أراء حرة: فيلم - خارج على القانون - 2007


خارج على القانون ... إختلال الموازين قبل إختلال الرؤى 1-2

( تم نشر هذا النقد فى مدونة الكاتب بتاريخ 30 - 3 - 2008 ) خارج على القانون الفيلم السادس للمخرج أحمد جلال و الفيلم الثامن للنجم الشاب كريم عبد العزيز - من حيث البطولة المطلقة - ، فيلم مصرى حيث باتت الأفلام المصرية نادرة وسط زخم الأفلام ذات الصبغة الغربية و أعنى بفيلم مصرى ليس الجنسية فقط و إنما مصرية القصة و مصرية أماكن التصوير و مصرية الشخصيات حتى مصرية الإمكانيات و الأدوات . و هذا النوع من الأفلام هو الأجدر بالمناقشة ، فلقد أعاد الثلاثى ( جلال مخرجا ً و بلال كاتبا ً و كريم مثلا ً ) مكانة...اقرأ المزيد السينما المصرية التى إفتقدناها لعدة سنوات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة و هذا الفيلم هو فيلمهم الرابع معا ً بنجاح غير مسبوق حتى بات كريم عبد العزيز و صديقه الكاتب بلال فضل وجهان لعملة واحدة فبطل كل قصص بلال [ ابن ناس ] و [ ابن بلد ] و [شهم ] و [ جدع ] و [ دمه خفيف ] حتى لو كان [ صايع ] او [ مجرم ] كما فى فيلمهم الأخير و الإثنان معا ً لا يقدمان إلا الجيد و الجاد فكريم قبل بلال كان لا يذكر و بلال أعماله التى لا يظهر بها كريم هى من أفشل الأعمال السينمائية فلا نكاد نصدق أن الكاتب الذى ألف أرقى أفلام الكوميديا مثل ( أبو على ) و ( فى محطة مصر ) و أهم الأفلام الإجتماعية فى العشر سنوات الأخيرة ( واحد من الناس ) هو نفسه من ألف أعمال بمثل إبتذال ( حاحا و تفاحة ) و ( سيد العاطفى ) و ( على سبايسى ) . الإخراج :- لأحمد جلال المخرج الشاب الواعد المنتمى لمدرسة أبيه - المخرج الكبير نادر جلال - الإخراجية مع سمات شخصية تنمو يوما ً بعد الآخر لم يوفق أحمد فى هذا الفيلم كسابق أفلامه من حيث :- - إخراج بعض اللقطات كبيرة بينما الأنسب لها أن تكون بعيدة و العكس كانت هناك لقطات بعيدة كان الأنسب لها أن تكون قريبة . - إختلف هذا الفيلم عن سابق أفلام جلال لتخليه عن أهم سمات جلال ، أحمد جلال مخرج محترف وليس مخرج إسما ً فقط ككثير من أبناء جيله لذلك هو متمكن كقائد و موجه لطاقم العمل و الممثلين و لا أحد يستطيع أن يتدخل فى أسلوب إخراجه و إدارته السينمائية شأنه شأن أى مخرج محترف و لأن كريم ممثل محترف ابن مخرج كبير كان يطيعه فى كل شئ حتى فى الأمر الذى كان يجعله مختلفا ً عن ممثلين جيله ألا و هو عدم إنفراد البطل بمعظم مشاهد الفيلم و مشاركة كثير من الممثلين الكبار - الذين لم نرهم لسنوات - فى أفلامه و لن ننسى ابدا ً أن جلال هو من أعاد محمود الجندى إلى السينما بكامل ثقله و قوته فى دور لم يؤده محمود منذ دوره فى ( اللعب مع الكبار ) ، بينما فى ( خارج على القانون ) نجد كريم عبد العزيز قد ظهر بصورة مكثفة جدا ً فى