أراء حرة: فيلم - حين ميسرة - 2007


\"حين ميسرة والواقعية الاجدد\"

سيناريو الفيلم سيناريو الفيلم جرىء فى قصته ومنضبط فى إيقاعه مفكك فى بعض أجزاءه ليراوح بين الفنيات الجيدة والوقوع فى أخطاء كبيرة . فهو¸يُحسب له طزاجة العالم الذى يتعرض له وجرأته فى الطرح والتركيز على ملامح إنسانية مُضيئة وسط قتامة الواقع. فالناس البسطاء يجمعهم الحزن ولحظات الفرح المُختلسة والأمل فى غداً أفضل ولا يحتاجون إلى جواز عبور للآخر \"فناهد\" تنتظر عند عائلة عادل ستة أشهرحتى يخرج من السجن تتصرف من اليوم الأول على أنها أحد أفراد الأسرة فى بساطة ويُسر وكأن القلوب مفتوحة على بعضها البعض...اقرأ المزيد بلا إستئذان . وزوجتى فتحى \" عمرو عبد الجليل \" الذى يكتشف عقمه فى النهاية تخفيان عليه حقيقة انه عقيم خوفاً على مشاعره رغم أنه كثيراً ما يوبخهما ويتهمهما بانهما سبب عدم خلفته لكن واحدة منهن لم تتفوه بالحقيقة ابدا ، وإذا بهما عندما يكتشف هو حقيقة نفسه يحنوان عليه ويتمسكان به حتى اخر العمر . كما نجد علاقة الضرتين ببعضهماعلاقة يسودها تعايش وود وكأن ضيق الحال جمع بين قلبيهما ، ونرى ايضا كيف يتجمع الناس فى العيد حول طعامهم البسيط فى طقس مصرى صميم فيه من المحبة و المرح والاحلام ما فيه من مسحة الحزن الخفيفة . الغناء أيضاً كان له مساحة أضافت على الأحداث نوع من العذوبة وسط هذا الخراب المتلاحق كما اتت الكوميديا الخفيفة والتى اجاد فيها عمرو عبد الجليل لتضيف إلى العناصر السابقة وتتكامل معها فى كسر حدة القتامة الناجمة عن تصوير واقع هؤلاء الناس. حاول السيناريو أيضاً الربط بين ما يحدث فى مصر والعالم العربى من خلال الإشارة إلى حروب العراق المتكررة فى ثلاثة عشر عاماً كما قدم مقابلة بين إمتهان الجسد من قِبل ظروف الحياة وإمتهانه بالتعذيب من قِبل الشرطة من ناحية فى مشهد المونتاج المتوازى بين \"ناهد\" وهى ترقص فى كباريهات الأسكندرية وبين ما يحدث لعائلة \"عادل\" من تعذيب فى أقسام البوليس ومن ناحية اخرى بين ذلك التعذيب وما يحدث فى العراق ليستحضر ذلك على الفورمشاهد ابو غريب فى السجون العراقية دون الإفصاح عن ذلك. لكن السيناريو على هذا الحال وقع فى أخطاء عديدة نذكر منها إنه وقع فى فخ المباشرة فى الطرح وإنتهاج سياسة الصوت العالى والزاعق الذى يستبدل التلميح فى الفن بالتصريح والتقرير . كما اصر السيناريو على ربط احداث الفيلم باحداث العراق كلها ليكون ملتزما بفترة زمنية طويلة فككت اوصاله فى بعض المناطق. وكان الاعتماد فقط على التلفزيون كرابط مكرر ما بين ما يحدث فى مصر وما يحدث فى العراق، رابطا لا يحدث تأثيرا على المستوى الدرامى ولا يؤثر على الاشخاص فلم ينبس احد الابطال بكلمة واحدة تعليقا على هذه الاحداث ولا نجد غير العائد من العراق فى صحبة نسناسا فى قفص عنصرا دراميا وحيدا -غير متقاطع بقوة مع الاحداث - يدلنا على تلك المأساة ، كما اعتمد السيناريو على بعض الحلول السهلة والمستهلكة فى بعض الاحيان مثل طريقة تلفيق التهمة لعادل باعطاء احد الرجال كيسا من المخدرات لوالدة عادل حتى تضعها فى