليخالط الناس دون قيود ويذهب إلى اى مكان يريد ويتناول ما شاءت له نفسه من الطعام فى الأماكن الشعبية المختلفة وفى الطرقات دون أن يشعر بالخجل وهذه النعم تتخلى عن أصحاب المناصب العليا وفى هذا الأمر مافيه من الراحة النفسية – وليس التخدير – مافيه فينقله سمير سيف إلى العالم النفسى لأصحاب المعالى ليطلع بنفسه على كل مافيه وما يعانون حتى تقوى عزيمته وتنفسح أمام عينيه متعة الأمل والسعادة التى ساعد عليها تلك اللافتة الأخيرة بالفيلم وبها أن العمل ينطبق تقريبا على أصحاب المناصب العليا وأن حالة معالى الوزير التى وردت بالعمل ليست فريدة من نوعها .

نقد آخر لفيلم معالي الوزير

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
فيلم العالم النفسي للكبار حربي الخولي حربي الخولي 5/7 1 يونيو 2009