أراء حرة: فيلم - الثأر - 1982


فكرة الانتقام بشكل جديد

الثأر كلمة يعرفها الجميع ويعرف معناها وإذا وضعتها عنوان لأي عل فني فحتما قصته معروفة وخطه الدرامي متوقع وقد يتشابه مع العديد من الأعمال الفنية التي قدمت ولكن المخرج محمد خان ببراعته المعتادة قرر أن يقدم فكرة جديدة من خلال الفيلم العربي (الثأر) مستغلا عنصرين هامين حاول إبرازهما برؤية فنية محترمة وهما رغبة الانتقام واليأس تاركا للجمهور أن يصارع مع البطل محمود ياسين في أهم قضية في حياته من خلال دراما اجتماعية مالت في بعض اﻷحيان إلى ميلودراما حيث ندى (يسرا) التي تقرر الخروج مع زوجها أحمد (محمود...اقرأ المزيد ياسين) والتوجه إلى السينما وأثناء تنزهما في أحد الشوارع تقترب منها سيارة يستقلها مجموعة من اﻷشخاص يتمكنوا من اختطاف الزوجة واغتصابها وتركها في حالة سيئة تفقد على إثرها جنينها فيصاب زوجها بصدمة شديدة ويقرر الانتقام من الجناة بتتبعهم وقتلهم ...الخط الدرامي في الفيلم واحد وواضح وهو الثأر أو الانتقام ولكن السيناريست فايز غالي (عرض مجموعة من الخطوط الأخرى المتفرعة تمثلت في الصراع الدائم داخل محمود ياسين ما بين رغبة الانتقام من الجناة وما بين اليأس الذي تملكه وبالرغم من أن فكرة الانتقام وطريقة تنفيذها قدمت في أعمال أخرى مشابهة نوعا ما مثل (دائرة الانتقام) و(المرأة الحديدية) وغيرها إلا أنه تمكن من تحديد مسار البطل والتركيز على الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادث من خلال اعتراف الجناة أن الزوجة ودلالها مع زوجها بالطريق العام أوهم الجميع بأنها ساقطة ...الفيلم به مواضع مبالغ فيها مثل رد فعل يسرا عند اختطافها واغتصابها وكذلك تحقيق رجال الشرطة وقد أتت مشاهد المطاردة وتتبع محمود ياسين للجناة لتزيد من تلك المواضع ، الموسيقى التصويرية كانت من أفضل ما قدم داخل العمل لما أوحت به من لحظات في طور الترقب والخطر الذي يواكب الحدث بالمشاهد ...وإذا تحدثنا عن دور محمود ياسين فإنه برع بحرفية كبيرة في تقديم دور ذلك الزوج المغتصب حقه والذي ملئ بالانتقام وجاء التأثير الدرامي وخاصة الختام من أفضل ماشهد الفيلم ليأتي الفيلم على مستوى مقبول لما قدمه محمد خان من قائمة نجاحات بأعماله.