الفيلم حتى أنه ظهر وحيدا ً على إعلانات الفيلم وحده لأول مرة كما لم تشاركه البطولة ممثلة لها ثقلها كما هى العادة فى كل أفلامه و تم تهميش الدور الأنثوى فى الفيلم و هذا تغيير كبير فى رؤية أحمد الإخراجية او بمعنى أدق إختلال رؤيته . - كما أن إختيار جلال للفنان الكبير ( حسن حسنى ) للقيام بدور ( السويسى ) لم يكن موفقا ً لأننا كنا نرجو أن يستطيع جلال بأسلوبه الإخراجى المميز أن يقدم ( حسن حسنى ) بصورة جديدة او يخرج منه ما لم يخرجه أحد قبله و لكن للأسف طغى أسلوب حسن و قدم الشخصية الشريرة بطريقته هو و التى سبق أن قدمها فى كثير من الأعمال مثل ( خالى من الكوليسترول ). - كما لم يستطيع جلال أن يجعل كريم يقوم بالشخصية كما ينبغى فلم نرى الشخصية محددة العالم فلقد كان من المفترض أن نرى شخصية شريرة مجرمة نتعاطف معها لظروفها و نشأتها ... إلخ و لكن الشخصية التى قدمها تشعر معها و كأنها تقوم بوظيفة روتينية مملة لا حياة فيها و كان أداؤه باهتا ً . - لم يهتم جلال إطلاقا ً بمايا نصرى و كأنه تركها دون توجيه تمثل بالطريقة التى تحلو لها . اما النقاط الإخراجية التى أتقنها جلال و تفوق فيها - رغم قلتها - فهى :- - دور ( محمود الجندى ) الصغير و المؤثر للغاية فى أحداث الفيلم حتى آخر مشهد فلقد كان مشهد قتال الأب المجرم مع الشرطة من أتقن و أفضل مشاهد الفيلم إخراجيا ً ... الإضاءة مناسبة و اللقطات و الديكور و أداء ( الجندى ) المذهل كعادته . - الإدارة الممتازة للفنان أحمد عبد الغنى ... الممثل الذى مارس العبث السينمائى كثيرا ً مع قليل من الأدوار الجيدة و تقنين السينما له فى دور الشرير او مكدر صفو العاشقين و المحبين ، لمع أحمد فى ( خارج على القانون ) على يد جلال و لقد شهد هذا الموسم تفوق آخر له على يد خالد يوسف فى ( حين ميسرة ) و لكنه جذب الإنتباه أكثر فى ( خارج على القانون ) عن ( حين ميسرة ) لكبر حجم الدور و إتساع مساحته ، أخرج جلال كل طاقات أحمد عبد الغنى فى ذلك الدور - دور ضابط الشرطة - ليقدمه بإقتدار لم يسبقه فيه - فى السنوات الخمس الأخيرة - سوى ( خالد صالح ) فى ( تيتو ) ، و من الطرائف السينمائية التى قد تتحول لمشاكل أن حجم الدور فى القصة و مهارة جلال صنع من ( أحمد عبد الغنى ) نجم نافس البطل فى فيلمه كما سبق و حدث مع شريف عرفة فى ( مافيا ) حينما صنع ( مصطفى شعبان ) حتى أنه أشيع أنه سرق الأضواء من النجم ( أحمد السقا ) و لقد كذب ( السقا ) هذه الإشاعة فعلا ً لا قولا ً بإشراك ( عمرو واكد ) معه فى ( تيتو ) و بطولتان جماعيتان فى ( حرب أطاليا ) و ( عن العشق و الهوى ) . - مشاهد المطاردات و الحركة فى الفيلم كانت تفوق الممتاز فهذا هو المجال الذى لا يبرز فيه سوى طارق العريان او شريف عرفة .


"خارج علي القانون" يفضح التعديلات الدستورية الأخيرة!

