أراء حرة: فيلم - هليوبوليس - 2010


هليوبوليس ... البحث عن وطن

قليلة هى تلك الافلام التى تأخذنا الى عالم نراه للمرة الاولى على الرغم من اننا نحياه فى كل يوم ، الكثير منا يمر على تلك الاماكن ولكنه لم يراها بعين الفنان الذى نقل لنا ذلك الشجن المؤثر فى حدوتة بسيطة عن يوم واحد فى حياة مجموعة من البشر يرتبط وجودهم اللحظى بمنطقة مصر الجديدة ، لنرى من خلال ذلك اليوم مدى افتقادنا جميعاً لذلك الوطن الجميل الذى ربما نحلم به دائماً بل ونتغنى بأنه كان هنا موجوداً بيننا ولكننا نفتقده او فقدناه بأنفسنا فى رحلة تحطيم الجمال وصناعة قبح حضارى يغلف حياتنا اليومية . غزل...اقرأ المزيد (احمد عبد الله السيد ) نسيج سيناريو الفيلم بمهارة شديدة من خلال عدة نقاط هى : أولاً:- من خلال موضوع الفيلم حيث ذلك الحلم الجميل الذى رحل عن مصر المتسامحة التى كانت تحوى الجميع دون تفرقة ما بين جنس ولون وهوحدث حقيقى مازالت اثاره النادرة باقية على ارض الواقع ولكن فى استحياء شديد فلقد كانت مصر بوجه عام ومنطقة مصر الجديدة بوجه خاص عبارة عن كوزموبوليتان حضارى شديد التميز حيث الوجود لعدد كبير من الاجناس والاعراق المختلفة التى تتفاعل مع بعضها البعض ومع مصر والمصريين بشكل لا مثيل له حيث التسامح والتعاون المشترك بين الجميع دون افضلية لاحداهما على الاخرى ، ذلك الحلم الذى رحل وانتهى مع بداية تطبيق ايدولوجيات فكرية متخلفة استطاع اصحابها من القادة ان يخلقوا اجيالا من الجهل والتسطح والتشدد ، ولعل من اجمل مشاهد الفيلم ذلك الذى يحكى فيه الباحث الجامعى ( خالد ابو النجا) مع مدام فيرا (عايدة عبد العزيز) عن مصر الجديدة ماذا كانت وماذا اصبحت وكيف تحولت ذكريات ومشاهد لحياة حضارية متقدمة الى مجموعة مشوهة من المحلات التجارية ، نفس الامر الذى تصر فيه فيرا على الا يخبر احد انها يهودية على الرغم من مصريتها فالكل يعرفها الان على انها خوجاية وكفى فى ملمح شديد الذكاء من صناع الفيلم ان الاقليات الموجودة فى مصر ماهم الا مصريين ايضاً ولكن مع انتهاء زمن التسامح المصرى المشهور اصبح هناك مصريين اقلية فى مصر . ثانياً : - اختيار شخصيات الفيلم التائهة الباحثة عن مرفأ للنجاة من شبة حياة ، فالكل يبحث عن وطن خاص يحيا بداخله ويتفاعل معه للوصول الى معنى لتلك الحياة ، فالسفر جزء اساسى للشخصيات فالدكتور ( هانى عادل ) يريد بيع الشقة التى تمثل تاريخ كامل فهى موجودة منذ عام 1929 ليهاجر الى كندا لاحقاً بأمه وأخيه اللذان سبقاه الى هناك ربما فى محاولة للهروب من مجتمع متشدد اصبح يرفض الاخر بشكل او بأخر ، نفس الامر مع عاملة الاستقبال فى الفندق ( حنان مطاوع ) التى تشاهد القنوات الفرنسية طوال الوقت لتخفف من واقع فشلها فى الحصول على فرصة السفر الى فرنسا – الحلم الضائع – على الرغم من تركها لمنزل اهلها فى طنطا واصرارها على توصيل مبالغ نقدية – مصرية – لهم كل شهر وكأنها مرسلة من الغربة ومع ذلك فهى جبانة حتى فى تحقيق احلام بسيطة فهى ترتعد بشدة من محاولة شراء علبة