أراء حرة: فيلم - المومياء - 1969


المومياء...يوم ان يُحصى الابداع!

هناك فى مجال السينما والنقد افلام لا تستطيع ان تهرب من إعطائها العلامة الكاملة "العشرة على عشرة "!! مهما حاولت ان تاتى يميناً أو يساراً ..صدقنى لن تفلت من وضع "إمتياز"على الفيلم ! نعم! قليلة تلك الافلام وهى ظاهرة عالمية سينمائية حيث لا مجال (للمستر بيس) سوى للقليل ... القليل جدا! ليس هذا كلامى المتواضع فعدد قليل من المخرجين وضعتهم جمعية النقاد فى اعلى 100مخرج عالمى وافضلهم .. ونلاحظ ان اغلب ان لم يكن كل المخرجين فى القائمة ذات المائة اسم اخرجوا على الاقل من خمسة الى سبعة من الافلام شديدة...اقرأ المزيد الجاذبية والابداع فى حياتهم الفنية والمهنية .. ولكن ! لشادى عبد السلام راى اخر! فهذا الرجل وُضع فى القائمة ليس بسبب "دستة "افلام أو على الاقل ثلاث افلام ! بل من اجل فيلم واحد فقط! اسُطورة غامضة كالفراعنة القدماء هذا الفيلم .. جعلت منة المخرج الوحيد الذى يدخل قائمة العظماء "بفيلم"واحد فقط! لذللك كانت لدى "توجسات"قبل المشاهدة هل الفيلم "ساحر "الى تلك الدرجة ام ان لديهم هناك واسطة _كوسة_(!!)فى القائمة ! وها قد جاءت لحظة الحقيقة ! نقرت الزر على "بلاى" .. وبدا هذا اللحن البسيط يتثرثب وبداءت قوائم الاسماء تظهر فى خفوت مغلفة من وراءها قرص شمس متوهج على ضفاف نيلنا العظيم.. وتمر اقل من ساعتين بقليل فى سرعة لم اشعر بها من قبل! واجد نفسى اقف مدوياً بالتصفيق الحاد على هذة الاسطورة الخالدة .. التى لم تحقق نجاح على الاطلاق فى فترة السبعينات بل سُحب الفيلم مباشرة بقليل بعد ان اتجة الجمهور لافلام السبعينات التجارية ..وما ادراك ما افلام السبعينات!! نعم لقد فعلها هذا المخرج العبقرى فى واحد من اندر الافلام العالمية "اكتمالا". وهذا هو السبب _من وجهة نظرى_ التى اهلتة لتلك المكانة الخالدة والتقدير من كافة انحاء العالم.. فانت هنا ستجد كل شى "بيرفكت".. فاذا بحثت عن "التمثيل" ستجد نفسك امام عمالقة تمثيل بلا ادنى اخطاء من كل الطاقم على الرغم من ان جميعهم _عدا نادية لطفى التى ادت دور شرفى مميز للغاية_غير محترفون او نجوما .. فكل حركة ملحوظة وكل كلمة مُتقنة واخص بالذكر هنا _احمد مرعى_ هذا الشاب المهدور حقة تماماً فى الاعلام والتاريخ الفنى فهذا الشاب لم يلمع سوى مع هذا المخرج العملاق وبعد وفاتة إتجة للاعمال الدرامية وبعض الادوار السينمائية القصيرة لكن الفشل كان طريقة الملازم لة حتى وفاتة.. كان كالسر الذى لا يفك شفرتة سواة يقع تحت يدة كحفنة تراب ليخرجها لنا ماساً يتلالا على الشاشة .. ويمكنك رويتة بوضوح قبل إنتاج هذا الفيلم فى فيلمة الرائع القصير "شكاوى الفلاح الفصيح"مع المخرج ذاتة وستجد نفسك فى الفيلمين معاً منسجم بشكل مخيف مع الشخصية باداء شديد الهدوء ..شديد الاختراق ...