عمل سيء جدا في المجمل

عمل سيء جدا في المجمل, و لكن أسوأ ما فيه السيناريو و الحوار, و من بعدهما التمثيل. العلامة الإيجابية الوحيدة هو محمد سعد. أداء تمثيلي مميز و كانت مشاهده هي الوحيدة التي جذبتني في المشاهدة. كذلك هيثم ذكي, و لو أنه ظهر في مشاهد قليله للغاية, كان تمثيله مميزا.

بالنسبة لمحمد رمضان, فأداءه التمثيلي كارثي. شعرت طوال الوقت بأنه كان ذاهبا لعطله أو كان يستمتع بوقته و كان التمثيل مجرد نشاط جانبي يقوم به. نفس تعابير الوجه لا تتغير. ينظر بوجهه في مكان أخر ثم يعدل وجهه للكاميرا, و يستمر في ذلك بغض النظر عن الحوار الموجود. من شاهد الفيلم يدرك بأن شخصية الأب و الإبن لا تختلفان عن بعضهما, و هذا دليل على فشلة الذريع في التنوع بين الشخصيات. و إذا أراد أي شخص التأكد من سوء الحالة التمثيلية لمحمد رمضان, فيكفيه أن يشاهد مشاهد تجمعه مع سوسن بدر لكي يتأكد من فرق جودة التمثيل.

الحقبة الفرعونية بأكملها كانت لا يوجد لها أي قيمة تذكر في الفيلم, و يبدو أن كاتب الفيلم حاول إقحام هذه الحقبة فقط من أجل أن تبدو القصة جامعة لكل العصور, و من أجل أن يوضح بأن الكنز قديم قدم هذه الفترة.

أما بالنسبة للسيناريو و الحوار فحدث و لا حرج. أعتقد بأن لو قام أحدهم بعمل نسخة parody ساخرة من الفيلم فإنه يكفيه أن يقوم بإستحدام السيناريو و الحوار الواردين في الفيلم. الحوار في الحقبة الفرعونية كوميدي في المقام الأول قبل أي شيء. كذلك الحال في الحقبة المتوسطه, و التي تأثرت أكثر بجودة التمثيل السيئة. حتى في العصر الحديث, كانت بعض المشاهد عبثية. مثلا, عندما كان الإبن يحدث نفسه عن الروايات التي يقرأها, تشعر و كأنه كان يقرأ كتابا عن النظرية النسبية مثلا. السيناريوهات المفترضه لبعض الشخصيات ليست واقعية بأي حال من الأحوال. على سبيل المثال, السادات و هو في السجن يتحدث مع أقرانه, تشعر بأن اللذي يتحدث يا إما شخصية خيالية أو أنه يقوم بإجراء فقرة كوميدية. في الواقع, لو قام أحدهم بالشد على قبضة يده و هو يقول وقفة رجل واحد بهذه الطريقة, يا أما أن نقول أنه يمزح أو أنه مجنون. بالإضافة إلى كل ذلك, دور السادات كان هامشيا للغاية.

التحدث باللغة العربية في الحقبة الفرعونية كان لمحاولة إقناع المشاهد بإنه عصر مختلف, على الرغم أن هذه الحقبة لم تتحدث العربية من الأساس. هذا و خصوصا بإنهم تحدثوا بالعامية المصرية في الحقب التي بعدها. فوق كل ذلك, التحدث بااللغة العربية كان ضعيفا للغاية و خصوصا من هند صبري. جودة التمثيل أيضا كانت كارثية و خصوصا و هم يتحدثون عن الألهه و خلافه. من شاهد السيناريو و الحوار مع جودة التمثيل الردئية سيشعر بإنه برنامج كوميدي ساخر ليس أكثر. و مازاد من فداحة ذلك هو إحساسي بإن الممثلين كانوا على وشك الضحك في مشاهد كثيرة.

هناك مغالطات تاريخية كثيرة من حيث الملابس و مساحيق التجميل, و يبدو أن هناك ممثلات عدة لا يمتلكون الثقة لكي يظهروا بدون مساحيق تجميل, أو على الأقل بقليل منها. بالإضافة إلى ذلك, الحقبة الفرعونية إحتوت على العديد من الحوارات الجانبية التي تثبت عدم دراية الكاتب بماهبة العصور في هذا الوقت, مثل الإختلاط الثقافي بين الحضارات, الميزان التجاري, و كيف يتم تنظيم الموارد ما بين الحضارات, بالإضافة إلى مفهوم كلمة دولة من الأساس. لو وردت بعض تلك الأخطاء في أحد الأفلام الغير المصرية, لأتهمتهم بالجهل, و لكن المحزن بأن ذلك الفيلم, المفترض, عمل مصري.

فوق كل ذلك, الفيلم ممل جدا و بطيء لدرجة, بدون مبالغة, أشعرتني بأنني لو كنت في محاضرة تاريخية لأستمتعت بوقتي أكثر. الكاتب و المخرج حاولا أن ينقلانا بين الحقب المختلفة من أجل التنويع و تسريع الرتم, و لكن المحتوى نفسه كان فقيرا بشدة. في أي مشهد يكون عندك القدرة أن تعرف على ماذا سوف ينتهي, و مع ذلك يستمر لعدة دقائق بدون داعي. هناك مشاهد كثيرة لو تم إقتطاعها من الفيلم لن يحدث شيء على الإطلاق.

نقد آخر لفيلم الكنز: الحقيقة والخيال

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
الكنز.. الرابط المجهول صموئيل صفوت صموئيل صفوت 4/5 29 اغسطس 2018
عمل سيء جدا في المجمل واحد واحد 6/8 14 فبراير 2018
الكِنز.. بين النجاح العظيم.. والفشل الذريع! Mahmood Khawaga Mahmood Khawaga 6/11 10 سبتمبر 2017