سجائر بل وتتأثر بشريط لاحد الدعاة الجدد يديره سائق التاكسى ، على العكس منها تماما صديقتها ( سمية جوينى ) التى لاتتوارى عن شراء الحشيش وتدخينه ولديها شخصية قوية فى التصدى لكل تلك المحاولات التى يحاول المجتمع ان يفعلها معها فهى قوية ولكنها اختارت الهروب من الواقع ايضاً بحثاً عن وطن اخر يفهمها ، نفس الامر مع الباحث الجامعى ( خالد ابو النجا ) الباحث عن تراث بشرى وحضارى ورصده عبر الكاميرا لتوثيق تاريخ مصرى جميل - سينتهى قريباً - وهو ما يؤكدة مجموعة المشاهد الوثائقية التى يجريها مع اشخاص حقيقين يؤكدون على انتهاء مصر الجديدة التى لم تعد كما كانت قديماً ، شخصية اخرى هى عسكرى الحراسة ( محمد بريقع ) تلك الشخصية الصامتة التى تقوم بحراسة احد الاسوار فى شارع جانبى ولا يجد تسلية لقضاء فراغ الوقت القاتل الا عن طريق الراديو الترانزستور الصغير والذى يتصادف ان معظم اغانيه قديمة – عبد الوهاب ، فيروز - تتحدث عن وطن وهى لعبة شديدة الذكاء من السيناريو حيث ان العسكرى المجند يحلم دائماً بالعودة الى بيته – الوطن - ، الحبيبان( أيه سليمان ) ( عاطف يوسف ) والبحث عن شقة المستقبل والجرى وراء فارق الاسعار فى الاجهزة الكهربائية لبناء شقة العمر – الوطن الجديد - . ثالثاً : - المكان فى هذا الفيلم يعتبر هو البطل الاول فوظيفته الاساسية هنا هى تحريك الاحداث واستمرار عملية السرد السينمائى فى عملية التنقل بين الشخصيات المختلفة للفيلم والاحداث التى يمروا بها فشوارع مصر الجديدة هى اساس هذا العمل لذلك جاءت العلاقات بين اماكن الفيلم المختلفة علاقات متداخلة فنحن تقريبا نرى معظم الاحداث تدور ما بين شوارع وميادين وكل هذة الاماكن المتجاورة تتداخل فيما بينها لتصل الى درجة الانصهار فى الشارع ، فحتى شخصيتى الحبيبان رغم ابتعادهم بشكل كبير عن موقع الاحداث الا انهم يصلون فى النهاية الى مصب نهر الاحداث وهو شوارع مصر الجديدة ، وهناك عملية انتماء للمكان كما فى شخصية فيرا – اليهودية – والشخصيات الواقعية والعسكرى الذى اصبح انتمائه للمكان الذى يقضى يوماً بأكمله بداخله ( كشك الحراسة ) فهو يأكل ويشرب ويعيش حلم ذكريات موطنه الخاص داخل هذا الكشك بل ويؤدى صلاته – كمسلم - بجوار هذا الكشك وفى اتجاة سور الكنيسة فى لقطة قريبة شديدة التميز اوجزت فقالت كل شئ بعيداً عن شعارات جوفاء للوحدة الوطنية ، وهكذا يدور بنا فيلم هليوبوليس فى عالم من الواقع الممتع الذى نبحث عنه ونتمناه حقيقة بعيداً عن الوهم والاحلام واقع نراه يومياً ويمر عليه الكثير منا كل يوم ولكننا لم ناتفت ابداً الى هذا العالم وتلك الشوارع والبيوت التى يمكن ان تكون هى البطل فى سينما جديدة متميزة تبحث عن الفن والمعنى والقيمة الحقيقية لكلمة سينما مبتعده عن تفاهات مصورة سينمائياً لاشخاص فقدوا صلتهم بالواقع الحقيقى لبلد يبحث عن من يقدمه بصدق للعالم من خلال فيلم بسيط يصل الى القلوب بسهولة دون اية عوائق او مشكلات ، فشكراً لصناع فيلم هليوبوليس على هذة النغمة السينمائية الجميلة .