فراشه ثم يأتى البوليس ليكمل الخدعة التى رأيناها من قبل كثيرا ، وجاء كم كبيرا من الصدف فى الخط الدرامى الخاص بناهد فهى تعرضت لكم من الصدف المتشابهه فى طريقة هربها من المصائب التى حلت بها ، ففى شقة العصافرة رحلت ناهد فى نفس الوقت الذى داهم فيه البوليس الشقة وفى العوامة فعلت نفس الشئ كما ان مداهمة البوليس فى كل مرة لهى طريقة سهلة ومكررة من كاتب السيناريو للانتقال بناهد من مرحلة الى اخرى . وطبعا لا ننسى الطريقة التى تعرف بها البطل على البطلة بإنقاذها من الإختطاف ليكون هو المُخلِص الذى تنتظره البطلة ستة أشهر حتى يخرج من السجن أما بالنسبة لطرحه للشخصيات ودوافعها فنُعيب عليه عدم طرح قضية التطرف بتحليل يليق بالظاهرة فالجماعات هنا مجموعة من الأشرار ليس لهم منطق يدمرون ويقتلون بلا مبرر ومع إختلافنا مع هذه الظاهرة إلا ان طرحها يجب ان يكون أعمق من ذلك تحليلا يبحث عن أسبابها خصوصا إذا كانت ستستخدم كعنصر أساسى فى العمل . وعلى مستوى الإخراج كان إختيار مواقع التصوير موفقاً ومعبراًعن قضية الفيلم فمن العشوائيات فى القاهرة بحاراتها الضيقة وعششها إلى بنها بحارتها المشابهة وإن كانت اكثر هدوء ولاتختلف فى فقرها وضيقها عن عشوائيات القاهرة ومن بحر الأسكندرية إلى نيل القاهرة مروراً بمحطة القطار جاءت حركة الكاميرا متناسبة مع المكان والشخصيات المقدمة ونذكر منها حركتها الموحية فوق رؤوس المصلين فى صلاة العيد حتى تلتقى بالبطل وهو عائد من السجن غير ان \"خالد يوسف\" لم ينوع كثيراً فى ذلك كما فعله فى فيلمه السابق \"خيانه مشروعة\" ربما فضل ان تكون الحركات محسوبة حتى يحافظ على الطابع الموحى بالتسجيلية المساحات التى تتحرك فيها الكاميرا وبذلك تكون حركة الكاميرا وحجوم اللقطات االتى أبى المخرج ان يلعب بها بإبهاركما فى السابق من افلام قد كان ذلك متماشياً مع وجهة نظر تقديم عمل مباشر يصل للناس بسرعة . وعن الإخراج ايضاً نُُصدق على التنفيذ المُتقن للمشاهد مثل الإنفجارات التى كانت متقنة لا يشوبها عيب الاصطناع فبدت حقيقية ، و غرف التحقيقات التى بدت أكثر منطقية عن مثيلتها فى المشاهد المماثلة فى الافلام الاخرى ، وحياة اولاد الشوارع ، ملابسهم وهيئتهم وسلوكهم . وأغلب مشاهد الفيلم متقنة الصُنع مفعمة بتفصيلات دالة على المعنى ففى مشهد هروب أحمد بدير الأخير يهرب بهدوء عكس إتجاه الناس ليدلنا ذلك على موقفه الحقيقى كما يوحى لنا إنه إذا كان يعرف مخرجه الآمن الذى يخرج به من العشوائيات كما يظهر تحديده إياه على الخرائط فى المشهد السابق فمعنى ذلك ان هؤلاء الناس - سكان المنطقة - لا مخرج لهم وانهم حتماً سيكونون ضحايا الحرب الدائرة بين المتطرفين والشرطة وهنا تتأكد فكرة أن هؤلاء الغلابة الذين عاشوا على هامش الحياة من السهل جداً أن يضحى بهم الإرهابيون كما تضحى بهم الشرطة على حدً سواء وفى مجال التمثيل اثبت الممثل الشاب \"عمرو سعد\" إنه قادر على القيام بدور البطولة وان لديه طاقات عالية و انه ببعض الثقل والخبرة يضع نفسه بسهولة فى مصاف الوجوه الأولى . كما كانت \"سُمية الخشاب \" مُتألقة