أراء حرة: مسلسل - الكبير أوي ج2 - 2011


الكبير قوي قماشة الشجن المبهج

في احدى اذكى فلسفاته دور بنفسك يقول مكي (في ناس تعرف تفسر لبس الناس بكل احساس مهما كانت خامة قماشتك) ولطالما لامست احساسي تلك الجملة ووجدت فيها تفسيرا عجيبا لاحساس الناقد وهو يتأمل كل حلة فنية جديدة يرتديها فنان في لقاءه الجديد بجمهوره ومجتمعه... والكبير حلة لاتشبه غيرها , فانتازيا تغوص في الواقع وواقع يبحر في محيط من فانتازيا..خلطة غريبة بين حلم ,خيال وحقيقة تتغلغل في ذاكرة المتلقي لتعيده عبر تصوير بطيء الى حاضره. راسمة بهجة شجية على وجوهنا التي غيرتها السنون.. هي قصة غريبة لذلك الشاب الصعيدي...اقرأ المزيد الكبير الذي اخفت السلطة قلبه الطفولي الصغير لتظهره دائما بهيئة القاسي المستبد المتلذذ بمعاقبة الناس بالسلك العريان. خليفة العمدة الكبير قوي يتلقى الصدمة من ابيه (العمدة)بأنه ليس الابن الوحيد وانما يشاركه نسب عائلة الكبير قوي اخوه التوأم جوني الذي عاش حياته كلها مع امهما الامريكية التي لايعرف عنها الكبير الصغير شيئا..يرحل الكبير قوي ليترك صغيره الكبير الصغير ينتظر العواقب .. لتبدأ تلك الخلطة العجيبة بين الاخوين النقيضين جوني الامريكي الروش وذلك الكبير الحمش, وبأداء فريد يتمكن مكي باقتدار من الامساك بمفاتيح الشخصيتين مع اضفاء روحيته الخاصة على كل منهما فيغنيهما اكثر فأكثر.. جوني الذي لايقل سلبيات عن خشونة الكبير يشاركه في روحه الطفولية التي لربما اظهرها بوضوح دون خجل خلافا لاخيه الكبير الذي يصغره بتلك الدقائق الاربع التي قادتهما للقيام بانتخابات العمودية التي يكسبها جوني... فيصبح عمدة للمزريطة ...المزريطة ذلك العالم الفريد من نوعه الذي تمكن مكي فيه من تجاوز حواجز اللغة , فروق الثقافات والمجتمعات . تمكن فيها مؤلفو العمل ,ممثلوه ,موسيقيوه ومخرجاه من اخذنا الى تلك القرية الجميلة التي احتوت بحنان ذاكرتنا ,احلامنا , افكارنا المجنونة واحزان مرت بنا . قادتنا عبر شريط تاريخنا الشخصي لتلامس طفولتنا صبانا شبابنا كهولتنا ونظرتنا لمستقبلنا. في المزريطة احببت اللهجة الصعيدية كما لم احبها من قبل, رأيت الصعيد بدهاءه المرح بأسلوب فريد من نوعه. في دوار الكبير وجدت صراعات نفسي بين واقعي الذي يشبه في اصوله واساسياته واقع الكبير وبين احلام مجنونة كثير مرت علي كنت اسعى بها ان اقارب جوني , كنت بين الشرق والغرب بسلبيات وايجابيات كل منهما . في دوار الكبير احببت هدية كثيرا , تلك الانثى الطفلة التي تعيش مزدانة بسلامة فطرتها البريئة.. هدية ذلك القلب الكبير الذي احتوى كل تلك الاحلام والصراعات وكل ذلك الغضب ,الفرح والجنون. هدية التي ابدعت في ادائها دنيا سمير غانم كانت مثالا صادقا لنفسي وغالبية فتياتنا ونساءنا العربيات. في المزريطة عرفنا اشخاصا لن ننساهم وسيبقون معنا دائما نستحضرهم في ايامنا واوقاتنا . فزاع , توماس , عم جابو , الطبيب ربيع وانتهاءا بعباس البحطيطي وغيره من الشخصيات التي مكنتها دقائق قلائل لربما ضمن احدى الحلقات من ان تخلد في ذاكرتنا. هنا اتوقف واستذكر مكي وهو يكتب تاريخ كل شخصية يفكر بتجسيدها لابتسم له بفخر واخبره بانه تمكن بفضل اسلوبه ,احترافيته وصبره ان يضيف لنا اصدقاء كثر نحبهم , يعيشون معنا ونعيش بهم ذكريات وحاضرا جميلا مع اسرنا واصحابنا. من منى سينسى كوكتيل الكبير , الجامد جدي , الجزرة التي قطمها جحش, و المسؤولية التي يحملنا اياها الدكتور ربيع كلما ظهر . من منا سينسى تلك الهتيرة البقرة البريئة التي ابهجت نفوسنا على مدى حلقات المسلسل الثلاثين بجزئيه. لقد تمكن مكي من عرض الكثير من صراعات الشرق والغرب باسلوب غير مسبوق لاعربيا ولاعالميا استطاع ان يسمعنا افكارنا بصوت عال , ان يرينا انفسنا بايجابياتها وسلبياتها امام مراة عائلية جميلة. كنا نرى في قسوة الكبير اخطاءنا التي نكره القيام بها لتعيدنا طفولته وبراءته لما نحب ان نكون مستشعرين تلك الغصة الممزوجة بالامل . الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية كانتا عاملا اخرا , ممثلا مبدعا , وحوارا اضافيا يزيد من جمال العمل . ملاحظة واحدة وددت طرحها في الحلقة 14 من الجزء الثاني حيث يحاول جوني القيام بأداء مشاهد تمثيلية لارسالها الى هوليود بهدف المشاركة في مسابقة لاختيار بطل تايتانك 2, في المشهد التمثيلي الثاني يوهم توماس (صديق جوني ) صاحبه بانه قد الف له مشهد تاريخي مختارا اليه جزءا من فيلم صلاح الدين الايوبي. ورغم اننا نيقن تماما ان القصد منها هو مداعبة الفيلم لاغير , الا ان الشخصية التاريخيه اكبر من ادخالها في ذلك المشهد الطريف وان كان ناجحا على المستوى الدرامي. ختاما سيبقى الكبير , جوني , هدية وعالم المزريطة ذلك الحلم الجميل الذي نلجأ اليه كلما اشتقنا لانفسنا وعجزنا عن ايجادها في الواقع الذي نحياه. شكرا لكتاب السناريو مصطفى صقر ,محمد عز الدين وتامر نادي ,شكرا لمصححي اللهجة حسن قناوي و اشرف فؤاد , شكرا لممثليه , شكرا لعمرو اسماعيل وموسيقاه الجميلة ,شكرا لمخرجيه بجزئيه اسلام خيري واحمد الجندي واخيرا شكرا للكبير قوي قوي احمد مكي ...املين منه بالمزيد من هذا الفن الجميل .. زينب بيروتي العراق - مقيمة في الامارات العربية المتحدة والمانيا