لا مؤاخذة مصري!!!

جاءت ثورة 1919 لتوحد مصر بجميع طوائفها وجميع فئاتها، وكانت من أهم مكتسبات ثورة 1919 أنها أظهرت المعدن الحقيقي للمصري الأصيل حيث خرجت المظاهرات يعانق فيها الهلال الصليب! لا مؤاخذة، أرجو مسامحتي على هذه المقدمة البلهاء والمنحوتة من كتب الدراسات الاجتماعية خلال مراحل التعليم الحكومي المجاني. ولندخل في صلب الموضوع وهو فيلم لامؤاخذة، عندما نشرت أخبار عن أن هناك فيلم جديد يحمل إسم لا مؤاخذة تخوفت أن يكون الفيلم لا مؤاخذة "شمال".

تبددت كل تلك المشاكل عندما علمت أنه من إخراج وتأليف عمرو سلامة، عادت مخاوفي مجدداً عندما علمت أن الفيلم يرصد قضية الدين والاضطهاد وتوجست أن يكون مباشر أو يدغدغ المشاعر بطريقة ساذجة. لكن بمشاهدتي الفيلم لم تعد هناك أي مشاكل على الإطلاق. الفيلم ليس فقط جريء بتناوله فكرة الدين وبخاصة الاضطهاد في المدارس ولكن بتقديمه فيلم يقوم بدور البطوله فيه أطفال، وبرغم الشجاعة في طرح الفكرة لكن التناول كان بسيط لأبعد حد بدون مبالغة درامية أو تلقين المشاهد دورة مكثفة في الوطنية.

هاني عبد الله (أحمد داش) طفل زكي وشاطر يضطر بعد وفاة والده على ترك مدرسته عالية المستوى والذهاب لمدرسة أقل من عادية مدرسة حكومية وما أدراك ما المدراس الحكومية. وجميع المصريين يعلموا أن من يترك أولاده ليذهبوا لمدارس حكومية فقد تركهم يذبهوا في طريق "إلي يروح ما بيرجعش"، وإذا كنت معترض على كلامي وترى به مبالغة سأترك لك الفيلم ليرصد لك حفنة قليلة للغاية (واحد من عشرة) بما يحدث هناك.

هاني عبد الله لم تكن مشكلته في المدرسة بيئة الطلاب المتدنية ولا مستوى المدرسين الغير أكفاء ولا وسائل التعليم الغير موجودة "أصلا"، ولكن كانت مشكلته ديانته كونه مسيحي. الفيلم أراد أن يكشف النقاب عن قضية شائكة كالاضطهاد الدين، ليس من خلال شيوخ وصلت ذقونهم لأرجلهم يرعبوا الأقصى والأدنى ولا من خلال قصة حب ملتهبة بين شاب مسلم وفتاة مسيحية هربت من أهلها، ولا من خلال ألسنة رجال هتفوا "أين أختاه؟". ولكن من خلال أعين أطفال تم تلقينهم أن المختلف عنهم في أي شيء ضدهم.

الفيلم بالفعل لم يكن مباشر حيث لم نسمع خطب دينية ولا مناظرات سياسية أو برامج حوارية، لم نشهد ذلك المشهد الأكثر شهرة حيث رجلان دين مسلم ومسيحي ممسكان بأيديهما البعض، ولا تلك الأغنية الوطنية التي تجلب مشهد لجامع ومشهد لكنيسة بالتوازي بدون زيادة أونقصان. الفيلم أبسط من ذلك الفيلم عرض المشكلة عن طريق مشاهد الطفل هاني عبد الله الذي حاول اكتساب صداقة مع كل من حولة حتي لو اضطر لإدعاء أنه مسلم وذهب به الأمر لحفظ شعائر دينية من ديانة أخرى غير ديانته.

كشف الفيلم أيضاً المستوى الأخلاقي التي أصبحت عليه المدارس بدون أيضاً خطب مباشرة، بخلاف العنف المستشري في المدارس وبين الطلاب حتي ذهب بهم الأمر بالتحرش بمدرستهم. هاني عبد الله يُعد الشخصية المحورية في الفيلم ولم يغفل المخرج عمرو سلامة أن يغير في شكله من خلال قصه لشعره في مشهد كوميدي وليس درامي. هاني رغم صغر سنه لكنه رجل في تصرفاته حيث يحاول تحمل المسئولية مع والدته ويرفض أن يترك بلده وأن يهاجر لكندا.

لامؤاخذة في مجمله جيد حيث يقدم قضية لطالما أرقت الشعب المصري ولكنه دائماً خائف أو متوجس من أن يهمس بها حتى بينه وبين نفسه، حتى أصبحنا نرى مشاهد النفاق والمجاملات جنباً إلى جنب مع مشاهد الصدق الحقيقي والعفوية. لامؤاخذة جريء في فكرته وبسيط في طرحها وتناولها حيث لم يقدم خطب ومواعظ ولكنه طرح قضية الاضطهاد بخلاف قضية التعليم التي تريد أفلام ملحمية بأكملها.

نقد آخر لفيلم لا مؤاخذة

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
غير تقليدي Marwan Tawfik Marwan Tawfik 5/5 2 فبراير 2014
عمرو سلامة لم يتقدم في "لا مؤاخذة" كثيرا Salamah Atef Abdulhameed Salamah Atef Abdulhameed 0/0 2 فبراير 2014
أهلا بالماضى :) Ahmed Tarek Aboelnour Ahmed Tarek Aboelnour 2/5 31 يناير 2014
(لامؤاخذة) عودة للسينما النظيفة Mohamed Salah Mohamed Salah 0/1 11 فبراير 2014
لا مؤاخذة مصري!!! Doaa Abd El Dayem Doaa Abd El Dayem 1/3 3 فبراير 2014
مفيش أحلي من السينما النضيفة Mohamed Salah RiddleR Mohamed Salah RiddleR 0/0 6 فبراير 2014
السهل الممتنع Ahmed Sobhi Ahmed Sobhi 2/3 31 مارس 2014
الفيلم رائع Shrok Mokhtar Shrok Mokhtar 0/1 2 فبراير 2014
فيلم - لامؤاخذة - حلو Ahmed Ali Ahmed Ali 0/0 3 فبراير 2014
عن فلم لامؤاخذة Omer Aly Omer Aly 3/3 2 فبراير 2014
سينما راقيه Amr Elsyoufi Amr Elsyoufi 1/1 3 فبراير 2014
( قول الزمــــان ارجـــع يازمـــان ) Hassan Abdelrahman Hassan Abdelrahman 2/2 18 مارس 2014