أراء حرة: فيلم - The Pursuit of Happyness - 2006


العلامة الكاملة

هناك بعض الافلام تجعلك سعيداً وهناك افلام اخرى تملئ قلبك بالحزن الشديد ولكن يبقى الفيلم الذي يتملكك ويدخل مشاعرك في أحداث الفيلم ويجعلك تشعر بأنك قد اصبحت احد انسجة الاحداث .. هذا الفيلم هو مايطلق عليه لقب "الخالد" وهذا الافلام قليله للغاية في السينما ولن تجد فيلماً يمثل هذه الحاله اكثر من فيلم The Pursuit of Happyness .. واليك الصفقة التي يعقدها معاك الفيلم طوال 117 دقيقه تتخلى فيها عن احلامك وعن طمواحتك وعن كل مشاكلك لتدخل في حالة من الامتزاج بينك وبين كريس جاردنر بطل الفيلم لتنسى طوال ساعتين...اقرأ المزيد حياتك وتلهث معه من اجل تحقيق السعاده التي يعتقد البعض في انها تتلخص في المال ولكن حقيقة الفيلم يؤكد ان السعاده لها وجوه كثيره للغاية فمنها الامان ومنها لمسه من طفلك في وسط الاحزان ومنها مزحه من طفل بدون اي تكليف تجعلك تبتسم والاكثر هو السعاده التي يجدها الاب عندما يحقق السعاده لطفله الصغير. قصة الفيلم تتلخص في اب فقير يبحث عن توفير السعاده لأسرته الصغيره ولكن الزوجه تتخلى عنهم وتغادر بعد ان يأست من فقر الاب ولكن يصمم على النجاح من اجل طفله الصغير والذي يصاحبه في رحلة كفاح ضد كل العوائق التي قد تصادف اي شخص يبحث عن النجاح .. لتجد نفسك فوراً قد انضممت الى هذه العائلة الصغيره واصبحت مشارك لهم في كل لحظات الاحباط والالم .. تذرف دموعك مع اوجاعهم وتبتسم مع لحظاتهم الجميله .. من الصعب ان تشاهد الفيلم وانت تجلس في كرسي المتفرج المحايد في هذا الفيلم ومن الصعب ان تكتب تقييم للفيلم لأنك طوال 117 دقيقه كنت احد ابطال الفيلم وشاركتهم كل لحظات الكفاح فكيف من الممكن ان تنتقد عمل انت شاركت فيه. ويل سميث .. الفيلم يعتبر نقطه فارقه في تاريخه الفني وتجسيد لكلمة الروعه في الاداء ... شعرنا اننا نعرف كريس جاردنر من سنوات طويله وانه صديقنا المقرب الى قلوبنا رغم انه لما يقدم لنا اي خلفيه عن تاريخ الشخصيه ولكنه جسد الشخصيه بكل اقتدار لنجد لدينا الاداء الاروع له في تاريخه .. واستطاع ان يجعل عيوننا مليئة بالدموع طوال احداث الفيلم حتى في لحظة انتصاره وجدنا دموع الفرح تنهمر مع دموع سعادته .. اداء في مشهد حمام القطار استغرق ثواني قليله ولكنه سيظل محفوراً في ذاكرتنا الى الابد. جادن سميث : ابن ويل سميث في الحقيقه وفي الفيلم وفي الموهبه .. شعرنا انه ابننا جميعاً في ادائه المتميز وتجسيده لشخصية الطفل الذي لايطلب الكثير لأنه يعرف مايمر به والده .. بكينا معه حينما فقد "كابتن امريكا" وتمنينا ضمه حين تردد في شراء قطعة الحلوى لأنه يعرف ان والده لايملك الكثير وجعلنا نبتسم في اسوء الاوقات بدعاباته التي تتناسب مع طفل في الخامسه من عمره ثاندي نيوتن .. الام التي تخلت عن اسرتها بعد ان تملكها اليأس ربما كان الدور صغيراً ولكنها استطاعت تأديته باقتدار لتجعلنا نغضب من فعلتها ولكن نتعاطف معها في نفس الوقت المخرج جابريل موشينو .. يحسب له انه استطاع ان يقدم لنا تجسيد حي من المشاعر شعرنا به في كل لحظه من لحظات الفيلم حتى اثناء الصمت استطاع ان ينقلنا داخل المشاعر التي يشعر بها الممثلون من النادر ان تجد افلام بدون نقطة ضعف ولكن هذه الفيلم يستحق العلامه الكامله من وجهة نظري ويبقى في النهاية انك ان كنت احببت الفيلم وانت مازالت شاباً او مراهقاً فيجب عليك ان تشاهده مرة اخرى بعد ان يرزقك الله بأطفال ... ستجد للفيلم متعه ومعنى مختلف للغاية


