السادة المرتشون وسياسة الانفتاح

تميز المخرج علي عبد الخالق بتقديم العديد من اﻷفلام التي تقدم وتناقش قضايا آثارت جدلا واسعا ومازالت لها بصمات قوية حتى اﻷن وهذا ما نجح علي عبد الخالق في تقديمه ببراعة بفيلم السادة المرتشون ورؤيته للفساد الذي طال مستويات كثيرة من المجتمع حيث عرض تلك القصة من خلال حياة محمود (محمود ياسين) ذلك الموظف البسيط بوزارة الصحة والذي يتعلق بحب المحامية أمال (نجوى إبراهيم) إلا أن ضيق الحال وقصر يده حالت بين تحقيق حلمهما بالزواج فيسافر إلى الخليج للعمل هناك لتحسين وضعه المالي في الوقت ذاته تتضطر أمال للزواج من أستاذها الثري هربا من ابن عمها الضابط فتحي (محمود عبد العزيز) ومطاردته له ...يعود محمود ليجد أن زوج فتاته قد توفى فيقرر الزواج منها ويعمل مفتشا بالصحة على استيراد المواد الغذائية من الخارج ...تتوالى الاحداث في محاولة محمود تحقيق كل ما يحلم به إلى أن يتهم بقضية رشوة وهنا تبدأ أحداث الفيلم وصراعاته مابين محاولة أمال في تبرئة خطيبها وحبيبيها محمود من تهمة الرشوة ومابين تبرئته أمام نفسها ...تجربة سينمائية قد لا تكون جديدة على المذيعة نجوى إبراهيم وخاصة انها استطاعت تقديم أعمال سينمائية ناجحة كان لها أثر واضح على حياتها الفنية وقدمت من خلالها معاني جسدت حقائق واضحة بدء من فيلم اﻷرض ومرورا بفيلم (حتى أخر العمر) وفيلم المدمن مع النجم أحمد زكي حتى فيلم (السادة المرتشون) الذي تألقت فيه واستطاعت تقديم شخصية الفتاة القوية ذات المبدأ محاولة محاربة الفساد ورافضة أن تكون سببا أو شماعة يعلق عليها خطيبها خطئه ...وبالرغم من أن هذا النوع من الافلام والذي يناقش قضايا الفساد انتشر بشكل كبير قبيل فترة الانفتاح التي أطلقها الرئيس الراحل أنور السادات إلا أننا نرى معاني يقدمها الفيلم تخلتف في الشكل والمضمون عن الأفلام الأخرى التي شاركت نفس الفكرة فالمخرج علي عبد الخالق استخدم العديد من اﻷدوات التي اشتهر بها وخاصة خاصية الفلاش باك في تقديم شخصية محمود والذي أداها الممثل البارع محمود ياسين متمكنن من ذلك الحالم الذي قرر أن ينحي ضميره جانبا حتى يحقق لفتاته المظهر اللائق بهامقتنعا بأن ظروفه هي السبب الرئيسي في ذلك كما استطاع السيناريست مصطفى محرم أن يؤكد الحبكات الدرامية بالفيلم وخاصة تلك الحبكات الدرامية الاجتماعية ما يعانيه الشعب من جشع التجار والفاسدين وتجارتهم بأرواج الناس مقابل تكوين ثروة أو تحقيق مصالح وأحلام فئوية مثلما رغب محمود متنسيا أي عواقب جسيمة قد تحدث كما...وأخيرا وليس أخيرا فإن الملحن حسن أبو السعود استطاع بعبقريته وحسه الفني المعهود أن يضع موسيقى تصويرية تخدم أحداث الفيلم وخاصة تلك التي ناسبت مشاهد الحركة بالفيلم وكذلك استخدام مؤثرات صوتية توحي بالتشويق ووقوع الخطر والتي كانت في أغلب احداث الفيلم

نقد آخر لفيلم السادة المرتشون

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
السادة المرتشون وسياسة الانفتاح دعاء أبو الضياء دعاء أبو الضياء 3/4 9 يناير 2012