طلق صناعي.. هم يضحك وهم يبكي

طلق صناعي.. هم يضحك وهم يبكي

دعني أخبرك قصة فيلمنا اليوم باختصار شديد، وهي نفس القصة التي ستكتشفها فور رؤية الإعلان الخاص به، وعليك بعد ذلك أن تخبرني ما هو أول شيء خطر في ذهنك، اتفقنا؟ حسنًا، حسين (ماجد الكدواني) هو زوج وأب لطفلين على وشك الظهور في عالمنا، تضيق عليه الأحوال للغاية في مصر لدرجة أنه قام بالتقديم على هجرة للولايات المتحدة عدة مرات قُبلت كلها بالرفض، تأتي في عقله خطة أن يأتي للتقديم مرة جديدة مع زوجته الحامل (حورية فرغلي) ويعطيها دواءً للطلق الصناعي يجعلها تلد في السفارة حتى يحمل طفلاهما الجنسية الأمريكية، بالطبع الأمور لا تسير بسلاسة حتى يجد نفسه قد قام بالاستيلاء على السفارة وأخذ جميع من كانوا بها -سواء كانوا موظفين أمريكيين أو طالبي تأشيرة مصريين- رهائن تحت السلاح، يتدخل كلا من مدير أمن القاهرة والسفير الأمريكي لحل الموضوع كل لصالحه حتى تنتهي الأزمة.

أول شيء سيأتي على ذهنك بالطبع هو فيلم "الإرهاب والكباب 1992" إذا كنت مولعًا بالسينما العربية أو فيلم "John Q 2002" إذا كنت مولعًا بالسينما الأمريكية، فكلاهما يحمل نفس الفكرة بالضبط، وهي أن أب ذا طلب إنساني يواجه ضيقات الحياة فيجد نفسه بالصدفة محتجزًا لرهائن في سبيل تحقيق طلبه، الجدير بالذكر أن فيلم الإرهاب والكباب تأليف الكبير وحيد حامد وإخراج شريف عرفة وتمثيل عدة نجوم أبرزهم عادل إمام، يسرا، أحمد راتب، علاء ولي الدين وغيرهم! إذا فما الذي يدفع عائلة دياب لإنتاج فيلمًا يحوي فكرة سبق تقديمها وبشكل جيد للغاية؟! هذا بالطبع جعلنا نقوم بالمقارنة بين الفيلمين وصدق أو لا نسخة 1992 تتجاوز نسخة 2018 بكثير! لذلك فنحن اليوم لن نقوم بالمقارنة بين ذلك الفيلم وغيره لكننا نتساءل فقط عن سبب القيام بتلك المغامرة الغير محسوبة حتى أن مؤلفو الفيلم وضعوا "أفيه" في الفيلم لتذكره المشاهدين بالفيلم الأصلي! فماذا تريد أن تخبرنا؟! هل أنت تقصد تقليد فكرة راسخة في أذهاننا جميعًا أم ماذا؟ هل ثلاث مؤلفون غير قادرون على خلق قصة أصلية؟!

الفيلم من بدايته يتبع أسلوب الكوميديا السوداء، اختيار طاقم العمل أكد على ذلك والحقيقة أن الفيلم ملئ بالجمل المضحكة التي ستجعل من الصعب السيطرة على ضحكاتك طوال مدة الفيلم، الموسيقى التي كانت بطلًا من أبطال العرض تحسب أيضًا للكبير تامر كروان، ولكن لدي بعض التحفظات على السيناريو، السيناريو الذي كان يهدف من اللحظة الأولى عرض مقارنة بين تعامل القوات الأمريكية مع مواطنيها وبين القوات المصرية والحقيقة أنها كانت واقعية للغاية بشكل موجع، ولكن قبيل نهاية الفيلم يتراجع السفير الأمريكي عن مبادئه لنشر رسالة أن الولايات المتحدة ليست دولة احترام حقوق الإنسان كما تعتقدون، ولكن في آخر مشهد يعود السفير الأمريكي مرة أخرى لمبدأه لحماية مواطنه! فهذا التضارب الذي حدث جعلنا نفقد الفكرة الرئيسية! هل أمريكا ليست دولة احترام حقوق انسان أم هي تحترمها بالفعل! لا تأكيد، شيء آخر وهو أن الفيلم لم يقص علينا بداية تحضير جيدة للأحداث، فقط اكتفى بتقديم مشاهد قبل الذروة بـ3 ساعات فقط! لذلك فنحن لا نعرف ما الذي دفع بطلنا للقيام بتلك الحيلة! ما الذي جعله وكل من معه في السفارة بائسين لتلك الدرجة! أشخاص يكذبون بشأن هويتهم الجنسية والدينية كل ذلك لماذا! هل هو لمجرد الكوميديا في الفيلم! نحن لا نعرف قصصهم الأصلية التي دفعتهم لذلك، ترى كلنا في مصر نسعى للهجرة ولكن لا ترانا جميعًا نختطف موظفي السفارة تحت التهديد المسلح!

في النهاية نحن أمام فيلم جيد من نواح عدة وسيء من نواح أكثر ولكنه بلا شك يستحق المشاهدة.

نقد آخر لفيلم طلق صناعي

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
وجبه مسلوقه Ibrahim Fathy Ibrahim Fathy 2/4 26 نوفمبر 2018
طلق صناعي.. هم يضحك وهم يبكي صموئيل صفوت صموئيل صفوت 4/5 29 اغسطس 2018
عندما تصنع فيلم مفكك وضعيف وتستخف بالمشاهدين .. البهارات الوطنية لا تشفع! عاشق السينما عاشق السينما 4/5 14 اكتوبر 2019