شخصية الضابط التي جسدها أحمد سعيد عبد الغني أكثر إثارة من دور كريم عبد العزيز.. والممثلون في أسوأ حالاتهم باستثناء عبد العزيز مخيون باستثناء بعض الإيماءات الجريئة والموحية التي تتبني، كعادة كتابات بلال فضل، رأياً سياسياً كاشفاً، ولن نقول مناهضاً، واللغة السينمائية الرفيعة التي ميزت أسلوب المخرج أحمد نادر جلال، إضافة إلي النقلة الكبيرة في أداء الممثل الشاب أحمد سعيد عبد الغني، يمكن القول أن فيلم "خارج علي القانون" يمثل خطوة متقدمة عن فيلم "في محطة مصر" للثلاثي بلال فضل وأحمد نادر جلال وكريم عبد...اقرأ المزيد العزيز، لكنها تمثل تراجعاً نسبياً، علي صعيد الرؤية الفكرية، وأيضاً علي مستوي أداء كريم عبد العزيز، مقارنة بفيلمهم الرائع "واحد من الناس"! بالطبع لم يتخل بلال فضل عن موقفه السياسي، الذي تجلي عبر أكثر من موقف ومشهد وحوار بالفيلم، فأشار بذكاء، ولأول مرة في السينما، إلي التداعيات السلبية للتعديلات الدستورية الأخيرة من خلال المشهد الذي يقتحم فيه "رشاد غانم" ضابط مكافحة المخدرات ـ أحمد سعيد عبد الغني ـ شقة "عمر" ـ كريم عبد العزيزـ وعندما يسأله عن تصريح النيابة يبادره الضابط باستنكار :"انت مابتقراش جرايد ؟ الدستور اتغير خلاص"(!) وعندما يصر علي اصطحابه إلي قسم البوليس يعاود الشاب سؤاله: "بتهمة ايه؟" فيعلق الضابط باستخفاف: "إنت بتدق علي حاجات تافهة جداً"(!) وتتوالي الإشارات ذات المغزي، كالتنويه إلي "عين السخنة" بوصفها الملاذ الجديد للهاربين من أبناء الصفوة إلي الداخل إذا استحال تهريبهم إلي الخارج (!) والإيحاء بأن ثمة تواطؤا من جانب "الرتبة الكبيرة" في الداخلية مع "السويسي" تاجر المخدرات ـ حسن حسني ـ وتوبيخ الضابط الصغير لإصراره علي ملاحقته متجاهلاً كونه رجل أعمال كبير (!) والتستر وراء واجهات "البيزنس" للتمويه علي عمليات غسيل الأموال من تجارة المخدرات، واحساس الطبقة الجديدة من الطفيليين بأنهم "ولاد ناس وبقية طبقات المجتمع ولاد .."، كما في المشهد الذي يقبض فيه علي ابنة "السويسي" ـ شيرين عادل ـ بتهمة تعاطي المخدرات فتستاء لأنهم"حاطيني مع ناس شكلها غريب" ولما يتبني والدها وجهة نظرها يرد عليه الضابط "رشاد" : "كل اللي عندنا ولاد ناس، وماعندناش خيار وفاقوس ". وهنا تنتابك الحيرة في فهم سلوكيات الضابط، الذي يتشدد في تطبيق القانون لكنه لا يتورع ؛ إذا لزم الأمر، في تجاوزه كما حدث عندما وافق علي مقايضة حرز المخدرات الذي بحوزة "عمر" بالحرز الذي يدين ابنة "السويسي" لتبرئتها، وقيامه بقتل الابن الأكبر لتاجر المخدرات، الهارب إلي العين السخنة، لتوريط "عمر"، وأيضاً الافراج عن شقيقه الأصغر في صفقة تبادلية للايقاع بالرأس الكبيرة؛ فالتناقضات التي اعترت شخصية الضابط كانت سبباً في أن تثريها لكنها أوقعت المتفرج في حيرة بين كونه شريفاً أم شريراً وانتهازياً وأفاقاً ؛ إذ لا يمكن القول هنا أنه الإنسان بكل تناقضاته وإلا ضاعت هيبة القانون وسقط معني العدل، إذا تساوي حاميها مع حراميها، ومع هذا تبقي شخصية الضابط أكثر جاذبية وأقوي تأثير من "خارج علي القانون" أو كريم عبد العزيز الذي لم يبتعد، باستثناء مشاهد قليلة ونادرة، عن خطه الدرامي الواحد وايقاعه الرتيب المتكرر، ليس فقط علي مستوي الرغبة المحمومة في الثأر وانما علي