وقادرة على حمل خط درامى منفصل وشخصية درامية دسمة راوحت بين إنفعالات عديدة صدقناها فى مجملها وأضافت الى رصيدها السابق نقطة مهمة فى تاريخها . هاله فاخر أبدعت فى دور الأم ولا انسى لها مشهدها المشترك مع ولدها حين آتى ليأخذ الغوايش من يدها قسرا ليكون مشهدا مفعما بالقسوة والحنو والدموع فى نفس الوقت وهنا تظهر الخبرة فى التمثيل والمقدرة على التأثير فى الناس ببساطة ، عمرو عبد الجليل ادى كومديا خفيفه محببه فى دور \"فتحى\" كما انه فى مشاهد العراك والحزن كان مميزا ليثبت لنا ان طاقاته التمثيلية متفجرة ، ويجب ان نشيد هنا بقبول نجوم كبار لأدوار صغيرة فى الفيلم ابدعوا فيها جميعا منهم احمد بدير وسوسن بدر وسامح الصريطى ، وان دل ذلك فانه يدل على تحمسهم لقضية الفيلم وفهمهم الواضح لان الدور ليس بمساحتة على الشاشة وانما باتقانه وقوة تأثيره. ولا أعرف لماذا استخدم خالد يوسف نفس الموسيقى التصويريه التى سبق وان استخدمها فى فلمه العاصفه اما كان يليق بكل هذا المجهود وضع موسيقى خاصه بالفيلم . وقبل ان انهى مقالى اريد ان ابدى استغرابى الشديد من الذين هاجموا الفيلم من منطلق أخلاقى وكأن الخطر الذى يحيق بهم هو أنفلات أخلاقهم وليس الفقر ولا الأهمال ولا كل الأخطار التى حذر منها الفيلم وصارت القضيه ليست جرس الأنذار الذى يريد صناع الفليم دقه بل أن من دق الجرس كان يرتدى جونله قصيره مثلا ، لتصير الجونله هى المتن وجرس الأنذار هو الهامش ، كما لو كان المتهمون على وشك الأنفلات الأخلاقى ويخشون ان ينبش اى عمل ابداعى هذه المنطقة ، وما دخل رصد الظواهر بالتحريض عليها إذا كيف نرصد المخدرات والدعاره وكافه الأنحرفات دون ان يقال أننا نحرض عليها . أما بالنسبه لمشهد المثلية الجنسيه الذى اثار زوابعا كثيرة فلم يتعد ذلك المشهد 10 ثوان من مجموع 120 دقيقه هى وقت العرض أى اقل من اثنين من عشرة فى المئة\" 0.2% من وقت الفيلم ، وكان ذلك المشهد خاليا من اى عرى حقيقى وهنا ادعوا هؤلاء المنتقدون لقراءة الأعمال الأدبيه التى صدرت مؤخرا و تناولت حياة المهمشين والحياه داخل العشش العشوائيه ليصدقوا أنها ظاهرة حقيقية تناولها الأدب فى السنوات الأخيره بشكل اكثر جرأه وبنقل الحقائق على عواهنها كما هى فى الحقيقة و ليس كما قال خالد يوسف انه لم يستطيع تقديم كل الحقائق التى رئاها عندما اعتذر للجمهور عن انه وجد الواقع اكثر قسوة فانتقى منه ما يصلح ان يصنع فيلما وذلك فى تترات الفيلم الأخيره. لكن الادب لم ينتق بل رصد بكل دقة ما يحدث ، و لان ليس كثيرا من متابعى السينما متابعى لباقى الحركات الفنية والادبية كان ذلك الفيلم صادما لهم . وفى النهايه ستبقى السنيما مرآة الواقع لا تبتد ع واقعا لتقدمه وتبقى شاهده على عصرها مؤرخه لأحداثه كما كانت دوما وكما تميزت السينما المصرية على مر القرن الماضى . ولانملك إلا ان نقول لمخرج الفيلم أحسنت . قلت الذى تريد بصوت عال ولكن حسبك انك قلته ورفعت القناع عن بعض ماهو مسكوت عنه فالى الأمام ولعلك تخفف نبرتك فى الافلام القادمة ليصفوا إبداعك المبشر بمخرج مميز يصنع تاريخ.


