أراء حرة: فيلم - المغتصبون - 1989


سعيد مرزوق وطرق الحقائق

الفكرة الجيدة والجريئة هي التي تطرق مباشرة وتصبح قريبة جدا من الجمهور البسيط ولا تحتاج إلى تعقيد أو محاولات للفهم وهذا ماقدمه المخرج سعيد مرزوق عندما قدم فيلم (المغتصبون) محاولا أن يلحق بقضية اجتماعية مهمة روعت المجتمع المصري بصفة خاصة والمجتمع العربي بصفة عامة لبعض الوقت بعد أن تعدد حدوثها كثيرا وهي قضية الاغتصاب فقدما فيلما جيدا على المستوى الفني والحرفي كما نجحت الفنانة ليلى علوي ببراعة شديدة أن تقدم وجها جديدا عليها غير مألوف لجمهورها حيث وظف المخرج سعيد مرزوق دلالها وأنوثتها الطاغية في...اقرأ المزيد مشهد الاغتصاب توظيفا صحيحا وهكذا المغتصبون والذين تمثلوا في مجموعة من الشباب من بينهم حمدي الوزير ومحمد كامل وحسن دياب.... كما نجح السيناريست فيصل ندا بمساعدة سعيد مرزوق في أن يعرض تلك القضية من خلال عدة أسباب اجتماعية واقتصادية وتربوية بحتة تمثلت في هؤلاء المغتصبين بارزا المخدرات والبطالة السبب الرئيسي وراء تلك الفاجعة كما أن جراءة الفيلم في تقديم قصة واقعية حدثت بالفعل تحسب للمخرج سعيد مرزوق الذي نجح في إخراج مثل هذا العمل بكل ما فيه من ميلودراما شديدة الكآبة فتتجلى استاذيته الخارقة في هذا العمل عندما استعوعب تماما امكانيات السينا المصرية وجمهورها وشروط المتفرج المصري وتحقيق الربح المطلوب لمنتج الفيلم في الوقت الذي حقق فيه فيلما فنيا لاقى إسناء العديد من النقاد كما استطاع ان يقدم كل عناصر الجدب والتشويق التي يرغب فيها والتأكيد على القيم الاخلاقية الراسخة لدى المشاهد المصري من خلال خطوط درامية قوية فصلت بين الضحية والجاني بلغة القانون وسيادته لهذا اعتبره حادثا سينما جديدا لاقى كل النجاج ويستحق مخرجه وطاقم العمل كل التقدير والاحترام