صعيد الانفعالات والأفعال الثابتة التي لا تتغير ؛فمنذ اللحظة الأولي التي يكشف فيها الفيلم أن والده ـ محمود الجندي ـ كان تاجر مخدرات يتولد حاجز نفسي بينك، كمتفرج، وبينه، حتي لو قيل أن الأب قُتل غدراً لأنه أوشك علي إعلان توبته(!) وأن ضابطاً فاسداً تواطأ مع "السويسي" علي قتله ؛فإصرار الابن علي أن يمضي في طريق "الأب" بحجة أن "ابن الدكتور دكتور، والمهندس مهندس، وتاجر المخدرات تاجر مخدرات"، وعدم تسليمه بوجهة النظر المضادة، التي تتبناها زوجته "هنا"ـ مايا نصري ـ بأن عليه أن يختار طريقه، يعني أنه اختار بالفعل يوم أن ألقي بنفسه في أحضان تاجر المخدرات، وتفاني في خدمته بل تفنن في تهريب المخدرات وتبرئة ابنته في سلوك لا ينم أبداً عن كونه مجبراً وليس مسيراً (!) في مقابل هذا الارتباك الصارخ، علي مستوي رسم شخصيات "خارج علي القانون" والأداء الباهت لكريم عبد العزيز وحسن حسني ومايا نصري وانعام سالوسة، والصارخ والمزعج لسلوي محمد علي، والاختفاء غير المبرر درامياً لابنة "السويسي"، وكأنهم أودعوها مصحة للعلاج من الإدمان، وغياب المصداقية في مشهد المطاردة بين الشرطة و"عمر" عقب اكتشاف صفقة المخدرات في سيناء، يستوقفك، إضافة لشخصية الضابط، الدور الرقيق والأداء البليغ لعبد العزيز مخيون، وبراعته التي أضفت الكثير علي الحيلة الدرامية المثيرة التي أبدعها بلال فضل، وأيضاً الدلالة الموحية باتساق البطل مع نفسه عبرإصراره الدائم علي أن تبقي أنوار الشقة التي تجمعه وحبيبته مضاءة، للتأكيد علي أن علاقتهما في النور وربما الايحاء بغياب شعوره بالأمان في هذا العالم السري.أما المخرج أحمد نادر جلال فأظهر امكانات عالية للغاية منذ لحظة ظهورالتترات، التي اكتست بلون أحمر في ايحاء واضح للعنف والدم ثم استخدامه الرائع للمونتاج (مها رشدي) والقطعات التي تحولت مع المؤثرات إلي طلقات رصاص، والفلاشات التي أوحت بمرور الزمن وأيضاً كثفت الشعور بالصدمة، والابداع في المزج بين الواقعة القديمة التي قتل فيها والد البطل، علي أيدي البوليس المتواطيء، والمذبحة الجديدة التي كانت تنتظر البطل نفسه، علي أيدي"السويسي"، وتوظيف النافذة ليستبدل فيها الأب بالابن، ويثير من خلالها فزع "السويسي"، الذي ظن أن "الميت عاد لينتقم"، وأيضاً زيارة البطل للبيت الذي شهد اغتيال الأب واقترابه من أرجوحة الطفولة ؛ففي كل مشهد، بل كل لقطة رصدتها كاميرا إيهاب محمد علي، تتأكد أن هناك مخرجاً أضفي لمساته الابداعية علي"خارج علي القانون"، ولولاه لفقد الفيلم الكثيرمن قيمته ورونقه واثارته، ولعلها المرة الأولي، في الأفلام التي يكتبها بلال فضل، ترتقي فيها الصورة واللغة السينمائية بالفيلم فتخفي عثراته الدرامية، بعدما كان المعتاد أن ترتفع سيناريوهات "بلال" بالأفلام، وتدفع المتلقي لتجاهل سقطاتها التقنية حباً وكرامة في "فضل"؛ فالحوار الساخر أوالنقد اللاذع قد يرضي غرورالمحبين لكنه، أبداً، لن يغنيهم عن انتظار سيناريو متماسك يخلو من القفزات وغياب المبررات ولا يتعاطف مع خارجين علي القانون لمرض في قلوبهم وليس لأن الظروف والأقدار ظلمتهم، حتي لو تجمل السيناريو باستنكار جريء لدستور تم تعديله لتنتهك كرامة المواطنين وتهان آدميتهم، فهو استنكار مستحب وجرأة محببة بشرط أن يتحولا إلي صورة وإلا فمكانهما "الدستور"!