قصة حياتنا

The Pursuit of Happyness اعتبره ببساطة واحدة من افضل الأفلام التى مرت على منذ بداية ولعى بعالم الفن والسينما وتيمة مميزة لا تقدم كثيرا وتمتاز بالواقعية البحتة لعدة اسباب اهمها بساطة الفكرة التى تمت معالجتها بأسلوب ممتع وفريد والعمق الدرامى الوقاعى الذى جعل هذا الفيلم تحفة فنية تستحق العلامه الكامله . الفيلم من بطولة " ويل سميث " ونجله " جادين سميث " وتدور احداثه حول شاب يعانى من الفقر الشديد الذى يدفع زوجته لهجرة فيبحث عن اى وسيلة لكسب الرزق والتحسين من مستواه المعيشى ويواجه صعوبات الحياة التى...اقرأ المزيد يعانى منها اى انسان بهذا الزمان فيلجىء الى التقدم لوظيفة السمسار ويمر بالاختبارات الصعبه حتى يصل الى ما طمحه . الفيلم حمل فى طياتة الكثير من المعانى والقيم التى برأى تستحق التدريس الى النشيء الصاعد مثل العزيمة والصبر تحمل الفشل و الأصرار على الوصول والنجاح فمن مجرد انسان عادى يحمل اختراع فاشل الى سمسار شهير وناجح . " جميعهم بدوا امامى سعداء جدا , لماذا لا استطيع ان اكون مثلهم " " هذا الجزء الصغير من حياتى كان يسمي " السعادة " " " لا تجعل احد يخبرك عما تسطيع فعله , لديك حلم عليك ان تحارب من اجله " عبارات بسيطة من الصعب ان تمر عليك خلال احداث الفيلم بدون القليل من القشعريرة والأيماء بالرأس في الحقيقة ان المؤلف " ستيف كونراد " قدم لنا القصة ببراعة وحرفية شديدة لم يقدم لنا فيلما سودوى لا يحمل لنا شيئا الا البؤس ولكنه قدم للجميع فرصة للتفاؤل والأصرار وجعل رسالة الفيلم شعله حماس تنتفض بداخلك بعد نهاية الفيلم كذلك الحوار بين الشخصيات كان ممتعا خاصتا بين بطلى الفيلم " ويل " و " جادين " مما اضاف رونقا وبريقا للعمل . الأداءات على مستوى الأخراج والتمثيل كانت ابداعية متكاملة فقدم " ويل " واحدة من افضل الادوار في تاريخة واستعجب عدم حصولة على جائزة الأوسكار بهذا العام رغم انه كان الأفضل فمشهد مثل مشهد اللامأوى حينما كان مع ابنه بالحمام ويحجز بقدمة الباب حتى لا يدخل احد عليهم وتتساقط دموعة مشهد من اكثر المشاهد المؤثرة التى مرت على وكذلك مشهد القبول كسمسار رسميا الفيلم كان مشهدا ابداعيا , على صعيد الأخراج قدم لنا المخرج الصاعد " جابرييل موشينو " فيلم مميزا على مستوى الأخراج على الرغم من انه في بداياته كمخرج صاعد بقوة .. برأى قدم لنا القصة من الناحية الأخراجية كما ينبغى ان يكون واستحق الأشادة بجدارة . فيلما يستحق المشاهدة والتقيم كما انه يصلح للمشاهدة العائلية وللأطفال ويستحق ايضا العلامة الكاملة


كن سعيد

السعادة،،، السعادة كلمة تحمل فى طياتها الكثير من المعانى، تعنى للبعض الامان، والبعض الاخر يجدها فى الصحة، بينما بجد أخرون أن منتهى السعادة لهم هو المال، ومنذ ولادتنا تقريبا نجد أن من يعتنى بنا فى حالة ركض دائم من أجل تحقيق المعنى،، أى معنى، وعندما تصل أنت شخصيا للوعى الكافى تجد نفسك تلقائيا قد بدأت رحلة الركض الخاصة بك، كريس الزوج والأب الفقير الذى يحاول جاهدا إسعاد أسرته الصغيرة، يأخذنا معه فى رحلة من الركض الدائم و المرهق للبحث عن السعادة، لكننا نصطدم بواقعه الأليم، فلا نجد السعادة عندما يعجز...اقرأ المزيد عن دفع الضرائب المتراكمة عليه وعن دفع إيجار شقته، ولا نجدها عندما تهجره زوجته، بل أننا نشعر بكمية مختلطة من مشاعر الكأبة والحزن والقهر عندما يضطر إلى أقناع أبنه الصغير بأن عليهم أن يقضوا ليلتهم داخل تواليت أحد محطات القطارات، بعد أن طردو من شقتهم، ولم يجد مكان أخر يأويه وصغيره سوى تواليت، ظل يركض ونحن خلفه، نبحث معه عن السعادة، حتى وجدناها فى نهاية الفيلم والتى اقنعنا بها بدمعات قليلة أنحدرت على خده وهو يسمع بأذنه أنه نجح فى تحقيق الغاية أخيرا. نجح سميث فى تجسيد كم المعاناة التى قابلت كريس جاردنر، نجح فى إغراقنا فى مشاكله، ونجح فى إنتشالنا منها، نجح فى إبكاءنا ونجح أيضا فى شعورنا بالبهجة، الموهوب الصغير جادين سميث وعلاقته بوالده فى الحقيقة أنعكست بشكل جيد على الشاشة، لكن مع فارق أنه بالفيلم عاش حالة أخرى. ربما لم يعجبنى فقط تركيز الفيلم على ان السعادة تتحقق بالمال فقط، وأن سعى البطل طوال الفيلم وراء السعادة، هو سعى وراء المال بالأساس، لكن يغفر ذلك وجود شرائح كثيرة من الأشخاص تؤمن بذلك، وأن الفيلم هو عرض لهذه الشرائح. الفيلم بشكل عام دعوة للتفاؤل، دعوة للعمل، دعوة للمثابرة، لن يمر عليك مرور الكرام، ستحب مشاهدته ثانية.