أراء حرة: فيلم - أحلام هند وكاميليا - 1988


اختلاط ابتسامة الكدح وقسوة العيش

اعتاد المخرج المبدع محمد خان تقديم اعمال فنية عن الشخصيات العادية والبسطاء في حياتنا وما يلاقيه هؤلاء من قسوة وصعوبة في الحصول ع لقمة العيش مخرجا العديد من الاعمال التي تصور الحياة العامة للطبقة المتوسطة الكادحة... ولكن فيلم (أحلام هند وكامليا) كانت الرؤية مختلفة قليلا حيث قدم فيها رؤيته عن الخادمات وما يلاقيهن طول فترة عملهن او داخل حياتهن الخاصة فقدم قصة خادماتين تجمعهما علاقة صداقة قوية يحلمان بالاستقرار والامان في ظل مجتمع قاسي ينظر لهما نظرة عالية، فتتعرف الخادمة هند (عايدة رياض) ع العاطل...اقرأ المزيد عيد (احمد زكي) وتقع معه وتحمل منه فيضطر إلى الزواج منها ف الوقت الذي تقدم لها صديقتها كامليا( نجلاء فتحي) يد المساعدة طوال فترة علاقتهما بالرغم مما تلاقيه كامليا في حياتها من صعوبات لتحملها مسئولية شقيقها العاطل وأولاده حتى عقب زواج هند من عيد ودخوله السجن نتيجة عملية نصب قام بها..وبعيدا عن احداث الفيلم والقصة المحبكة سينمائيا التي قدمها محمد خان من خلال سيناريو الفيلم والمشاهد السريعة والديلوج المتقن في ترتيبه نرى محمد خان وبراعته في استخدام ادواته للعيش داخل شخصيات غاية في الدنو مصورا حياتهن الخاصة واحلامهمن التي لا تتحقق في أن يصبحن ربات بيوت راصدا كيفية تعاملهن مع الصعوبات التي تواجههن وما يتعرضن لها من مضايقات داخل المنازل التي يعملن بها ...إلى جانب ذلك علاقة الخادمات بالمخدومين ونظرتهم لهن وعن اسرار البيوت التي تستغلها الخادمات في الثرثرة مما يترتب عليه وقوع العديد من الفضائح والمشاكل ، يأتي دور الفنانة المبدعة نجلاء فتحي في تأدية شخصية كامليا المتحملة للمسئولية الكاملة واعالة نفسها وشقيقها العاطل وأولاده ومحاولة التضحية بنفسها والزواج من أحد الاشخاص البخلاء حتى تساعد شقيقها وتمكنها من استخدام تعبيرات وجهها وانفعالاتها كاملة في علاقتها بالاشخاص الذين تتعامل معهم واحساسها بالمساواة لمجرد دخول زوج إحدى السيدات التي كانت تعمل عندها السجن وقد نالت نجلاء فتحي عن دورها جائزة افضل ممثلة بمهرجان طشقند الدولي ,, كما نجح النمر الاسود احمد زكي في تأدية دور اللص الذي يسعى إلى التوبة عن اعمال السرقة والنهب املا في ان يحيا حياة مستقرة برفقة زوجته هند وابنتهما أحلام إلا أن يموت الزمار وصوابعه بتلعب فقلة ذات اليد وصعوبة الحصول ع لقمة العيش الشريفة وعدم صبره وتوبته الغير نصوحة تدفعه إلى السرقة مرة أخرى حتى يتم القبض عليه ويودع بالسجن وهو ما يحدث في العديد من تلك الفئة الاجتماعية وبالتالي فإن فيلم (احلام هند وكامليا)يصور كيفية تحقيق الاحلام الضائعة موضحا حياة تلك البيئة من المجتمع وتعاملهم ليقدم فيلم مصري بحت