المراهقة على الوتيرة الغربية

ليست الحرية الغربية التي تبدأ منذ سن مبكر بين المراهقين لدى الغرب كما يظن البعض أنها نعمة يحرم منها الشرقيين، بل هي آفة تتغذى على الروابط الاجتماعية والأسرية لذلك المجتمع المتفكك أسريا، والذي يسير أغلبه خلف نزواته دون التفكير فيما قد ينتج عن تلك العلاقات من مسئوليات لم يستطيع أحد تحملها. ذلك هو ما تناوله المخرج العبقري (طوني جولدواين) في تصوير العديد من العلاقات العاطفية المؤسفة على مختلف الأعمار داخل المجتمع الأمريكي وذلك عبر أربعة أصدقاء، فها هو مايكل (زاك براف) وصديقته جينا (جاسيندا باريت) بعد حب دام ثلاث سنوات وبعد انتظارهما لمولودهما الأول، يخشى مايكل تلك المسئولية خاصة بعد رؤيته لصديقه كريس (كايسي أفليك) الذي تدهورت حياته جديا بعد وضع زوجته لمولودهما الأول وبات الأمر جحيما بالنسبة له لدرجة أنه قرر الانفصال، في هذا الوقت يلتقي مايكل بـكيم (راشيل بيلسون) التي يضعف أمام أنوثتها وتدللها عليه ويقيم معها علاقة على الرغم من تررده في البداية، أما صديقهما الثالث كيني (إيريك كريستيان أولسون) فهو يستمتع بعلاقته مع أرينا (مارلي شيلتون) وعند مفاجئتها له بأقاربها ورغبتها في تعرفه عليهم يرفض ويبتعد عنها للأبد، أما صديقهم الأخير إيزي (مايكل واتسون) فقد هجرته صديقته من أجل إقامة علاقة برجل آخر، ولم يقتصر الأمر فقط على الشباب المراهقين، بل امتد إلى آنا (بليث دانر) والدة جينا والتي على الرغم من تقدم عمرها إلا أنها تحاول هي الأخرى إقامة علاقة مع رجل آخر كانت على معرفة به سابقا، بعد عدم قدرة زوجها ستيفن (توم ويلكنسون) على إعطائها حقوقها الزوجية. جاءت شمولية المخرج في تناول أغلب أشكال المراهقة بمختلف الأعمار من الأسباب الرئيسية في تميز الفيلم كما أن الأحداث الغزيرة المتتالية التي تجذبك دائما لمعرفة الجديد منها هي دليل على سيناريست تفوق على نفسه من أجل إثراء هذا الفيلم بالمتعة، كما جاءت الموسيقى رائعة ومتناسقة مع الأحداث. إلى جانب الممثل الرائع (زاك براف) الذي أسكن بداخلي شعور البغض والكراهية تجاهه عند خيانته لـ (جاسيندا باريت)، وقرب نهاية الفيلم اكتسب تعاطفي معه عقب ندمه على ما اقترفه من خطأ وإصراره على العودة لحبيبته بكافة السبل ومهما كان المقابل، أما النهاية فقد جعلها المخرج الذكي مفتوحة بعد أن فتحت (جاسيندا باريت) الباب لــ (زاك براف) دون أن تكشف الكاميرا وجهها أو ترصد الميكروفانات ما قد يدور بينها وبين زاك ليتخيل كلا منا ما يرغب فيه لهما سواء بالتسامح أو الانفصال للأبد.

نقد آخر لفيلم The Last Kiss

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
المراهقة على الوتيرة الغربية ِAyman Mahmoud ِAyman Mahmoud 0/0 11 يونيو 2012