فيلم رائع .. رائع يا كيمو

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. بكل صراحة فيلم ممتاز و أداء كريم عبد العزيز فيه أفضل من أدائه في " واحد من الناس " و في هذا الفيلم إستطاع التفوق على نفسه .. أداء المملثلين كـ كل ممتاز ما عدى دور " مايا نصري " الذي لا تفهم شخصيتها و دورها مهمش و سيء للأسف و دورها غير مفهوم .. مشاهد الأكشن بـ البداية و النهاية و إصطدام السيارات أفضل مشاهد الفيلم و أنا أراه ثاني أفضل فيلم أكشن لـ كريم بعد " ولاد العم " .. " أحمد سعيد عبد الغني " كان ممتاز و أقنعني جدا ً في دور الضابط الذي يلاحق كريم...اقرأ المزيد بإستمرار و أتمنى مشاركتهمرة أخرى مع كريم لأنهم ثنائي ممتاز .. الفيلم كـ كل ممتاز و أحدائه مشوقة جدا ً و ليست مملة كـ معظم الأفلام .. أنا لست ناقد و لم أقم من قبل بـ كتابة أي نقد لـ أي فيلم و أنا مشاهد عادي و لكنني أرى " خارج على القانون " فيلم ممتاز .. شكرا ً ..


خارج على القانون ... إختلال الموازين قبل إختلال الرؤى 2-2

القصة و السيناريو و الحوار :- للكاتب المتميز بلال فضل الذى حير الجمهور قبل النقاد بإزدواج شخصيته فى الكتابة و هذا هو السبب فى اننا لا نستطيع الحكم على قصة ( خارج على القانون ) بأنها جيدة و حسب او سيئة و حسب ؛ لماذا ؟ لأنها ليست قصة فاشلة و فيلم ساقط نحتقره و لا يستحق حتى أن نكتب عنه كبعض أفلامه السابقة و لا هو بالفيلم المكتوب بعناية فائقة كـ ( واحد من الناس ) فلا نملك سوى أن نمدحه طوال الوقت و نـثـنى عليه . إنما ( خارج على القانون ) هو فيلم يحمل وجهة نظر واضحة تستحق أن نقف طويلا ًأمامها و نقول...اقرأ المزيد لبلال :- إن وجهة نظرك مشوشة مهتزة إن لم تكن خاطئة ترى السراب و تحسبه حقيقة . الثلث الأول من القصة ممتاز و حبكته الدرامية عالية .... و واقعى لخصه بلال فى براعة بجملة ( فى بلدنا دى ابن الدكتور بيطلع دكتور و ابن المهندس بيطلع مهندس و ابن تاجر المخدرات بيطلع تاجر مخدرات ) باقى الفيلم هو ما يستحق التوقف طويلاً أمامه ، واضح جدا ً أن بلال من تأثره بالفساد المستشرى فى مؤسسة الشرطة أصبح يرى كل الشرطيين و رجال الأمن مخطئين ، أنذال ، خونة ، إن لم يكونوا أعداء وعلى هذا رسم بلال شخصية ضابط شرطة يبيح لنفسه فعل اى شئ للإيقاع بتاجر المخدرات فيكون مصيره فى النهاية هو أن يلقى مصرعه على يد هذا التاجر ! قمة الإجحاف و الظلم من بلال فضل . اولاًانا لا أنكر و أرفض تمام الرفض ما ترتكبه مؤسسة الشرطة من تعذيب للمواطنين و إهدار لحقوقهم و تقصير واضح فى توفير الأمن للمجتمع و مكافحة الجريمة و لكن هذا لا يعنى أن مؤسسة الشرطة أضحت منظمة جاسوسية او سفينة قراصنة فمازالت هذه المؤسسة تحمل فى طياتها كثير من