نقطتين في السيناريو..

الفيلم ده عايز مخمخمة ومزاج عالي عشان يتكتب عنه وأي مراجعة (قصيرة) ليه هاتبقى ظلم في حقه.. بس عايز أتكلم في موقفين مُعيّنين في السيناريو يمكن أكتر حاجة لفتت نظري بعد إكتمال الصورة وإنتهاء المُشاهدة.. أنا واثق تماماً ان الفيلم ده هايطرب هؤلاء اللي بيحبوا فن السينما كـ(قصصٌ تُحكى) بالأساس .. السيناريو هنا جاي من كوكب آخر .. تقول عليه عبقري .. تقول عليه مُذهل .. إستثنائي .. كل التعبيرات دي قُليّلة عليه .. مش هبالغ إطلاقاً لو قُلت انه (أفضل) سيناريو أصلي شفته في فيلم في حياتي.. ومتغرب جداً جداً انه يترشح في أوسكار عام (2012) لأفضل سينايو أصلي ويخسرها أمام سيناريو متواضع جداً لفيلم وودي آلن (Midnight In Paris) !! .. حاجة من الحاجت اللي توضحلك مدى عهر وفُجر جايزة زي (الأوسكار) يعني !.. الفيلم عُبارة عن تحية عظيمة لسينما القصص.. سينما الحكايات والحواديت المذهلة البعيدة عن الإهتمام بالشكليات على حساب الأساسيات.. قصة تقبل كيان البني آدم وتذهله تماماً.. مستوى آخر تماماً من الذهول القصصي هنا.

قريت بعد المُشاهدة كام مقالة عنه.. واتفآجأت الحقيقة من كم المناظير المُختلفة اللي الناس شافوها في القصة الإيرانية دي (يمكن عشان أنا اللي أذهلني فعلاً توليفة وأبعاد قصة الحادثة الغامضة جوا إطار قصة الإنفصال العائلي).. فيه اللي أبهره تصميم الشخصيات ومدى عُمقهم وواقعيتهم.. في اللي شاف الفيلم من المنظور البيئي/التاريخي الإيراني .. في اللي شافه بمنظور (نسوي) عن سوء مُعاملة المرأة الإيرانية .. تعدد الطبقات –المُفاجئ للبعض- في المجتمع الإيراني.. .. في اللي كتب عنه من (سينما فرهدي) ومكانها ضمن الموجة الإيرانية الجديدة اللي فرهدي يُصنف تبع الجيل التالت منها بعد عظماء روّاد الجيل الأول زي (عباس كيروستامي) و(مُحسن مخملباف)..

. . .

أخش في قلب النقطتين بقى عشان أنا وغد مبعرفش أقطع كلامي السينمائي بمجرد بدأي ليه ! .. وعايز أنوّه ان في حرق هايحصل هنا:

(الأولى) هيا ما ما قريت قبلاً إن اسمها (الإضافة من خلال الحذف) في السيناريو: وهيا ان حدث هام في القصة مش بيظهر على الشاشة وبيُقتَصَر على الحديث الحواري كنوع من دفع المُشاهد انه يتخيّله.. المشهد هوا لما الأم اللي حصل وفقدت إبنها (مش فاكر إسم الشخصية !) قالت قرب الخاتمة انها اتخبطت بالعربية لما كانت بتحاول تلحق الراجل العجوز (الصورة الأولى).. المشهد ده جيه في مُنتصف الفيلم وأنا حسيت ساعتها إن في حاجة مش مُكتملة فيه وسلّمت ذهني لفرهدي وأنا بقول (النقطة دي أكيد مش هيا قلب حكايتنا هنا..) .. بس الراجل المعلّم طلع مأجلها فيما بعد عشان تتوافق سردياً وقصصياً مع رؤيته..

(التانية) جايز تكون نقطة مش مؤثرة أو محوّرية على القصة.. بس عجبتني أوي كدافع لشخصية الأب المُتهم.. المشهد لما جيه وقت دخول بنته للمُحقق عشان تقول هل أبوها كان عارف ان الست حامل أم لا من حدوتة التليفون.. الأب مطلبش منها حتى انها تقول ايه ولا ازاي مع القاضي اللي مُنتظرها.. رغم ان مستقبله في اللحظة دي كان على المحكّ .. مجرد طلب منها تخش للقاضي و(تجاوب على اللي هيسألهُلها !) وسلم أمره للقدر (بُص على الصورة التانية).. مشهد عابر لكنه بيحكي الكثير عن الشخصية ومدى حبه وإهتمامه ببنته قبل نفسه يمكن.. وكأن الراجل الأب (والله أعلم كانت مقصودة من فرهدي عشان كده في سياق قصته ولا لأ) كان عارف ان بنته (لازم) تتفاجئ من سؤال المُحقق عشان تطلع التعبير الصادق اللي عملته ده .. أو أكتر كـ(هي ما زالت فتاة صغيرة على إتقان التصنُّع) !.. في الآخر الأب كذب سابقاً والبنت كذبت لاحقاً .. والحكاية كمّلت.

تقييمي لـ(إنفصال) : 10/10

نقد آخر لفيلم A Separation

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
نقطتين في السيناريو.. Hossam Waleed Hossam Waleed 3/3 19 اغسطس 2017
مافيش حاجة اسمها اجابة سهلة مى فتحى شمس الدين مى فتحى شمس الدين 5/6 3 فبراير 2014
وظلت المخاوف دون حل دعاء أبو الضياء دعاء أبو الضياء 4/4 24 مارس 2012
كائنات متوترة! (اللااِنفصال) mnesblue mnesblue 1/1 28 اغسطس 2023