رحمة الله.. اما إذا بحثت عن "الصورة" فانت ربما تكون "تهرج" لكونك ستجد ذاتك امام واحدة من اجمل "الكوادر "فى عالم السينما ..والمضحك ان مخرجنا الراحل قد وجد "بُعداً جديداً"لم يكتشفة الكثيرون وقتها واصبح الان واحد من اهم كوادر السينما وهى الصورة شديدة الانبساط وفى الوقت ذاتة شديدة الضيق !.. ويمكن ملاحطة هذا الامر "بجلاء تام" فى مشهد الجبل الاساسى حيث يتم تركيز كادر الاخراج داخل فوهة جبل من داخلة فى شكل غريب للغاية ممتع للبصر لم اجد مثيل قريب لة سوى فى الفيلم الامريكى (127hours)لدانى بويل اخراج عام 2010!!! ولن ننسى بالطبع الموسيقى التصويرية "شديدة الجاذبية "حيث بها تلك السمة من افلام الحروب والمعارك ..حتى لتجد نفسك قد اندثرت تمام داخل الفيلم معتقدا انة بدون ادنى موسيقى ! ايضا الازياء والاكسسوارت لعبت دورا بارزا فى نقل "الحقبة"بكافة تفاصيلها واخص بالذكر ازياء ابناء عمومية القرية حيث الملبس شديد السواد مع لحى بيضاء وعمامة رفيعة بيضاء لتظهر وقار الشخصيات مصحوبة بهذا النوع من الجاذبية الذى لا تعلم من اين ياتى !! واعرف اننى قد اطلت عليكم لكن وقبل النهاية لفت نظرى شى هام بل شديد الاهمية فى هذا العمل وهو الاحترام !! واخص بالذكر المشهد الذى يدخل فية الشاب "احمد مرعى"على ابناء عموميتة ويجد إحداهما فى مشهد حميم مع إمراءة وهنا يظهر الاحترام الشديد فمخرج اخر قد يظهر المشهد "ساخناً"للغاية بتعبير السبعينات وافلامها ! لكن مخرجنا قد عالج الموقف بشديد البراعة فالمشهد لا يظهر سوى من باب صغير بعيد لا يظهر منة اى شى سوى من جانب ضئيل من الباب وتظهر يد المراءة فقط ..نعم اليد فقط!! وبصورة ما تجد ان الرجل خرج ليرتدى جلبابة بينما تهرب المراءة مرتدية جلباب كبير وتهرب وتُستكمل باقى المشهد... وهنا لنا توقف "كبير " فالمشهد من المشاهد الهامة للغاية وتُمثل نقطة المواجهة المشهورة فى اسُس البناء الدرامى الناجح ..وكان بامكانة اضافة مشاهد صريحة ولن يستطيع احد ان يناقشة فى الامر .. لكن المخرج اراد "هذا الاحترام"لجمهور قد يشاهد افلامة فتخدشة.. وعن الة يراقبة وعن اعمال يحُاسب عليها فاخرج لنا عملاً "نظيفاً" كما يستهزء البعض الان... وحاز بة اعجاب جميع العالم ودخل القائمة الذهبية.. .. وفى النهاية عندما وضعت اليد لتكتب هذا النقد وجدت انة سيتكلف بضعة اسطر لكن الحروف والكلمات ابت وامتدت لتصل الى ما وصلنا الية .. هذة التحفة الفنية تستحق كل هذا واكثر .. والاكثر إحتراماً فى نظرى هو هذا "الفنان" الذى عشق مصر فعشقتة .. عشق تراثها فعشقتة.. ومنها إنطلق للعالمية وبفيلمً واحدً فقط.. وكم تمنيت ان يخرج لنا فيلمة للنور "اخناتون" ليبهرنا بتحفة فنية جديدة رحمة الله رحمة واسعة... ذاب فى حب الفراعنة فاهدتة إحدى اسراراها الدفينة.. انها ليست لعنة الفراعنة كما يقولون.. انها "هبة"الفراعنة لمن يستحقونها فقط .....