الشرفاء يقومون بواجبهم على أكمل وجه بل و لن أكون مبالغا ًإذ ما قلت يموتون فى سبيل القيام بهذا الواجب و هناك الكثير من الشواهد التى تؤكد كلامى هذا ، و هناك فريق من رجال الشرطة يقف بين هذين الفريقين هدفهم نبيل و لكن غايتهم فى بلوغ هذا الهدف قذرة و هى استراتيجية مرفوضة كل الرفض للشرطة المصرية يدعم إستمرار هذه الإستراتيجية إستمرار حالة الطوارئ فى البلاد و هو ما عبر عنه بلال فى الحوار بين الضابط عندما أقتحم شقة ( عمر ) فطلب منه الأخير إذن النيابة فأخبره الضابط ساخرا ً أن مثل هذه الأمور لم تعد سارية و برغم أنه ضابط مكافحة مخدرات إلا أنه جاء زاعما ً وجود أعمال منافية للآداب فيجيب مرة ثانية فى سخرية أن المخدرات أصبحت وثيقة الصلة بالآداب فيرد ( عمر ) بمنتهى الحزم : - إذا كنت جاى عشان المخدرات فمش هتلاقى إلا إذا كنت جايبها معاك و ناوى تحطها لى ، اما بقى الأعمال المنافية للآداب فالست دى مراتى . فشخصية الضابط فى فيلم بلال هى من النوع الأخير ، ضابط شرطة متأكد تمام التأكد أن ذلك المواطن تاجر مخدرات و لكنه لا يملك اى دليل إدانة ضده و كلنا نعرف الفرق بين القانون و العدالة ، كثير من ضباط الشرطة ( كما بين بلال فضل ) يسعون إلى إلصاق تهمة ما بالمجرم أو يضيقون الخناق عليه حتى يسقط او يوقعوا به و هذا قمة الخطأ الذى يرتكبه الشرطى لأنه ليس من المفروض أن يتحول الشرطى إلى مجرم يخرق القانون ليوقع بمجرم ما و إنما عليه أن يجتهد فى الحصول و لو على دليل إدانة واحد للإيقاع بذلك المجرم ... ولكنها سياسة الإستسهال . هذا هو الواقع نقله بلال بأمانة و وصلت رسالته إلى المشاهد و لكن هل من المعقول أن يكون مصير مثل هذا الشرطى الشريف و لكنه أحمق يتبع مبدأ الغاية تبرر الوسيلة هو أن يلقى مصرعه على يد تاجر المخدرات المجرم . و يريد بلال أن نتعاطف مع تاجر المخدرات المجرم القاتل ، كيف هذا ؟ و إن لم يكن هذا التعاطف هو ما يريد بلال أن يوصله للمشاهدين إذن فلقد فشل بلال فى توصيل ما يريد لأن كل المشاهدين وصلت إليهم رسالة التعاطف تلك و إن لم يستجيبوا لها كلهم فتعاطفوا مع المجرم على حساب الشرطى المسكين الذى ترملت زوجته و يُـتم أبناءه . و إن كان بلال يريد أن يوصل أن المجرم و الشرطى كلاهما ضحية فهو ايضا ًلم ينجح فى ذلك. لقد هاجم كثير من النقاد الفيلم قائلين أن صناعه أعجبتهم لعبة مناهضة الحكومة كما فى ( واحد من الناس ) و أرادوا تكرار نجاحها و إستثمارها مرة أخرى ففشلوا . لقد أختلت موازين بلال فضل الإجتماعية و العدلية فى هذا الفيلم قبل أن تختل رؤيته للأحداث الجارية و الأوضاع الحالية فى مصر كما أختلت رؤية أحمد جلال الإخراجية ، و إن كان إختلال الموازين قد سبق إختلال الرؤى فى فيلم ( خارج على القانون )