تحت شعار السينما المستقلة تَجُب ما بعدها , افعل ماشئت!!!!!

تكمن عبقرية التجربة الأولى فى الاختلاف فى البراءة فى السلاسة , وهذا ما فعله " المونتير" - والسيناريست و المخرج - أحمد عبدالله تماما فى تجربته الأولى فيلم " هليوبوليس " , هذا الفيلم الذى ينتمى لما يسمى بالسينما المستقلة , تلك السينما التى خرجت للنور بحثا عن الحرية خارج قبضة شركات الانتاج الكبرى . وفى هليوبوليس كان الاختلاف فى كل شىء , فى السيناريو والاضاءة و المونتاج و الصوت و احيانا التمثيل , نجح احمد عبدالله و فريق عمله فى تحطيم تابوهات عديدة على رأسها سيناريو الفيلم , حيث ان الفيلم تقريبا بلا...اقرأ المزيد " حدوتة " لا وجود للصراع الدرامى فيه او اى نقطة ذروة , كذلك الشخصيات سطحية تماما غير مرسومة تتحرك على الورق وتظل ايضا اثناء الفيلم حبيسة الورق بلا معنى او هدف يدفعك للتأثر بها . اضاءة الفيلم عجائبية متمردة يعيبها فقط انها غير موجودة نهائيا فى المشاهد الداخلية و غير موجودة احيانا فى المشاهد الخارجية - وتلك احدى الاختلافات المدهشة - , الصوت يبدو همهمة فى اغلب الأحيان وغير مفهوم وان كان الحوار فى حد ذاته احيانا يدفع المشاهد للتخلى عن - ميزة - الصوت لأنه لا يصنع فارقا. اماالأغرب فهو المونتاج , حيث ان مخرج العمل صاحب خبرة فى مجال المونتاج , و عندما صنع فيلمه الأول كمخرج و ألف قصته والسيناريو الخاص به , اختار قصة لاربعة خيوط درامية منفصلة لا يجمعها الا حى مصر الجديدة , ومن المعروف ان مثل هذه النوعية تحتاج الى مونتاج حساس جدا و دقيق لجعل المشاهد لا يشعر بالانتقال من خيط لأخر , ولكن من الأجل الاختلاف - فيما يبدو - كانت النقلات مفزعة فى بعض الأحيان غير مريحة فى كل الأحيان . حتى هنا ينتهى الأختلاف وتبدا البراءة التى اعتمدها المخرج فى اداء ممثليه ووقع الجميع فى فخ الاستسهال فيما عدا القليل ز خالد ابو النجا , نقطة ضوء فى الفيلم بادائه السلس والمقنع , حنان مطاوع ادت شخصية كادت ان ترسم جيدا فى حدود الشخصية المبتورة دراميا وان كان الخطأ ليس خطأها, هانى عادل اداء غير مقنع ومحاولة لاداء شخصية الانطوائى عن طريق النظر للارض والهمهمة لدرجة المرض , يسرا اللوزى ما زالت تكتفى بوجهها الجميل فقط على الشاشة , اما باقى طاقم العمل فأدوا فى حدود الممكن وان كان اصرار أحمد عبدالله على صمت الجندى محمد بريقع - الغير منطقى فى الكثير من الأحيان صمته - قد اضر بالخط الدرامى للجندى ككل و جعل منه فيلما قصيرا داخل الفيلم ولم تظهر تلك العبقرية التى اعلنوها فى تلك المشاهد. وتبقى السلاسة فى نقل هذا الفيلم المستقل الى شرائط السينما ليعرض فى دور العرض تحت الشعار السينما المستقلة و كأن تلك الجملة تجب ما بعدها . فان كانت امكانيات هذه السينما لا تسمح بكل هذا و علينا التغاضى عنه من اجل الانتقال لدرجة اخرى على سلم السينما المستقلة , يبقى ان نعيب على صانعى الفيلم كل هذا الكم من الملل , الذى سكن الفيلم منذ بدايته حتى نهايته , لدرجة انه افقد حتى المتعاطفين مع التجربة الأولى تعاطفهم . و اخيرا يبقى هليوبوليس - الحى و ليس الفيلم - حيا رائعا لا يمكن اختزال تاريخه فى زمن الاجانب والخمسينيات و ما قبله , و الالفية الجديدة فى اختزال مهين لحوالى اربعون عاما من تاريخ الحى و مصر ككل . ملحوظة أخيرة : عند صنع فيلم عن مصر الجديدة برجاء الرجوع الى "ضحك و لعب و جد و حب" لطارق التلمسانى , و "فى شقة مصر الجديدة" لمحمد خان.


دون التوقع

الح علي صديق عزيز لدي ان اشاهد ذلك الفيلم مراراً وتكراراً مؤكداً أنه من أفضل الأفلام في السينما لامصرية خلال العقد الأخير و لكن بعد مشاهدتي له يجب أن أقول الناس في يعشقون مذاهب لن أحبطه و أحبط من أحبوا الفيلم ولكن نصيحتي لكل من ينتج فيلماً بشكل مستقل مستقبلاً اهتم بالقصة فهي أهم شئ بدونها ليس لديك شئ التصوير متوسط .. الصوت ضعيف .. الملابس و الديكورات رائعة الفكرة جديدة ولكنها ليست شاملة لكل المنطقة الحوار سئ قليل جدا لا يج ان تكون الجمل مقتضبه و قصيرة بشكل ممل التقييم 4/10 أما تعقيبي فيكفي...اقرأ المزيد أنك تجد يهودية تقول والدي الله يرحمه و أقابلك بكرة إن شاء الله!!!! أينعم الواحد مشافش يهود قبل كده بس أستحالة علي ما أظن أني الاقي يهودية بتقدم المشيئة و أظن الزج بها فقط كان لعرض وجهة تعدد الديانات فنجد المسيحي و اليهودي و المسلم و الديلر في مشاهد متعددة طوال الفيلم و بينهم اشياء مشتركة مثلا الاهتمام بالكلب الضال في الشارع ومراعاته


