تأليف محمد أبو سيف ، إخراج محمد أبوسيف ، تمثيل محمد أبو سيف

ولما لا ،فلا يوجد في هذا الشئ المسمى جزافاً واعتباطاً بفيلم سينمائي ما له أدنى علاقة بالتمثيل فصوت المؤلف حاضر في كل جملة نسمعها وكأننا نسمح شخصية واحدة فقط تتحدث . الجميع حصل على صفر بامتياز بدءاً من زينة التي يرتكز أدائها على حركات الوجه مروراً بالشحاذة والعاهرة في نفس الوقت إلهام الشاهين وأبنائها الذين يظهرون بهيئة تلاميذ المدارس الدولية ، إلى جانب المقرر الرسمي على جميع الأفلام المصرية بأمر قوى خفية ، لطفي لبيب ولا ننسى الفنان المعجزة تامر عبد المنعم الذي يظهر في أول مشهد في الفيلم وهو يخرج من سيارته حاملاً كوب زجاجي به مشروب فانتا برتقال بينما من كان يجلس بجانبه يشرب "بيبس" ولم يعلم المشاهد المسكين ماذا كانت تشرب فتاة الليل التي كانت تجلس في الخلف إلا أن الجميع كانوا سكارى أو على الأقل يحاولون جاهدين الظهور بمظهر السكارى ، انتهاءاً بالعجوزين المتصابيين اللذين لا يتوقفان عن المغازلة في مكان عام وورائهما في الخلفية صور لجمال عبد الناصر !!!!!!!!!!!! هز وسط البلد أو ما يمكن تسميته بـ" خيبتنا التقيلة" مراعاة للدقة والموضوعية يمثل بالنسبة لي كهاو محب لروائع السينما العالمية ، صدمة ساحقة ماحقة كما كان يقول مذيع مباريات التنس صاحب الصوت الأخاذ ، عادل شريف. مدة عرض هذا الشئ وصلت إلى قرابة ساعتين ، اعتمد فيها الأخ المخرج والمؤلف في نفس الوقت على نفس الأسلوب الذي يتبعه التلاميذ الضعفاء في التعبير لمحاولة ملء الصفحات بأكبر عدد ممكن من الكلمات، اعتمد الأخ المخرج المؤلف على حشو هذا الشئ الذي يعد وصفه بفيلم جريمة تزوير ،بأكبر عدد ممكن من المشاهد والحوارات التافهة السمجة ،يلقيها أشباه ممثلين بلا روح .40 دقيقة مرت ولا أحد يعرف ماذا يحدث ، سوى أن هناك عرض مرتقب لفيلم "صدر وورك" - محاولة ساذجة من الأخ المؤلف المخرج لإظهار مدى الانحطاط الذي وصل له المجتمع، كان الأولى به التركيز على المصيبة التي يقدمها للمشاهد- وعلى الجانب الأخر هناك الأخ الإرهابي التقليدي بالجلابية وزبيبة الصلاة بصدد إعداد قنابل جبارة يطلبها منه شخص لا نعرف هويته ولكنه على استعداد لدفع 100 ألف دولار دون نقاش لقاء هذه القنابل الصاعقة الحارقة. هذا الشئ المسمى ظلماً وعدواناً بفيلم ، يصعب على أى إنسان وحتى المتخصصين في النقد السينمائي ، الكتابة عنه ، فكل لحظة تمر تذكرك أن الأخ المؤلف المخرج قرر الاستغناء عن العقدة والحبكة ليقدم بدلاً منهما وصف بالكاميرا عن خليط واقعي يعكس الحياة في وسط البلد وماوصل إليه حال المجتمع من انحطاط أخلاقي ، ربما كانت المحاولة حسنة النية ولكن النتيجة كانت كارثية فإذا كنت تقامر بالاستغناء عن الحبكة والعقدة فعلى الأقل عليك أن تقدم أداء تمثيلي فذ يعوض المشاهد صبره عن الاستغناء عن عنصرين من أهم عناصر الفيلم ، مثلما فعل الأخوان كوهين في فيلمهما العبقري " ليبواسكي الكبير"حيث لم تكن هناك عقدة بل مجرد أحداث متداخلة غاية في السذاجة يتحرك على أساسها الفيلم إلا أنه في المقابل كان هناك أداء تمثيلي فذ يجبر المشاهد على الجلوس والمتابعة بلهف . هز وسط البلد ، محاولة للتعبير عن مدى الانحطاط الذي وصلنا إليه لكنه جاء أيضاً معبراً وبصدق عن مدى الانحطاط والضعف الذي وصلت إليه السينما المصرية.صفر في الأداء فالكل كان يرددون جمل كتبها المؤلف بطريقة ميكانيكية سقيمة وكأن شخصية وصوت المؤلف موجود في كل جملة ، صفر في الحوار : أسلوب مسرحي ليس له علاقة بالواقع ، صفر في الإخراج فلم يكن هناك وجود له . أو بمعنى أصح ، ص ف ر 2015 على طريقة المخرج المؤلف.

نقد آخر لفيلم هز وسط البلد

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
تأليف محمد أبو سيف ، إخراج محمد أبوسيف ، تمثيل محمد أبو سيف Ziad Xiad Ziad Xiad 5/5 12 اكتوبر 2015