صدق فنى من مخرج غير صادق

الانطباع الأول لى قبل مشاهدة هذا الفيلم هى كأى انطباع لى عند مشاهدة أى فيلم لخالد يوسف ، فحتما سأجد العديد من القضايا و الكثير من الصراخ و الميلودراما و طبعا العديد من المشاهد الجنسية و كأن الأمر قد أصبح تيمة يسير عليها المخرج فى كل أفلامه ، و بعد مشاهدة " حين ميسرة " لم يخب ظنى فما توقعته وجدته لكن نظرتى لهذا الفيلم اختلفت عن أى نظرة لأفلام خالد يوسف الأخرى ، فقد وجدت الفيلم فعلا فيلما و وجدت به شىء من التصرف و العقلانية ، صحيح لم يخلو من الاستفزازات لكنه كان بالنسبة لى انجازا لم أكن أتوقعه من...اقرأ المزيد خالد يوسف . يضعك الفيلم فى متاهة تعلم أنت جيدا كل مخابئها لكن فى الوقت نفسه تشعر بذلك الشعور الذى يصيبك عندما تتواجد فى متاهة ، ينتقل من حدث الى آخر و من شخصية الى أخرى و من مكان الى آخر و من سنة الى أخرى و من جيل الى لاحق و من معيشة الى أخرى ليخلق ذلك التوهان الذى تعلم أنت مسبقا أنه تقريبا سيحدث ، و لا يترك لك فرصة للتركيز أو لفهم كيف ستنتهى الأمور التى اذا فكرت فيها جيدا فلن تتفاجأ فى النهاية و لن تصطدم بأى فكرة أو حدث ما ، تسير الشخصيات من مكان الى آخر تاركة ورائها شخصيات و أحداث و أفكار أخرى ، قد تكون هذه الشخصيات مبتورة الدوافع و غير مكتملة دراميا و هو ما لا يصب فى صالح الفيلم ، لكن الجميل هنا أن ذلك لا يسبب أى مشكلة مزعجة على الاطلاق ، و على نفس المنوال تأتى كل الصدمات و كأنك تعيشها ، تذكر معى المشهد الذى كان عادل يمارس الجنس فيه مع احدى الفتيات و يأتيه " فتحى " مسرعا ليخبره بأن أخته قتلها زوجها ، هى صدمة بكل المقاييس لكن جاءت هنا على نحو مبتور بلا تمهيد و بلا تأثير قادم ، لكنه مشهد ضرورى جدا و لا تسألنى كيف ؟ فقط هو ضرورى رغم أنك اذا حذفته ربما لن يؤثر فى شىء . قدم المخرج أيضا شخصيات حقيقية لا تميل الى المبالغة الميلودرامية المعهودة دوما عند خالد يوسف ، لكنه قدمها كما هى بفرحها و تسامحها و أخطائها و أحلامها و بساطتها مثل شخصية الأم - التى قدمتها ببراعة هالة فاخر - و شخصية فتحى - التى قدمها ببراعة أيضا عمرو عبد الجليل - فقد اكتسبت هاتان الشخصيتان ملامح انسانية و درامية جميلة سمحت للممثلين أن يقدموا أداءا مذهلا و سمح للمخرج أن يقدم من خلال الشخصية الأولى شجنا حقيقا بدون ازعاج أو صراخ و أن يقدم من خلال الشخصية الثانية كوميديا واقعية تثير السخرية و التأمل فى نفس الوقت ... لكن من ناحية أخرى لم يعطى تلك اللمسة للشخصيتين الرئيسيتين " ناهد و عادل " فقد أراد أن يقدم من خلالهما قصة رومانسية وسط كل هذا القبح و القهر و الحرمان لكن لم تخرج مشاهدهما بأى شىء مميز سوى ذلك الاغراء الرخيص الذى اعتاد خالد يوسف تقديمه و لم يسمح للممثلين بأى تألق من أى نوع . بعد كل ما كتبته و بعد مشاهدتى للفيلم أتسائل هل كان هذا صدفة ؟ و هل كان هذا الصدق الفنى صدفة ؟ خصوصا أن خالد يوسف لم يستفد من هذه التجربة الا بمزيد من الجرأة و المزيد من الصراخ فى أفلامه التالية ، و خصوصا أيضا أن الفيلم يحتوى على أخطاء مستفزة يقع خالد يوسف فيها دائما ... أتمنى حقا أن يتوقف للحظة ليراجع أوراقه و يراجع أيضا ما درسه و ما فهمه من فن السينما .......


أحد أسوأ الأفلام التي رأيتها في حياتي!!