نقد و وجهة نظر

بسم الله ..... السادة الافاضل السادة مشاهدوا فيلم المومياء . العمل عمل فني رائع و قصة محكمه و أري ان العمل إنما أخذ من الجوائز و التقديرات و التقييمات العاليمة لانه عرض أولا بالمهرجانات العالمية الاوربية و خاصة أن الاروبيين كانوا يروا مصر كما صورها المخرج شادي عبد السلام عبارة عن صعايدة و خيل و جمال و اثار عظيمة تركها لهم الاجداد ليقتتوا من بيعها او تسلية السائح بها . فرأوا أن شادي عبد السلام قد نقل لهم ما يحبوا أن يروه عن مصر و ما يراهه الاجانب في منطقة الجيزة و الاهرامات تم سردة في قصة جميلة...اقرأ المزيد كقصة بداية ظهور المميوات المصرية للعلن و الدليل علي ذلك ان كل الثناء و التقدير ذهب للمخرج دون الممثليين . و لذلك أري أن الفيلم تمت المبالغة في مدحه و لا يستحق المركز الثالث لافضل الافلام في تاريخ السينما المصرية


ابداع .... تفوق ... خلود

أكثر ما يميز مخرج الفيلم الراحل شادي عبد السلام هو الوضوح الشديد للرؤية و الهدف وبساطة التعبير ، فالرجل لا يلجأ إلى التعقيد سواء في تسلسل الأحداث أو في كيفية سردها ، فهو لايقفز بين الأزمنة أو الأحداث جيئة وذهاباً دونما ضابط ، بل يلتزم جانب (النظام) في السرد للأحداث ، وقد تعمدت هنا أن أستخدم تعبير (النظام) لأدلل به على عمل شادي عبد السلام ، فهو فعلاً أحد أحد أكثر المخرجين تنظيماً وترتيباً ودقة في تاريخ السينما المصرية ، فالرجل كان منظماً في أسلوب حياته بصفة عامة وهو ما انعكس على فنه بشكل ملحوظ ،...اقرأ المزيد وهذا له فائدة عظيمة تتجلى في سهولة وصول المشاهد للفكرة عبر متابعة الأحداث متابعة تنطوي على القدر المطلوب من التأني والعناية . ذلك الأسلوب البسيط المنظم إذا ما ضممنا إليه الخلفية الثقافية للرجل مع الحس الفني المرهف إلى حد بعيد ، إضافة إلى تجربته كمصمم للملابس ، ومصمم للمناظر ، ومساعد للمخرج في عدد من الأعمال الهامة ، مع الأخذ في الاعتبار الموهبة التشكيلية الفطرية التي يتمتع بها ، كل هذا من شأن أن يفرز في النهاية مخرجاً قادراً على التعبير عن أفكاره بشيء من السهولة النسبية التي يكفلها تمكنه من معظم أدوات العمل السينمائي . فهو في مجال تصميم الملابس عمل في أفلام شهيرة منها (الناصر صلاح الدين) (وا إسلاماه) (ألمظ) وقد عمل كمصمم للمناظر أيضاً في العملين الأخيرين ، أما في (الناصر صلاح الدين) فقد كان (وليّ الدين سامح) هو مهندس المناظر وقد استفاد منه شادي كثيراً . ولقد كان لشادي في مجال تصميم الملابس والمناظر شخصية مميزة وطاغية إلى حد بعيد ، والدليل عليها أنك _ لو كنت من المهتمين بالعمل السينمائي ومفرداته _ تستطيع أن تكون على يقين من أن شادي عبد السلام هو مصمم الملابس في فيلم معين دون أن تكون قد اطلعت على تترات المقدمة ، وهذا لأن الرجل له بصمة واضحة تماماً في هذا المجال ، هذا على الرغم من أن تصميمه للملابس انصب في معظمه على أفلام تاريخية ، أي أن الملابس فيها تقيدت بعصر زمني معين مما كان من شأنه أن يكون عذراً لتتشابه ملابس الفيلم مع ملابس باقي الأفلام التاريخية التي تناولت نفس الفترة ، وهو ما لم يحدث ، فشادي استطاع بيسر أن يحفر طريقاً مميزاً له في هذا المجال بالتحديد رغم التشابه الذي أشرنا إليه وذلك عبر خطوطه وألوانه الرائعة . وقد كان تصميمه للملابس في فيلم (المومياء) تصميماً رائعاً بكل معنى الكلمة سواء بالنسبة لملابس الأفندية ، أم رجال الشركة ، أم أفراد قبيلة الحربات (الزي الصعيدي) ، فاستطاع شادي أن ينقلنا إلى الفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث الفيلم بمنتهى الدقة والحرفية من خلال عنايته بأدق التفاصيل فيما يتعلق بالملابس . أما عن المناظر ، فقد تأثرت أيضاً بدقة المخرج وحسه التشكيلي العالي ، فكان تصميم المناظر بدءاً من المشهد الافتتاحي وحتى النهاية جميلاً ، باستثناء مشهد أو اثنين لم يكن (التنفيذ) فيهما متقناً ربما لضعف في التمويل ، فمثلاً مشهد الحديث الذي دار بين العم والأبناء في المقابر في بداية الفيلم لم يكن تنفيذ تصميم المقابر فيه على المستوى المطلوب رغم أن التصميم كان ملائماً لبيئة الأحداث بشكل ملحوظ . ثم يبرز ذكائه أيضا كمخرج من خلال الاستعانة بمدير تصوير بارع كعبد العزيز فهمي ليتمكن من القيام بعملية الاتصال البصري بالمشاهد بأسلوب محترف ومتقن جداً ، فمن المعروف أن السينما فن يعتمد في المقام الأول على الصورة التي تلعب دوراً جوهرياً في تبليغ الفكرة ، وفي فيلم المومياء نجد أن قيمة الصورة تتعاظم عنها في أفلام أخرى والسبب هو تقليص مساحة الحوار لأقصى حد ممكن مما حمل الصورة معظم المسؤولية بالنسبة لعملية توصيل الرسالة للمشاهد ، وهو ما أضاف عبئاً جديداً على كاهل الممثلين ، فتقليص الحوار لا يريح الممثل كما يتصور البعض بل إنه يعد تحدياً كبيراً له على الصعيد المهني ، لأن عليه أن يكون متواجداً أمام الكاميرا وأن يعبر وأن يوصل الفكرة بعدد قليل من الكلمات وكم كبير من التركيز والمعايشة للشخصيات التي يعبرون عنها . أما مساهمة عبد العزيز فهمي فقد جاءت عبر صنع الكادرات التي صاغها المخرج على الورق بإحساس عبد العزيز فهمي الخاص جداً ، فقد استعان الرجل بقدرته العجيبة على تنويع مصادر الضوء والتحكم بها وتطويعها ليخلق كادرات معبرة تعبيراً جميلاً ، بل إنه ابتكر في هذا المجال فبث النور من أماكن غير مألوفة في بعض المشاهد وأضاءها بأسلوب لا يسهل على الحرفي استكناهه مما دفع بالمختصين في الحقل الفني بفرنسا (الفيلم نال جائزة التلفزيون الفرنسي) إلى التساؤل عن مصدر الضوء في بعض المشاهد بالتحديد . كما كانت المشاهد الليلية متقنة تماماً من حيث درجة الضوء وتوزيع على عناصر الكادر . وفي حديثنا عن الكادر لا يفوتنا أن نشيد بقدرة شادي التشكيلية التي أبدعت لنا تابلوهات فنية رائعة ، وهي لم تكن وليدة اللحظة أو اتفق عليها مع مدير التصوير قبل البدء في التصوير ، كلا ، بل كانت كل الكادرات الرئيسية معدة سلفاً بشكل يدوي وبرسم يد المخرج ولازالت موجودة حتى الآن ، فما رأيناه على الشاشة من تمركز للكاميرا ومن تحديد للعناصر التي سيحويها الكادر وكافة الجوانب المتعلقة بهذا الأمر كان قد صمم ورسم سلفاً بيد المخرج ، وهو أمر ندر أن نصطدم به في السينما العربية ، فعادة ما يجري تحديد عناصر المشاهد بشكل إجمالي وتترك بعض التفاصيل أو كلها إلى وقت إعداد المكان للتصوير ، أما شادي فكان قد أفرغ كافة محتويات الكادرات على الورق بتفاصيلها ، وهو في نظري سلاح ذو حدين ، فمن يقدم على عمل كهذا يحجم إلى حد كبير من قدرة معاونيه على التحرك ، كمصممي الأكسسوارات ومدير التصوير ، فإذا لم يكن الشخص متمكناً من أدواته كشادي للقي صعوبات كبيرة في إتمام العمل على هذا النحو ، لكن على ما يبدو أن حرفية شادي ساهمت في تقبل الآخرين لهذا الأسلوب الذي يبدو أنهم لم يجدوا ما يضيفونه عليه . والمتتبع لكادرات شادي عبد السلام يجدها قد احتوت _ في معظم الأحوال _ على عدد قليل من العناصر ، وهو أمر بالطبع مقصود ، ويعكس شخصية المخرج ذات الرؤية الصافية ، فالرجل يملك عقلية