كاري 76 عادت من جديد ولكن في ثوب التكنولوجيا

فتاة تدعى (كاري) تعاني من سوء معاملة زميلاتها بالمدرسة وسخريتهن منها ومحاولة مضايقتها بكافة السبل مما يزيد من حالة الكبت الداخلي التي تعيش فيها بسبب والدتها المتزمتة دينيا التي تعاني هي الأخرى من حالة غريبة من الإنطواء، تكتشف كاري في نفسها القدرة على تحريق الأشياء عن بعد فتقرر استغلالها في الانتقام من زميلاتها ومن كل اﻷشخاص الذين أذوها وكذلك أمها. تلك هي رواية (كاري) التي كتبها المؤلف (ستيفن كينج) وقدمها المخرج العبقري (بريان دي بالما) عام 1976من خلال فيلمه الذي رشحت عنه الممثلة سيسي سبايك لجائزة الأوسكار أحسن ممثلة، تعود من جديد ولكن تلك المرة في ثوب جديد.... ثوب التكنولوجيا وعالم الإنترنت والكاميرات الرقمية فبعد الناجح البالغ الذي حققه الكاتب (ستيفن كينج) من خلال روايته تلك، والتي تعد من أكثر الروايات الكلاسيكية رعبا، وبعد مرور تقريبا 37 سنة تأتي المخرجة (كيمبرلي بيرس ) وتقدمها في هذا العام تحت نفس العنوان ولكن مستخدمة تكنولوجيا العصر والإنترنت ، وذلك من خلال بعض المشاهد التي يستخدم فيها الابطال الهواتف المحمولة، والكاميرات الرقمية، وكذلك استخدام الشبكة العنكبوتية في تحميل مقطع فيديو للفتاة كاري وتحميله على قناة (اليوتيوب) قامت صديقتها بتصويرها والسخرية منها فيه ومن المعروف أن رواية كاري تم تقديمها سابقا أكثر من مرة كانت بدايتها عام 1976 والتي استطاع المخرج (بريان دي بالما) أن يبدع في تنفيذها ليقدم توليفة من أبعاد إنسانية مختلفة بخلاف عبقريته في تنفيذ المشاهد المرعبة بالفيلم ثم يأتي المخرج (كات شيا) ليقدمها من خلال فيلمه The Rage: Carrie 2 عام 1999 ولم تلاقي أي نجاح يذكر وكانت إيرادات الفيلم ضعيفة جدا، ثم أعاد تقديم نفس القصة مرة أخرى وتحت نفس المسمى عام 2002 للمرة الثالثة من خلال فيلم تلفزيوني وأيضا كانت النتجية متشابهة ومن هنا نجد سؤال واحد يطرح نفسه وهو (ما الداعي لإنتاج تلك القصة للمرة الرابعة وتحت نفس المسمى؟) هل هي فعلا قصة تستحق أن تقدم أكثر من مرة لما فيها من معاني وعلاقات إنسانية عديدة تدعو للتفكير أما أن فقر الأفكار الدرامية والسينمائية دفعت المخرجين إلى إنتاج أي قصة لاقت نجاحا منشودا لتقديمها مرات ومرات وجديا لن تجد أي شيء يذكر عن العملين اللذين قدما عام 1999، و2000 حيث أنهما فقد الكثير من مرثيات الرعب المطلوبة حتى في هذا العمل (كاري 2013) فإننا نلاحظ أن المخرجة كيمبرلي بيرس حاولت أن تقدم ذلك معتمدة اعتمادا كليا على تطور العصر ودخول التكنولوجيا واعتقد أنه السبب الوحيد المقنع لتقديم نفس العمل للمرة رابعة وفي كل مرة تشاهد فيها عملا فنيا تناول قصة كاري ستجد نفسك مجبرا غير مخير على مقارنة الأعمال كلها بأول فيلم قدم عام 1976 والذي بقى في الذاكرة حتى الآن مؤكدا على أنه انجح الاقتباسات الروائية وتبدأ المقارنة بشخصية العمل الرئيسية التي تمثلت في الفتاة (كاري) ومقارنة بين الممثلة الأوسكارية (سيسي سبايك) وبين البطلة كلوي جريس موريتز فنلاحظ أن سيسي استطاعت عن جدارة في تقديم شخصية كاري في شكل إنطوائي بحت وأن تقدم مزيج من مشاعر الخوف والطيبة المخلوطة بسذاجة وعفوية بالغة وهكذا حاولت (كلو جريس موريتز) تقمص الشخصية ولكن جاءت تعبيرتها أقل حزنا وانفعالا مع المواقف التي وضعت فيها كاري لتوضح الجانب الأكثر ظلما وسوداوية في حياتها ، وأيضا نفس المقارنة تظهر مع شخصية الأم ودور كلا من بيبر لورا، و جوليان مور والتي أجد أن الأخيرة نجحت في تقديم الشخصية بكل ما أتت من قوة فنية لتخرج لنا الأم المتزمتة دينيا الصارمة في طريقتها التي تعتقد في ابنتها أنها ساحرة وأنها نتيجة لخطأ فعلته بالماضي وأنها ذنبها الذي يلاحقها فتحاول قتلها واعتقد أن طريقة تحضير الشخصية اعتمد بشكل كبير ليس فقط على أداء جوليان ووإنما أيضا علىرسم الشخصية وتقديمها بشكل سييء وشعرها غير مهذب لتبدو شريرة قدر الإمكان ونفس اللمقارنة تطغو وتفرض نفسها مع المشهد الختامي والأكثر مأساوية بالفيلم وهو مشهد حفل التخرج حيث تقوم إحدى زميلاتها بتدبير سقوط دلو من الدماء فوق رأس كاري عند اختيارها ملكة الحفل لتكن سببا في إطلاق القوة الخارقة والشريرة داخل شخصية كاري واعتقد أن المخرج (دي بالما) كان أكثر نجاحا في تنفيذ هذا المشهد عن أمثاله من المخرجين الذين قدموا نفس العمل حيث استطاع أن يثير تلك الحالة الإنسانية مؤكدا على إنها نتاج ﻷفكار خاطئة ومعاملة سيئة وأنها اصبحت كابوسا يجب أن يقضى عليه

بالنسبة للأزياء التي استخدمت في الأعمال فسوف نلاحظ أن فستان كاري في حفل التخرج من أكثر الأشياء المميزة والمتشابهة على مستوى الأعمال الأربعة حيث اللون الوردي وبساطته في التنفيذ أيضا بالنسبة للموسيقى التصويرية المصاحبة اعتقد أن فيلم كاري 1976 كان أكثر اﻷعمال تميزا في الموسيقى وكانت أكثر مناسبة للأحداث خاصة الأغنية التي تم تقديمها أثناء حفل التخرج وموسيقى مشهد النهاية وانتقام كاري من كل من حولها التي أضفت جو من الترقب والخطر الشديد وشدت الانتباه.

أخيرا وليس أخيرا فأنا أرى أن رواية (ستيفن كنيج) هي الدافع الحقيقي والوحيد لتقديمها سينمائيا أكثر من مرة لما تحويه من تيمة رئيسية تبنى عليها قوالب درامية غاية في الإثارة والتشويق.

نقد آخر لفيلم Carrie

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
كارى ....كلاكيت تالت مرة !!! طارق عبد العزيز كمال طارق عبد العزيز كمال 2/2 29 اكتوبر 2012
كاري 76 عادت من جديد ولكن في ثوب التكنولوجيا دعاء أبو الضياء دعاء أبو الضياء 0/0 12 نوفمبر 2013