فيلم ساذج بالرغم من محاولة وضعه في إطار الفيلم الواقعي الذي يلقي الضوء على حياة سكان العشوائيات في القاهرة. بالطبع لم يكن سبب احباطي اني كنت اتوقع مستوى عالي من المخرج خالد يوسف ولكن أن أرى هذا المستوى المتدني في السرد واللغة السينمائية هو ما أصابني بالاحباط الشديد! الفيلم لم يرقى الى مستوى الموضوع وتعامل معه بنفس منطق مانشتات أخبار الحوادث! الشيء الذي حاول المخرج وضعه في مقدمة الفيلم محاولةً لجعل ما سوف يراه المشاهد من سريالية يبدو واقعي. لن أطيل ولكن أكثر ما جذب انتباهي دور سمية...اقرأ المزيد الخشاب. منذ بداية ظهور الشخصية في الفيلم وهي تهرب من محولة إغتصاب في الوقت التي كانت تهرب من تحرش زوج الام ثم تهرب مرة أخرى من العشوائيات ثم إلى الاسكندرية ثم من الاسكندرية تهرب من قسوة أبناء السيدة التي عطفت عليها ثم إلى بيت الدعارة ثم تهرب إلى العشوعيات ثم إلى بيت الام مرة أخرى إلى بيت الدعارة مرة اخرى ثم من بيت الدعارة تختلق موقف لتهرب مع أحد العاملين معها، ثم تهرب حين مداهمة البوليس لمنزل الشاب ثم تعمل راقصة ثم تهرب وتعود لبيت الشاب بعد خروجه من القضية ثم تهرب حين يحاول اصدقاؤه اغتصبها ثم تهرب من البوليس في نهاية الفيلم أثناء إتمام صفقة مشبوهة مع أحد رجال الأعمال الفاسدين ثم تهرب في النهاية إلى الاسكندرية مرة أخرى في القطار..وهنا تأتي عبقرية المخرج في جمع شمل العائلة في مكان واحد. الأب، الأم، والإبن الذي هرب هو أيضاً من البيت وأصبح من أطفال الشوارع وزوجتة والحفيد في نفس القطار! ثم في نهاية الفيلم، أحد أكثر النهايات المستفزة في تاريخ السينما. يأتي المخرج بصوت حنون ويهمس في أذان المتفرجين معتذراً أنه حاول نقل الواقع ولكن الواقع أشد قسوة مما رأيناه!! في رأيي خالد مخرج محاط بهالة من المبالغة. فهو مخرج عادي، شاءت الظروف أن تجمع بينه وبين أحد أهم مخرجي مصر الاستاذ يوسف شاهين كمساعد لفترة طويلة ..ولكن في حقيقة الأمر لا أعتقد أن خالد يوسف إستفاد من هذه الفرصة الكبيرة. كنت اتمنى أن يعتذر خالد عن ما قدمه من مستوى في رأيي لا يقل سوءً عن اللمبي و أيظن!!! حين ميسرة أو (الهروب الكبير) .. أحد أسوأ الأفلام التي رأيتها في حياتي!!


حين ميسرة، أداء رائع و سذاجة بعض الشئ

حين ميسرة، من أكثر الأفلام التي تظهر من يعيشون تحت خط الفقر بواقعية شديدة، فكل القائمين علي هذا العمل استطاعوا أن يؤدوا أدوارهم علي أكمل وجه. لكن القصة المحورية و هي حب (عادل حشيشة ) (لناهد) ليست بالقوية، فليس معني أنه أنقذها من خطر ما أن تحبه فضلا عن إقامة علاقة معه في بيت أمه التي لم تشعر حينها بهما و هذا يفتقد للمنطق تماما. من ضمن أيضا النقد الموجه للقصة، عدم وجود أفكار حقيقية لجماعة (أحمد بدير) الإرهابية، فلماذا يفعلون ذلك؟وماذا يسعون إليه؟ كل هذه أسئلة يجب الجواب عليها. ومن المشاهد التي لا...اقرأ المزيد يتقبلها العقل مشهد إزالة الشرطة للحي نظرا لوجود متفجرات، حيث رفضت (هالة فاخر) الخروج من المنزل و جلست معها (نحمده) ثم قال فتحي في صوت فيه اطمئنان مبالغ فيه: "اقعد يا عم هي النسوان هتطلع أرجل مننا ولا أيه" فهو من المفترض أنه سيموت فكيف هذا "البرود". من الأدوار التي يجب الإشادة بها، دور (غادة عبدالرازق) فقد قامت بالدور علي أكمل وجه، بالإضافة إلي عينها التي تري فيها الشهوة تجاه (سمية الخشاب).