ملأى بالأفكار ولكنها منظمة إلى أقصى حد ، ومن ثم فهو لا يزحم عين المشاهد بالكثير من التفاصيل الغير هامة ، فخرجت معظم الكادرات بأقل قدر من العناصر ولكنها استطاعت أن تصل إلى الحد الأقصى إلى القدرة التعبيرية ، وفي رأيي أن اللجوء إلى هذا الأسلوب يتناسب والبيئة والعصر الذيْن يتناولهما الفيلم فحين يتناول الفيلم حياة قبيلة كالحربات تعيش في بيئة جبلية قاسية وتجاور آثار الفراعنة ، وحين ينطوي الفيلم على بعد زمني هام يمثل بيت القصيد في الفكرة التي يرغب المخرج في توصيلها ، حين يتوافر كل هذا فإن تركيز العناصر التي تظهر في الكادر يكون مقبولاً بل ومستحباً إلى حد كبير . وقد تمكن عبد العزيز فهمي من إدارة الكاميرات بطريقة فذة وخاصة في الأماكن المفتوحة التي تحتوي بطبعها على عناصر ذات أبعاد غير محكومة مما يستدعي قدراً كبيراً من الحرفية في إدارة الكاميرات وتوجيهها بشكل يحيل المكان إلى المفتوح إلى ما يشبه البلاتوه الذي تم التحكم في عناصره سلفاً ، وهذا أمر بالفعل غاية في الصعوبة ، ناهيك عن صعوبة التحكم في إضاءة الأماكن المفتوحة ، وهي الصعوبة التي ثبت أنها لا تعيق فناناً كعبد العزيز فهمي عن أن يخرج لنا مشاهد رائعة ستظل من أروع المشاهد في تاريخ السينما المصرية . وقد استخدم المخرج الفصحى المبسطة عن عمد ليضفي على الفيلم المهابة التي تنبغي له والتي هي ضرورية إذا ما أخذنا في الاعتبار البعد الزمني الذي يشير إليه الفيلم . ولا يفوتنا في النهاية أن ننوه إلى مدى انبهار المخرج بفترة المصريين القدماء حيث أخرج قبل هذا الفيلم فيلماً آخر بعنوان (الفلاح الفصيح) يدور في عهد الفراعنة ، وكان قد أعد العدة لصناعة فيلم (أخناتون) وانتهى من عمل تصميمات الملابس له ولكن أجله حان قبل أن ينهي ما بدأه


\"المومياء\" ..... قصة السينما المصرية

بالنسبة لى هو الفيلم الافضل فى تاريخ السينما المصرية ، الفيلم الاكثر سحرا ، الاكثر اكتمالا ، الاكثر تأثيرا فى تكوين شخصيتى السينمائية ، فالفيلم يعتمد على قاعدة مهمة جدا \" السينما صورة \" فالصورة التى قدمها شادى عبد السلام فى الفيلم لا تخطئها عين و حتما ستنبهر بها حتى اذا لم يستهويك الفيلم ، كل كادر فى هذا الفيلم هو بمثابة لوحة فنية رائعة تستشعر انها رسمت بيد فنان تشكيلى و ما دعم ذلك اكسسورات الفيلم و ديكوراته التى يمكن اعتبارها الافضل فى تاريخنا السينمائى ........ لاحظ ان عظمة الفيلم لا تقتصر...اقرأ المزيد على الصورة و الاكسسوار فقط ، هناك المزيد ... \" كل شىء تبحث عنه فى السينما يمكن ان تجده هنا : الدراما العائلية ، التشويق ، الاكشن ، التاريخ ، السياسة ، الحب.. لكن الاقتصاد او الترشيد الفنى يصل الى حده الاقصى ، واذا كنت توافق على ان الاختزال هو جوهر الفن ، فهذا الفيلم هو جوهرة السينما \" ...... نبذة كتبها الناقد الاستاذ \" عصام زكريا \" عن الفيلم فى مجلة جودنيوز سينما ، نبذة تلخص كل ما يمكن ان يكتب عن هذا الفيلم ، فجماليات الفيلم كثيرة سواء من حيث الموضوع و ما يرمى اليه ، او من حيث الصورة و ما تحدثه من اثر سحرى هائل فى نفسك ......... فالفيلم تحدث عن تهريب الاثار و توريث هذه العادة فى قبيلة تعيش على ذلك ثم يحدث الصراع عندما يرفض الابناء ذلك ، هذا هو الخط العام للفيلم ، لكن بالتركيز ستجد للموضوع اصداء تاريخية لها علاقة بمبدأ العروبة و هو ما يمكن ان تلاحظة من صياغة حوار الفيلم بالكامل بالعربية الفصحى ، وستلاحظ ايضا ارتباط الصورة بالموضوع ارتباطا وثيقا وهو ما يزيد من عظمة تلك الصورة.....