هليوبوليس..ضجة كبيرة بدون لازمة..تقريبا!

هليوبوليس!..هليوبوليس!..مهرجانات..جوائز..هليوبوليس اتعرض على نجوم كبيرة و رفضته.. طيب ما لهم حق بصراحة! الحق يا جدعان، انا اتشحنت و حسيت انى هأشوف حاجة بمستوى افلام خالد يوسف او داود عبد السيد..و سيناريو بقوة وحيد حامد او تامر حبيب..مثلا.. لكن و لا الهوا يا معلم!..و اتارينا..ماسكين الهوا بايدينا!..الفيلم "السونمائى" "دهوان" زى ما يكون فيلم دعائى عن مصر الجديدة! يعنى حاجة مزيج من فيلم دعائى و فيلم تسجيلى و فيلم درامى..كوكتيل او بالحرى ميكس غريب..سكلانس افرنجى..عدم اللامؤاخذة يا...اقرأ المزيد رجالة.. تفاصيل..تفاصيل..لكن ما توصلش للكل او للمجموع او الإجمالى بتاعة التفاصيل دى..ابدا..طيب و بعدين؟ يعنى تأمل فى عبقرية المكان مثلا؟ و بعدية خالد ابو النجا "كبير" على الدور ده..و هند صبرى تعليقها الصوتى "فقط"لم يضف الكثير.. المخرج و السياريست..مجهول بالنسبة لنا و سيظل مجهول..معلهش يعنى.. لغاية ما يقرر انه ينزل على ارض السينما او يطلع لسماء السينما لكن هذا الفيلم معلق بين سماء الخيال و ارض الخيال برضه..رقص على السلم..لا بتوع الخيال و التأمل و الفانتازيا سمعوه و لا بتوع الواقع او التسجيلى و الوثائقى شافوه.. ضجة كبيرة للغاية..و رهط كثير..رغى..دردشة لا تفض إلى شئ بجد..يعنى فيلم يتشم..اكتر ما يتشاف! السيناريو ملائم لسينما المصرية فى 2025..ربما.. الإخراج..مقبول نوعا ما.. التمثيل.. لم توجد مساحة للتمثيل تقريبا الا فيما ندر.. الفيلم بقى عامل زى افلام ميل جيبسون فى السنوات العشر الأخيرة..منزوعة النجوم.. الميك آب..لا وجود له.. الإضاءة غير محسوسة.. الديكور معظمه طبيعى..و معظم المشاهد خارجى.. الملابس..ملابس ايه؟ وبااا..ده انا بأتكلم على فيلم مصرى.. المونتاج..جيد.. النتيجة الإجمالية..5,5 من 10


لم يرض عنه أحد

فيلم ينتمى الى السينما المستقلة التى تخطو خطواتها الأولى فى السينما العربية , يستعرض من خلال ضاحية مصر الجديدة فى القاهرة التغيرات التى حدثت فى المجتمع من خلال عدة قصص متوازية لأبطال الفيلم احمد عبد الله مخرج و كاتب العمل اكتفى بجزء محدود جدا من تاريخ الضاحية الشهيرة و أهمل الفترة الأكبر فى تاريخها , كما انه لم يعتنى بتفاصيل صورته من إضاءة و مونتاج رغم انه يعمل كمونتير فى الأساس أداء معظم أبطال العمل باستثناء خالد أبو النجا كان ضعيفا و غير مقبول وهذا أيضا ينسب كنقطة ضعف لمخرج العمل الفيلم على...اقرأ المزيد المستوى الجماهيرى لاقى فشلا جماهيريا رغم إصرار صانعيه على نقله على شرائط سينما لعرضه تجاريا على الجمهور أما على المستوى النقدى فأشاد به النقاد كتجربة أولى و كخطوة فى اتجاه السينما المستقلة بعيدا عن الكيانات الكبيرة ولكن لم ترضهم التجربة لعيوبها السينمائية الواضحة